سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على إصابة عدد من العاملين في معهد الأورام بالقاهرة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، معتبرة أن الأمر يثير المخاوف من افتراس الوباء للمؤسسات الصحية.
وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وتناقلته العديد من وسائل الإعلام الغربية إن "مسئولين قالوا يوم السبت إن 17 طبيبا على الأقل في مستشفى علاج السرطان الرئيسي في مصر، خضعوا للحجر الصحي، بعد أن ثبتت إصابتهم بالعدوى، ليثير ذلك الخبر المخاوف من أن الوباء يمكن أن يفترس المؤسسات الطبية في البلد العربي الأكثر كثافة سكانية".
وعن ملابسات إصابة أفراد الطاقم الطبي، قال حاتم أبو القاسم مدير مستشفى معهد الأورام إن الأعراض ظهرت على أحد الممرضين الأحد الماضي، وبإجراء التحليل ثبتت إيجابية الحالة لفيروس كورونا، وبعد الكشف على المخالطين له تأكد إصابة 3 أطباء و12 من فريق التمريض، ونقلوا جميعا إلى مستشفى العزل بمنطقة العجوزة بالقاهرة.
ورجح أبو القاسم أن تكون العدوى قد انتقلت إلى الممرض، الذي ثبتت إصابته في بداية الأمر، من مستشفى خاص يعمل فيه إلى جانب عمله بالمستشفى الحكومي.
وكانت نقابة الأطباء في مصر أول من كشف عن الإصابات عبر بيان، قالت فيه إنه تم إحالة 10 من أعضاء الطاقم الطبي لمعهد الأورام، بينهم 3 أطباء، إلى مستشفى العزل الصحي، بعد تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا.
وأشارت نقابة الأطباء إلى أن إصابات معهد الأورام مُدرجة ضمن الإحصاءات الأخيرة الواردة في بيانات وزارة الصحة المصرية، التي أوضحت أن هناك 120 إصابة جديدة في مصر، يوم الجمعة.
ويشار إلى أن المعهد القومي للأورام يعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لمرضى الأورام في مصر.
وأغلقت مصر خلال الفترة الماضية عدة مستشفيات حكومية وخاصة من أجل تنفيذ إجراءات التعقيم، بعد ظهور إصابات بين الأطقم الطبية.
وتوفي قبل أيام طبيب متخصص بالتحاليل الطبية، بمحافظة بورسعيد شمالي مصر، جراء المرض بعدما أجرى تحليلا لأحد المصابين بالفيروس في مختبره الخاص.
وأفادت آخر الأرقام الرسمية، التي أعلنتها وزارة الصحة مساء السبت، بارتفاع إجمالي عدد الإصابات بالوباء في مصر إلى 1070 حالة، فضلا عن 71 حالة وفاة.
وحذرت الحكومة المصرية مواطنيها، مؤخرا، من دخول البلاد إلى المرحلة الثالثة لتفشي الوباء، مما قد يدفع الحكومة لتشديد الإجراءات الاحترازية، بسبب "عدم التزام المواطنين".
وقالت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إنه في حال وصل عدد المصابين إلى ألف مصاب، سيصعب حينها على السلطات الطبية رصد أعداد المخالطين للمصابين، ما قد ينذر بمخاطر كبيرة.
وتفرض السلطات المصرية بالفعل حظرا للتجوال ليلا في أنحاء البلاد، وإغلاقا جزئيا على بعض الأنشطة والمتاجر، وإغلاقا كليا على بعضها الآخر.
كما عزلت السلطات بعض القرى والمناطق، التي ظهرت فيها إصابات بالوباء، لكن المواصلات العامة - وبخاصة قطارات الأنفاق والسكك الحديدية - تشهد تكدسا بالمواطنين في بعض الأحيان، ما يهدد بتفشي الوباء في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة.