رئيس التحرير: عادل صبري 10:08 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تحدي السعادة.. عندما تكون الكتابة دواء في زمن الكورونا

تحدي السعادة.. عندما تكون الكتابة  دواء في زمن الكورونا

ميديا

الشاعرة هالة عماد

تحدي السعادة.. عندما تكون الكتابة دواء في زمن الكورونا

آية فتحي 06 أبريل 2020 18:22

كانت الورقة والقلم هي طوق النجاة لها من الغرق في بحر الاكتئاب، فبعد أن كان الحل الوحيد أمامها هو الانتحار، وجدت بعد رحلة بحث ما يسمى بـ"التداوي بالكتابة"، واكتشفت أن التداوي بالشعر يستخدم منذ عام 1960م، إنها الشاعرة والصيدلانية هالة عماد.
 

على غرار "تحدي الخير" و"تحدي الشعر" أطلقت الشاعرة هالة عماد مشروع صغير عبر الانترنت أطلقت عليه "تحدي السعادة"، وهو عبارة عن استخدام لفكرة التداوي بالكتابة لتخفيف الضغط عن البنات والسيدات في فترة الحجر المؤقت التي نعيشها مع الظروف الراهنة بحكم تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
 

روت صاحبة كتاب "اكتبي سعادتك" تفاصيل مشروعها في حديثها مع موقع "مصر العربية" قائلة : هو عبارة عن جروب للسيدات كل يوم نقدم فيه مهمة صغيرة منهم، والمهم أن يتم ربط تلك المهمة بالكتابة، والهدف إنهن يتعلمن استخدام التداوي بالكتابة في حياتهم.
 

وتابعت "عماد" قائلة : المهام التي تُقدم للسيدات تكون سهلة،  وفي نفس الوقت لها عمق إذا تم تأمل معناها، مثل تجربة شرب المياه طوال اليوم، مع استشعار آية " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"، ثم الكتابة عن التجربة، أو مثلا استخدام اسم من أسماء الله الحسنى واستشعار أثره في حياة كل منا والتفكر فيه، وجعله كنوع من الأسباب التي تعيدنا للهدوء والوعي، ثم الكتابة عن التجربة.

 

وأردفت "عماد" قائلة : إلى جانب كل تلك الأفكار، قمنا  باستغلال  فترة الحظر التي نعيشها بحكم الظروف الراهنة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد،  في أننا نتعلم أكتر من خلال ناس متخصصة في مجالات مختلفة، مثل التداوي بالفنون والأكل الصحي، ونعرض في الجروب الخاص بنا على "الفيس بوك" فيديوهات بث مباشر، ونطلب من البنات يكتبوا عن تجاربهم في كل مرة.

 

وواصلت "عماد"  : تركيزنا في هذه الفترة أن نعمل على إزالة التوتر وتهدئة النفس، من أجل المرور من تلك الظروف الصعبة، وذلك عن طريق معالجة الطاقة السلبية والتخلص منها والمزيد من التأمل والتلوين والرسم.
 

وكشفت "عماد" عن أسباب توجيها لكتاب وجروب "اكتبي سعادتك" للسيدات فقط  قائلة : أنا استهدف السيدات والبنات؛ لأن ثقافتنا وطريقة تربيتنا تعودنا على عدم التعبير  عن مشاعرنا أو حتى الخوف من فعل ذلك، وهذا الأمر بعد فترة يثقل النفس البشرية ويتحول من مجرد ألم نفسي لألم ومرض عضوي لا شفاء منه، وأنا شخصيًا عانيت منه في حياتي لدرجة أني فكرت في الانتحار في يوما ما.
 

وأضافت قائلة : وعندما استطعت التعبير عن مشاعري ومخاوفي واحتياجاتي بالكتابة تمكنت من التخلص من صعوبات كثيرة في حياتي، وهذا جعلني أفكر في مساعدة أكبر قدر ممكن من البنات والسيدات، اللاتي من المؤكد أنهن يعانين مثل معاناتي، المتعلقة بثقافة المجتمع وتنشئة البنت على أن لا تثور ولا تحتج ولا تفعل ما يزعج الأهل وخلافه من عادات.
 

وأكملت قائلة: وعندما تعلمت فن التداوي بالكتابة، وظفت هذا الأمر في كتاب لغته سهلة وقريب من الناس، من أجل التمكن من تطبيقه في حياتهم، ففكرة التداوي بالكتابة ببساطة هو استخدام فن الكتابة التعبيرية كأحد الفنون التعبيرية، للغوص في أغوار النفس البشرية، وإعادة اكتشافها وتقبل ما هي عليه بالفعل دون أحكام مسبقة.
 

واستطردت قائلة :الكتابة التعبيرية هي كتابة للنفس عن النفس، بدون قواعد كعلامات الترقيم والنحو والصرف، ودون موانع كالعرف والدين، نكتب ما يدور بداخلنا دون قلق من أنفسنا أو حكم الآخرين عليه، والفنون التعبيرية وجدت طفرة فعلية في عالم التداوي كالكتابة والرسم والرقص والتمثيل الحركي والقراءة، وهي تعتمد في الأساس على استخدام الإبداع والمنطق في تكوين طرق متعدددة للنفس للتأقلم مع الواقع والتخلص من الصدمات والجروح القديمة.
 

جدير بالذكر أن هالة عماد، شاعرة حاصلة على بكالوريوس صيدلة دفعة 2001 صدر لها،  ديوان فتافيت بنات سنة 2016 عن دار زحمةن وديوان "سكر بره" عن دار زحمة كتاب 2018، وكتاب "اكتبي سعادتك"، وصاحبة فكرة مبادرة "مسموح لك".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان