قالت إذاعة "صوت أمريكا"، إنَّ هناك اهتمامًا عن كثب بمتابعة نتائج الانتخابات الإسرائيلية في مصر، عازيةً ذلك إلى الاهتمام بمصير رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي سواء على المستوى الرسمي وفي أوساط النخبة السياسية.

وقالت الإذاعة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني: "بشكل تقليدي، اتخذ كلّ من المحللين المطلعين والجمهور الواسع في الدول العربية موقفًا غير مبالٍ بنتائج الانتخابات الإسرائيلية المتكررة بشكل متصاعد، ولكن في ظل حدود جديدة متصورة في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والوضع القوي للقائمة المشتركة للأحزاب السياسية ذات الأغلبية العربية، فإنّ نتائج الانتخابات تتابع عن كثب في عمان والقاهرة."

وتضع القائمة المشتركة معارضتها لخطة ترامب المعروفة بصفقة القرن في قمة أجندة حملتها الانتخابية.

ونقلت الإذاعة عن سعيد عكاشة المحلل المتخصص في الشأن الإسرائيلي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية بالقاهرة أنّ: "المصريين العاديين لا يهتمون بالانتخابات في العالم بشكل عام وفي إسرائيل بشكل خاص".

وأضاف:" لكن في الوقت الذي قد تحلم فيه الطبقة السياسة هنا بخسارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأنه يمثل التطرف والعدوان تجاه العرب والفلسطينيين، فإن تجربة المسئولين المصريين مع حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إيجابية منذ توقيع اتفاقية السلام في 1977 وحتى هذا اليوم".

واعتبر المحلل السياسي المصري أن أي احتمال بأن يتمكن العرب داخل إسرائيل من استجماع قوة كافية لحرمان نتنياهو من تشكيل الحكومة، يعد سيناريو سياسي وأمني كابوسي للمسئولين في القاهرة.

وعن تفسيره للاهتمام بالانتخابات الإسرائيلية في القاهرة، قال مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة: "من خلال بعض الطرق، فتح نتنياهو الباب بين النظام المصري والإدارة الأمريكية الحالية. المصريون يعتقدون أنهم سوف يستفيدون اقتصاديا على الأقل من صفقة القرن التي يطرحها ترامب".

ورأى أن القاهرة أكثر ارتياحا للتعامل مع نتنياهو الذي تعرفه على مدار سنوات، على عكس بيني غانتس زعيم حزب "كاحول لافان" الذي ليس لديه أي خبرة سياسية ولا يعرف ماذا يفعل مع غزة، والفلسطينيين والعالم العربي الأوسع.

أما سارة شريف محررة الشئون الإسرائيلية بصحيفة الدستور اليومية المصرية فقالت للإذاعة:" هناك علاقات جيدة بين نتنياهو والنظام المصري، هناك تعاون في العديد من الملفات الحيوية التي تشمل الإرهاب في سيناء وتطوير الغاز الطبيعي، وأعتقد أن استمرار حكم نتنياهو سوف يزيد من استقرار العلاقات بين البلدين".

وفي الشهر الماضي، بدأت مصر استيراد الغاز من حقل الغاز الإسرائيلي "ليفياثان"، وهي خطوة تأمل القاهرة في أن تساعدها في أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة.

وأشارت سارة شريف إلى أن حكومة نتنياهو طلبت من واشنطن عدم قطع المساعدات عن مصر، بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013.

وبعد فرز 99 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التي جرت الاثنين، أصبح من المتوقع أن يحصل حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو على 35 مقعدا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا، انخفاضا من 36 مقعدا كان متوقعا أن يفوز بها في بادئ الأمر بعد الانتخابات التي أجريت يوم الاثنين. ومن المتوقع أن يحصل منافسه بيني جانتس من تيار الوسط على 32 مقعدا لحزبه أزرق أبيض.

ويحتاج رؤساء الوزراء في إسرائيل عادة لائتلاف يسيطر على 61 من مقاعد البرلمان لتتمكن حكوماتهم من البقاء. وتشير نتائج الفرز يوم الأربعاء إلى أن أي تحالف يمكن أن يشكله نتنياهو من الأحزاب المتقاربة فكريا لن يحصل سوى على 58 مقعدًا.

النص الأصلي