رئيس التحرير: عادل صبري 07:22 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في عصر كورونا.. صلاة الأقباط في مصر «أون لاين»

في عصر كورونا.. صلاة الأقباط في مصر «أون لاين»

صحافة أجنبية

البابا تواضروس الثاني فى قداس عيد الميلاد

في عصر كورونا.. صلاة الأقباط في مصر «أون لاين»

أسامة عاشور 04 أبريل 2020 19:00

في عصر تفشي فيروس كورونا، أصبحت صلاة الأقباط في مصر أون لاين، عبر موقع زوم.. بهذه الكلمات بدأ وقع ذا ناشيونال، تقريره عن ما وصلت إليه الأمور في مصر، نتيجة المخاوف من تزايد تفشي الفيروس القاتل بين المواطنين، ما أدى لمنع التجمعات حتى الصلاة في المساجد أو الكنائس.

 

وقال التقرير: إن الأقباط اضطروا لإقامة صلواتهم واستئناف مدارس الأحد على الإنترنت عبر تطبيق زووم، في ظل قرارات منع التجمعات وغلق دور العبادة وغيرها من إجراءات التباعد الاجتماعي، في ظل المخاوف من انتشار فيروس كورونا.
 

الصلاة بالانترنت

ونقلت ذا ناشيونال عن سيدة تدعى، ماجي إيهاب، افتقادها الشديد للذهاب إلى الكنيسة، وتتذكر كيف كانت الصلوات معزية، وحياتها ممتلئة بالسلام الروحي خلال الخدمة "كأن الكنيسة بيتي التاني"، لكن ذلك توقف قبل حوالي شهر ونصف، حين بات فيروس كورونا مهددا للأرواح، فأغلقت الحكومة المصرية دور العبادة، وما كان من ماجي وأصدقائها إلا إيجاد وسيلة أخرى لمناجاة الرب.


مرتان أسبوعيا تجتمع ماجي وكيرولس ميلاد مع عشرات المصلين عبر تطبيق زوم، وموقع فيسبوك، يترنمون لساعة أو يزيد، تعزف ماجي على "الأورج"، وتُغني رفقة كيرولس، إذ تمنحهم تلك الدقائق القدرة للتأقلم مع الواقع الثقيل.

 

تتذكر الشابة العشرينية الصلاة الأولى عبر الإنترنت "من حوالي أسبوعين"، لم تكن تعرف هي وشقيقها كيرولس كيف يستقبل الناس الأمر، إلا أن شعور القلق تبدل حينما جاءتهم ردود الفعل "الناس اتبسطت وبدأوا يقترحوا علينا ترانيم معينة فوجئنا إن عددهم وصل لتسعين شخص"، لم تعد الصلوات مقتصرة على الكنيسة التي يخدمان فيها فقط "ناس من كنايس تانية حضروا معانا وناس من برة مصر حضروا"، أثلج ذلك قلب كيرولس "كنا في الأيام العادية مش بنقدر نتجمع بالشكل دا عشان المواعيد يمكن دي أكبر ميزة للترانيم أونلاين" إذ يُلقيانها في العاشرة مساءً "الصلاة قبل النوم ومع نهاية يوم طويل بتكون أحلى".


فرضت الظروف على ماجي وكيرولس تقليل عدد الترانيم "ممكن في الكنيسة كنا نقول 30 ترنيمة لكذا ساعة"، بينما الآن لا يتجاوز العدد 8 ترنيمات خلال الساعة، يستعد الشابان كل مرة بصلوات مختلفة "حاجات معزية للناس وبيكون فيه صلاة للمصريين عموما"، يساعدهم في ذلك أصدقائهم من الكنيسة "بعضهم بيجمع لنا الترانيم ويبعتها وفيه بيجمع ردود فعل الناس من فيسبوك عشان نشوف هما محتاجين إيه".

 

رغم الظروف، تلتقط ماجي التفاصيل المضيئة "إن الناس تقرب من بعض اكتر ومن ربنا"، حتى أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد فقط منابر لنشر الخوف من الفيروس "بقى فيه هاشتاجات عشان الناس يتشاركوا آيات من الكتاب المقدس ويهونوا على بعض"، يتقاسم كيرولس تلك الطمأنينة معها، ينتظر العودة للكنيسة وحتى ذلك الحين "انا مبسوط لأننا مسنودين بالترانيم وبربنا".

 

دور الكنيسة

فقد أظهرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ، مرونة مدهشة لفرض التباعد الاجتماعي الموصى به بشدة كطريقة فعالة لاحتواء تفشي الفيروس الذي قتل حتى الآن نحو 66 شخصًا.

 

فبعد مقاومة وجيزة ، وإن كانت حماسية ، من قبِل رجال الدين وأتباع الكنيسة ، أمر الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني ، الأسبوع الماضي بإغلاق جميع الكنائس.

 

وقال في خطاب له: إن بعض الكنائس بدأت بالفعل السماح للمؤمنين بالاعتراف عبر الهاتف.

 

في غضون ذلك ، لجأ الشباب من الطوائف في جميع أنحاء البلاد إلى تطبيقات عقد المؤتمرات عبر الفيديو لإجراء الصلوات ومدرسة الأحد واجتماعات الجوقة.

 

وحذت حذوها الطوائف الأصغر في المجتمع المسيحي المصري، وقال البابا المصري حول إغلاق الكنائس: "لقد كان قرارا صعبا، لكنه ضروري لحماية صحة الناس". وتابع في خطبته التي ألقاها في مصلى فارغ لكن متلفز على شبكات مرتبطة بالكنيسة: "دعونا نتحمل قليلاً من أجل السلامة والوقاية".

 

لا أحد يعرف بالضبط متى تم إغلاق الكنائس في مصر آخر مرة. لكن البابا تواضروس قال إن هذا الحدث لم يحدث منذ مئات السنين .

 

وعلى الرغم من أن العديد من الكنائس حول العالم قد أغلقت أبوابها لاحتواء انتشار الفيروس القاتل ، فإن أهمية إغلاقها في مصر لها دلالة خاصة، حيث ظلت الكنائس في مصر مفتوحة حتى بعد سلسلة من الهجمات القاتلة على مدى السنوات الأربع الماضية التي استهدفتهم، إلا أن الخوف من تفشي كورونا اضطرهم لاتخاذ قرار الإغلاق.

 

وقال شادي لويس بطرس ، روائي مصري ومحلل سياسي يعيش في لندن: "أظهرت الكنيسة بمرور السنين بعض المرونة ، لكنها كانت عملية بطيئة". "كان القداس يوم الأحد كما هو معتاد ، والآن هو يوم الجمعة لأن الأحد هو بداية أسبوع العمل في مصر. كما اعتادت أن تكون بالكامل باللغة القبطية ، ثم أصبحت مزيجًا من اللغة القبطية والعربية والآن أصبحت في الغالب عربية فقط.

 

وتابع: "ليس من غير الطبيعي تمامًا أن تغلق الكنيسة أماكن عبادتها بسبب الفيروس. إنها حالة طارئة تتطلب إجراءً طارئًا ". ولكن هذا الإجراء أحزن الكثيرين. لكنه أعطى الشباب المسيحيين الفرصة لإظهار التضامن والمثابرة للحفاظ على استمرار أنشطتهم الطبيعية." 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان