بحثت "محكمة العدل العليا"، وهي أعلى سلطة قضائية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، التماسًا تقدّم به بيني جانتس زعيم تحالف "أزرق- أبيض" والحركة من أجل نزاهة الحكم في إسرائيل (غير حكومية) ، يطالب بعقد الهيئة العام للكنيست من أجل انتخاب رئيسًا جديدًا له خلفًا ليولي أدلشتاين (ليكود) الذي يرفض هذه الخطوة.

وتسعى كتلة جانتس المكونة من أغلبية 61 عضوًا بالكنيست من أصل 120 إلى إزاحة أدلشتاين وانتخاب أحد أعضائه خلفًا له، في إطار مساعيه للسيطرة على الكنيست وتشكيل "اللجنة المنظمة" المسؤولة عن تشكيل لجان الكنيست وسنّ تشريعات تمنع نتنياهو من رئاسة الحكومة لولاية جديدة.

ورأت المحكمة أنه "من الصعب الوقوف ضد رغبة 61 عضوًا بالكنيست" في إشارة لأغلبية "أزرق- أبيض"، وفق ما أوردته قناة "كان الرسمية".

واستعرت الأزمة السياسية في إسرائيل المستمرة منذ العام الماضي تعقيدًا بتوقيع كتلة اليمين (58 عضوًا) بقيادة الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو مساء اليوم الأحد وثيقة تعهّدوا فيها بعدم تشكيل حكومة وحدة مع "أزرق- أبيض" حال ما أصرَّ الأخير على الإطاحة برئيس الكنيست.

وتضم كتلة اليمين، الليكود والحزبين الدينيين "يهدوت هتوراه" و"شاس" إضافة إلى تحالف "يمينا" المكون من 3 أحزاب يمينية.

فيما تضم كتلة يسار الوسط، "أزرق- أبيض" والقائمة المشتركة وهو تحالف 4 أحزاب عربية في إسرائيل، وتحالف "العمل- ميرتس" بدعم من حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة وزير الدفاع الأسبق أفيجدور ليبرمان.

يشار إلى أن رئيس الكنيست الليكودي كان قد منع الأربعاء الماضي تصويتا في الهيئة العامة على تشكيل "اللجنة المنظمة" وأرجأ التصويت إلى الاثنين، فيما أكّد أنه سيمنع التصويت على انتخاب خليفة له.

وفي وقت سابق، اليوم الأحد، هدد أدلشتاين بالذهاب لانتخابات رابعة حال تمكن تحالف "أزرق- أبيض" من الإطاحة به.

وقال لإذاعة جيش الاحتلال "هذا ليس أمرًا معتادًا، فخلال الـ 22 كنيست السابقة توصل الائتلاف والمعارضة لتفاهمات بشأن اختيار رئيس الكنيست".

وتابع "هدفنا جميعا هو تشكيل حكومة وحدة واسعة في نهاية الأمر. إن انتخاب رئيس دائم للكنيست في ظل عدم وجود نية لتشكيل مثل هذه الحكومة هو يوم حزين، ورسالة للإسرائيليين أننا في الطريق لانتخابات رابعة".

تهديدات أخرى لـ "أزرق- أبيض" جاءت في بيان لليكود الذي قال: إن الإطاحة برئيس الكنيست سوف تجهض تشكيل حكومة وحدة، وتقود بشكل أساسي لانتخابات رابعة.

وقال الليكود في بيان: إن الإطاحة بأدلشتاين حال تمت فسوف تكون "خطوة صادمة من انعدام المسؤولية في وقت وباء عالمي لم يسبق له مثيل منذ المائة عام الأخيرة".

وكشف أن نتنياهو عرض على "أزرق- أبيض" تشكيل حكومة وحدة يتولى كلاهما رئاستها بالتناوب لمدة 18 شهرا، على أن يتولى نتنياهو المهمة أولا.

وختم الحزب بيانه بالقول: "إذا ما أطاح أزرق- أبيض برئيس الكنيست فسوف تتوقف فورا اتصالات تشكيل حكومة الوحدة، وسيكون مسؤولا عن النتائج".

إلا أن "أزرق أبيض" أعرب لاحقا عزمه تغيير رئيس الكنيست، قائلا في بيان :"تكشف محاولة الليكود فرض شروط،ه والمساس بالديمقراطية، سعي نتنياهو إلى جر إسرائيل لانتخابات رابعة، حتى في أوج أزمة تُلزمنا جميعًا سواء في الحكومة أو الكنيست  بالعمل من أجل مواطني إسرائيل".

وأضاف "منذ تأسيس إسرائيل يتم اختيار رئيس الكنيست دائما على يد أغلبية أعضاء الكنيست، وهو ما سيحدث هذه المرة أيضًا".

وشهدت إسرائيل في 2 مارس الجاري انتخابات هي الثالثة خلال عام، بعدما لم تنجح انتخابات جرت في أبريل وسبتمبر الماضيين في تشكيل حكومة في ظل خلافات بين الكتل البرلمانية ما أوجد أزمة سياسية لا تزال تلقي بظلالها بشدة على إسرائيل.

ويوم الاثنين الماضي، كلف الرئيس الإسرائيلي روؤفين ريفلين "جانتس" بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما حصل على توصية من 61 عضوا بالكنيست، لكن مهمته المفترض إنجازها خلال 28 يوما لا تزال صعبة في ظل تراجع إمكانية تشكيل حكومة "ضيقة" مدعومة من الأحزاب العربية، وكذلك الصعوبات التي تواجه تشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو في ظل الخلافات المتصاعدة مع الليكود.