صدر حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون، عمان، رواية "طفلة" للكاتب العُماني خالد الشنفري، واختيرت لوحة الغلاف من أعمال الفنان التشكيلي العُماني أنور سونيا. 

تتحدث رواية "طفلة"، التي تقع في 157 صفحة من القطع المتوسط ،عن قصة حب جمعت بين "علي" و"طفلة"، غير أن تلك القصة لم تكن عادية، لأنها كتبت لتكون شاهدة على فترة تاريخية مهمة، هي السنوات التي ولدت فيها عُمان الحديثة. 

تدور معظم أحداث الرواية في "ظفار"، وبالتحديد في عاصمتها "صلالة"، تلك المدينة الجنوبية التي كانت معزولة عن العالم نشأَت "طفلة" وأحبّها "علي"، وعلى خطوط هذا الحب نسَج "خالد الشنفري" عادات أهل صلالة، وملامح تراثهم.

قدمت الرواية، معجمًا هائلاً من المفردات المحليّة التي شملَت جوانبَ الحياة الشعبيّة هناك في ستينيّات وسبعينيّات القرن العشرين، كما تضمنت الأحداث السياسيّة التي شهدتها تلك السنوات، والصراعات التي انتهت بمولد عُمان الحديثة.

وقدم د. فيصل جلول، للرواية "طفلة"، قائلًا: "يربط الراوي حلم بطليه؛ "علي" و"طفلة" بهذا المنعطف؛ أي الانتقال بـ"ظفار" من عهد مظلم إلى عهد انفتاح وتقارب أدّى إلى اتفاق انقلاب القصر وثورة ظفار على هدف واحد". 

وأضاف: "تنقلنا سطور الراوي من عُمان إلى محيطها، وتمتد الأحداث إلى جنوب اليمن ودول الخليج ومصر الناصرية، ثم إلى العراق، ويلتقي "علي" بشخصيات عاشت الطفرة التنموية في بلدان الخليج، ومن بينها النخبة اللبنانية والسورية التي جذبتها الثروة النفطية.

وتابع: "يربط الصلة بين تلك الاندفاعة التنموية والجيل العُماني الشاب الذي ساهم بوصولها إلى السلطنة. ويرسم خالد الشنفري بدقة ممتعة العادات والتقاليد والمفاهيم القبلية السائدة في تلك الفترة في ظفار..".

واختار الشنفري الأسلوب السهل الممتنع، وكانت لغته رشيقة، وأفكاره واضحة، ومشاهده مليئة بالحركة، وساعده في ذلك أنه ابن البيئة التي وصفها، مما ساعده في تقديم عمل واقعي وصادق. 

يشار إلى أن رواية "طفلة" العمل الأول للكاتب الشنفري، وتتضمن معلومات معرفيّة وتاريخية دسمة.