رئيس التحرير: عادل صبري 03:59 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مؤلف «ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ»: الأستاذ وصفني بوش السعد عليه (حوار)

مؤلف «ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ»: الأستاذ وصفني بوش السعد عليه (حوار)

ميديا

غلاف كتاب "ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ"

في ذكرى ميلاد أديب نوبل...

مؤلف «ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ»: الأستاذ وصفني بوش السعد عليه (حوار)

حوار- آية فتحي 12 ديسمبر 2019 10:30

يدعو الدكتور محمود الشنواني،  إلى الجلوس على مقعد بجوار نجيب محفوظ في ندواته التي سمعنا عنها كثيرًا، وذلك من خلال صفحات كتابه " ثلاثون عاما في صحبة نجيب محفوظ "، الصادر عن دار صفصافة، والذي يجمع مئات اللقاءات الممتدة عبر ثلاثين عامّا من صحبة نجيب محفوظ وصحبة رواد ندوته وصحبة كلماته وتفاصيل حياته البسيطة.

 

وفي ذكرى ميلاد أديب نوبل الـ108 حاورت "مصر العربية"  الدكتور محمود الشنواني، ليحدثنا عن تفاصيل الكتاب، وعن ذكرياته مع نجيب محفوظ.

 

وإلى نص الحوار....

 

 

كيف بدأت علاقتك بنجيب محفوظ؟

 

 في البداية  بقراءة أعماله، في الصيف الذي فصل بين انتهاء مرحلة الثانوية العامة ودخولي للجامعة، سنة 1975، وبعدها بشهور قليلة بالصدفة كنت أسير في وسط البلد ووجدته يقف أمام قهوة ريش، ذهبت وسلمت عليه، ورحب بي بمودة شديدة جدًا، وقلت له أنني قرأت له، وعرض علي أن أشاركهم مجلس الأصدقاء في قهوة ريش كل يوم جمعة في الساعة الخامسة والنصف من كل أسبوع، واستمرت العلاقة منذ ذلك الوقت حتى وفاته.

 

حدثنا بشيء من التفصيل عن كتابك " "ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ

 

الكتاب مقسم إلى ثلاث أجزاء رئيسية حسب المكان الذي كنا نتقابل به، الفصل الأول بخصوص قهوة ريش، والجزء الثاني بعنوان كازينو قصر النيل، وهذا المكان الذي استمر الأستاذ أن يجلس به في الفترة من عام 1977 حتى سنة 1994، الفصل الثالث بعنوان سوفتيل المعادي، فبعد تعرضه لمحاولة الاغتيال كان يجلس كل يوم في الأسبوع في مكان مختلف مع مجموعة محدودة من الأصدقاء، يوم الأربعاء كان مخصص لفندق سوفتيل المعادي، وهذا المكان الذي كنت التقى به.

 

يتناول الكتاب بشكل رئيسي نجيب محفوظ الإنسان، شخصيته، وأسلوب تعامله مع الناس، وطباعه الشخصية، وسلوكه، ومع شخصية مثل نجيب محفوظ، بالضرورة يتم ربط كل هذه الأمور بأدبه، وبأفكاره ونظرته للحياة، التي أنتجت لنا هذا الأدب الذي قرأناه.

 

ما هي أبرز الجوانب الإنسانية التي رصدتها في شخصية نجيب محفوظ خلال تعاملك معه؟

 

أبرز الملامح أننا يمكن أن نصفه بأنه فيلسوف وحكيم، هو يتسم بصفات شخصية نبيلة ورفيعة للغاية من حيث التواضع والبساطة، ودماثة الخلق، والنزاهة والشرف في الكلمة، لكن ما أقصده بالحكمة والفلسفة أنه لا يأتي هذا فقط من مجرد كونه إنسان جيد ومحترم، لكن نجيب محفوظ فهذا جزء من نظرته أيضًا  للحياة، فهو محب للحياة والبشر ومحب للعمل، ومؤمن أن لكل إنسان رسالة في الحياة، وعليه أن يؤديها بإيمان لها، وبإجادة لها وبسعي مخلص لأدائها، وأن هذه الرسالة دائما يجب أن تكون لمنفعة البشر، ولهذا يجب أن نحب كل البشر الذين نسعى لإسعادهم ونفعهم، ونؤمن بصفاتهم الجيدة، ونتفهم أخطائهم وضعفهم الإنساني، هذه الصفات هي التي صنعت تركيبة الإنسان الذي أنتج أدب محمل بكل المعاني والأفكار للحياة.

 

أكثر المواقف التي تتذكرها له تعكس تلك الروح الإنسانية؟

 

هناك موقف أعتبره من أجمل المواقف في حياتي وأحب أن أذكره، وقت زفافي دعيته لحضور فرحي، وعلى الرغم من علمي أنه لا يحضر أي فرح، ولكن كان لا يمكن أن أدعوه وهو والدي،  أخذت كروت الدعوة من المطبعة وتوجهت له مباشرة ليأخذ أول دعوة قبل أي شخص أخر، أتصل بعد ذلك في بيتي وأعتذر عن عدم حضوره، وأرسل لي تهنئة، بعد الزواج ذهبت له أنا وزوجتي لنشكره على تهنئته لنا، في جريدة الأهرام يوم الخميس13 أكتوبر 1988، وهو نفس تاريخ إعلان فوزه بجائزة نوبل، تركته الساعة 12 ظهرا، وبعد ساعة أعلنت الجائزة، ثاني يوم الجمعة كان اللقاء في قصر النيل وكان لقاء مختلف، وكالات أنباء وصحافة، وأعداد غفيرة من الناس، وأنا ببوسه وبحضنه قالي أنت وش السعد والخير.

 

كيف أثرت صحبة نجيب محفوظ على حياتك؟

 

في حياتي العامة أعتقد أنه كان له التأثير الأكبر على تكويني، سواء فكريًا وأظن اكثر وجدانيًا، هذا القرب لأستاذ نجيب وضع أمامي مثل أعلى إلى هذه اللحظة أسعى للسير في نفس الطريق من خلال نظرته للحياة، والتصالح معها، والتجانس، الذي لا نجده إلا في بشر قليلية، وأن تكون أفعاله متجانسة، وأفكاره ومصيرته في الحياة متجانسة، كل هذه أمور تبدو سهلة، ولكنها من أشق الأشياء، ولا يصل لها إلى من يسعى ويجتهد، و الأستاذ نجيب كان كذلك،  وضع ذلك أمامي منذ شبابي.

 

كيف ترى المشهد الأدبي الحالي في ظل غياب نجيب محفوظ؟

 

أنا ربما على عكس ناس كثيرة، يرون أنه بعد نجيب محفوظ لا يوجد أدب، ولكن أنا أرى انه من فخر نجيب محفوظ وعظمته أنه ترك أبناء وأحفاد في الساحة الأدبية، ولكن مثل اي مشهد أدبي واسع به إجادة وعدم الإجادة، ربما لا يوجد أحد بهذا القدر العظيم، لأن ذلك يصل له أشخاص متفردين في كل مجال، فلن يستطيع الكل أن يكونوا أم كلثوم ولكن هناك الكثير من المطربات على قدر عالي من الموهبة، ولكننا بحاجة إلى جيش من الأدباء بدرجات متفاوتة من الموهبة، لأنهم يقدموا شيء من الامتداد الذي أسسه نجيب محفوظ، وهو تأسيسه للرواية العربية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان