في سوق النفط، تشن السعودية حرب أسعار ضد الولايات المتحدة، بحسب تقرير صحيفة يونجه فيلت الألمانية تحت عنوان "مخاطرة غير محسوبة من السعودية".
وَفْقًا للصحيفة، تقاتل السعودية بكل الوسائل المتاحة لزيادة حصتها في السوق العالمية للنفط، بعد فشل محاولتها في أوائل مارس لكسب روسيا لخفض مشترك في إنتاج النفط.
وتصور معظم وسائل الإعلام هذه الأحداث على أَنَّهَا حرب أسعار بين السعودية روسيا، ولكن في الواقع ، هي حرب أسعار ضد الولايات المتحدة، والكلام للصحيفة.
وأوضح التقرير أَنَّ روسيا والمملكة العربية السعودية يقودان معًا المنافسة بطريقة غير مباشرة ضد أمريكا، رائدة السوق العالمية، على الرغم من اختلافهما.
وأشار إلى أَنَّ تطور الأسعار الحالي يُعَرِّضُ بالفعل العديد من شركات النفط الأمريكية للخطر، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرار الولايات المتحدة إلى إعادة السعوديين إلى المرتبة الأولى التي احتلتها رسميًا منذ عام 2018.
ويرجح بعض الخبراء أَنَّ انتاج النفط الأمريكي، الذي يبلغ حاليًا حوالي 13 مليون برميل يوميًا ، قد ينخفض إلى 10.5 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2021.
وقد انخفض يوم الاثنين من هذا الأسبوع، للمرة الثانية هذا العام، سعر النفط الأمريكي لخام "غرب تكساس" إلى ما دون 20 دولارًا للبرميل، وهبط أيضا سعر خام برنت، الأكثر أهمية على الصعيد الدولي ، بنحو النصف في غضون أسابيع قليلة، وهذا هو أدنى مستوى له منذ عام 2002.
وبعد ظهر الأمس، الأربعاء ، تم تحديد سعر خام برنت عند 25.12 دولارًا ، وخام غرب تكساس عند 20.32 دولارًا.
بجانب ذلك، وفقا للصحيفة، لا يدر النفط الصخري ربحا وفيرا لجميع الشركات الأمريكية، لدرجة أنهم كانوا مثقلين بالديون قبل أزمة كورونا وواجهوا الإفلاس، كما يؤثر بالسلب تفشي الفيروس المستجد في أمريكا على هذه الشركات، التي تصنع أو تبيع معدات إنتاج النفط.
ورأت الصحيفة الألمانية أن السبب الرئيسي لانخفاض أسعار النفط، ليس الزيادة في الإنتاج من قبل السعوديين ، وبدرجة أقل من روسيا ، بل الانخفاض الحاد في الطلب بسبب شلل الحياة الاقتصادية الناجم عن وباء فيروس كورونا.
وعادة ، تم يكون استهلاك النفط العالمي تقريبًا عند 100 مليون برميل يوميًا في السنوات الأخيرة ، ويتوقع الخبراء أن ينخفض بمقدار 20 إلى 25 مليون برميل يوميًا في الأشهر القليلة المقبلة. وسيكون هذا هو الركود الأكثر عنفا في تاريخ النفط.
وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في الطلب، تزيد السعودية إنتاج النفط وتقدم أسعار تنافسية ضد المنافسين.
وفي ضوء الانخفاض الحاد في الطلب وخفض الأسعار غير المسبوق ، تخطط المملكة العربية السعودية لزيادة صادراتها النفطية.