كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو مساء السبت لأول مرة بشكل علني عن الاتصالات التي يجريها حزب الليكود بقيادته مع تحالف" أزرق- أبيض" بزعامة رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس بشأن تشكيل حكومة جديدة.

ودعا نتنياهو خلال لقاء تلفزيوني على القناة "12" الإسرائيلية منافسه السياسي جانتس إلى الدخول معه في حكومة وحدة من أجل مواجهة فيروس كورونا.

وخاطب نتنياهو جانتس قائلاً :إذا وافقت فسوف أخلي مقعدي  كرئيس للوزراء بعد انتهاء عام ونصف العام".

 بكلمات أخرى اقترح نتنياهو على زعيم "أزرق- أبيض" تشكيل حكومة وحدة يرأسها كل منهما بالتناوب لمدة 18 شهراً، على أن يبدأ هو أولا.

وأضاف نتنياهو "جانتس، وافق على الاقتراح. إسرائيل قبل الجميع وليس لابيد فوق الجميع"، في إشارة للرجل الثاني في "أزرق- أبيض" يائير لابيد الذي يرفض بشدة الدخول في حكومة بقيادة نتنياهو.

وتطرق نتنياهو للمفاوضات الجارية بين حزبه وتحالف جانتس، وقال إن الحديث يدور عن مباحثات لتشكيل حكومة يتم تقسيم حقائبها الوزراية بالتساوي بين المعسكرين، على أن يتم شغل وزارة العدل بالتناوب أيضا بين وزير من الليكود وآخر من "أزرق- أبيض".

وتابع :"تحدثنا عن 4 مناصب رئيسية: طالبوا في "أزرق- أبيض" بحقائب الخارجية والدفاع وأن نحصل نحن على المالية ورئاسة الكنيست ولكنني لا أعلم لماذا لم يوقعوا على الاتفاق بعد".

إلا أن جانتس سرعان ما رد على عرض نتنياهو بـ "برود"  مشككا في نواياه قائلاً إن "من يريد حكومة وحدة يضر بالديمقراطية والمواطنين وبالطبع لا يعطل الكنيست".

وكان جانتس يشير إلى قرار رئيس الكنيست يولي أدلشتاين (ليكود)، الأربعاء الماضي، بمنع التصويت على تشكيل "اللجنة المنظمة" المخولة بتشكيل باقي اللجان الدائمة بالكنيست وتأجيل التصويت إلى يوم الإثنين المقبل وذلك على خلفية سعي الليكود لتمثيل متساو في تلك اللجنة الاستراتيجية بينه وبين  "أزرق أبيض".

والإثنين الماضي، كلف الرئيس رؤوفين ريفلين جانتس بتشكيل الحكومة بعدما حصل على توصية من 61 عضوا بالكنيست (البرلمان) من أصل 120.

وبات من شبه المستحيل على جانتس تشكيل حكومة ضيقة بمشاركة حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة وزير الدفاع الأسبق أفيجدور ليبرمان وبدعم القائمة العربية المشتركة من الخارج، ذلك بعد اعتراض نائبين من تحالفه على تلك الخطوة وكذلك تعهد ليبرمان بعدم المشاركة في حكومة مدعومة من الأحزاب العربية، ما يعني انعدام إمكانية الحصول على دعم أغلبية 61 نائبا بالكنيست لتشكيل حكومة ضيقة.

لذلك بات الخيار الأكثر واقعية أمام جانتس هو الدخول في حكومة وحدة مع نتنياهو الذي يقود تحالف اليمين، أو الذهاب إلى انتخابات رابعة.

وشهدت إسرائيل في 2 مارس الجاري انتخابات هي الثالثة في غضون 11 شهرا، دون أن تفلح الأحزاب الفائزة في  جولتين سابقتين في أبريل وسبتمبر من العام الماضي من تشكيل حكومة ما أوجد أزمة سياسية لا تزال مستمرة.

وحصل تحالف "أزرق- أبيض" خلال الانتخابات الأخيرة على 33 مقعدا مقابل 36 لليكود، إلا أن ريفلين كلف زعيم الأول بتشكيل الحكومة بعد توصية 61 عضوا به.

الخبر من المصدر..