رئيس التحرير: عادل صبري 09:04 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صوت أمريكا: بعد طالبان.. هل تتفاوض الشباب الصومالية؟ (تحليل)

صوت أمريكا: بعد طالبان.. هل تتفاوض الشباب الصومالية؟ (تحليل)

صحافة أجنبية

تقاتل حركة الشباب الحكومة منذ 2008

صوت أمريكا: بعد طالبان.. هل تتفاوض الشباب الصومالية؟ (تحليل)

بسيوني الوكيل 03 مارس 2020 12:15

"بعد طالبان.. هل تتفاوض حركة الشباب؟" .. تحت هذا العنوان نشرت إذاعة "صوت أمريكا" تقريرا حول إمكانية دخول حركة الشباب الصومالية في مفاوضات لإنهاء الحرب التي تخوضها الحركة ضد الحكومة في الصومال، على غرار حركة طالبان الأفغانية.

 

وقالت الإذاعة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة توصلا السبت الماضي إلى اتفاق لم يكن متوقعا، ومن المقرر أن يسمح بمغادرة جزء من القوات الأمريكية لأفغانستان وتمهيد الطريق لحوار مع الحكومة الأفغانية لما يمكن أن يصبح حلا تاريخيا لأطوال صراع في تاريخ أمريكا.

 

وفي التقرير، يتساءل مراقبون في الصومال: "هل يمكن أن يصبح هذا نموذجا لإنهاء الحروب التي تشنها الجماعات الجهادية مثل معركة حركة الشباب من أجل إقامة دولة إسلامية صارمة؟ وهل حتى من الممكن أن يكون لدى حركة الشباب استعداد للتفاوض؟".

 

وتؤيد حركة الشباب طالبان، وتصف قائدها بأنه "أمير المؤمنين"، ولكن الخبراء منقسمون حول إذا ما كانت الجماعة سوف تتبع نموذج طالبان وتشرع في محادثات مع الاتحاد الأفريقي الذي تتواجد قواته في الصومال، وتستضيف قوات الاتحاد الأفريقي الحكومة الصومالية.

 

الشيخ علي ورسامي الباحث السلفي الذي حاول التوسط في محادثات بين الشباب والحكومة الصومالية في 2009، يقول: إن الجماعة الآن أكثر تطرفا من ذي قبل ومن غير المرجح أن تقبل بتسوية تفاوضية.

 

وردا على سؤال مباشر حول إذا ما كانت الحركة ستقبل ببدء مفاوضات أجاب: "لا، لا أتوقع أن يحدث هذا".

 

وأشارت الإذاعة إلى أن ورسامي ليس أي مفاوض فهو المؤسس المشارك، وأول قائد للمنظمة السلفية "اتحاد الإسلام" المندثرة حاليا، والتي أنتجت العديد من قادة الشباب ومن بينهم الأمير الحالي للجماعة أحمد ديري المعروف بأبو عبيدة.

 

وأوضح للإذاعة أن المأزق الذي شهدته المفاوضات، نتج من نقطتين شائكتين، واحدة أيديولوجية والأخرى سياسية، فالنقطة الأيديولوجية، تمثلت في أن الكثير من قادة المجموعة لم يكونوا مستعدين للتراجع عن أيديولوجية التكفير، التي تدفع الجماعة إلى تصنيف جميع من في الحكومة ومؤيديها على أنهم خرجوا من الإسلام.

 

وأضاف: "هم يرون كل من في الحكومة مرتدين، هذا غير ممكن".

 

وعلى الجانب السياسي، هم يرفضون التفاوض قبل انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي وهو ما رفضه ورسامي وباقي المفاوضين.

 

في المقابل يرى باحثون آخرون أنه يمكن اقناع الحركة بالتفاوض، حيث يعتقد عفيار عليمي أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة قطر أن المفاوضات مع حركة الشباب لا تزال ممكنة على الرغم من فوات الفرصة في 2009 .

 

وأضاف: "من حيث المبدأ، لا مفر من التفاوض مع الشباب. الخيار الآخر الوحيد هو هزيمتهم".

 

وتابع: "وضع جميع المنتمين لحركة الشباب في فئة واحدة تقول بأن هذا ما يعتقده جميع أفرادها، أعتقد أنهم ليسوا على نفس الرأي. هناك كثيرون منهم لا يعتقدون أن مؤيدي الحكومة كفار.. وهؤلاء سيتم تمكينهم ومناقشتهم وإشراكهم في حوار".

 

باحث آخر وهو الشيخ بشير أحمد صلاد يعتقد أن هناك سوء فهم لحركة الشباب، مشيرا إلى أنهم منشغلون بطموحات عالمية وليس بالمشكلات المحلية.

 

وأضاف صلاد رئيس مجلس علماء المسلمين: "هذه منظمة عابرة للوطن، فهي فرع للقاعدة التي تريد حل قضية عالمية.. من المشكوك فيه أن يكون الأمر بأيديهم لأنهم موجهون من الخارج.. زعيم القاعدة يتخذ القرارات.. هذه ليست قضية صومالية".

 

وتقاتل حركة الشباب الحكومة الصومالية المعترف بها دوليا منذ عام 2008، وعادة ما تشن حركة الشباب هجمات تفجيرية في البلد الفقير في محاولة تقويض الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وقوات من الاتحاد الأفريقي.

 

وكان أسوأ هجوم أسفر عن قتلى واتُهمت الشباب بالمسؤولية عنه وقع في أكتوبر عام 2017 عندما انفجرت شاحنة ملغومة بجوار صهريج وقود في مقديشو مما أدى لمقتل نحو 600 شخص.

 

وتعيش الدولة الواقعة في القرن الأفريقي في حرب أهلية منذ 1991 حين أطاح أمراء الحرب بديكتاتور حاكم لكنهم انقلبوا على بعضهم البعض بعد ذلك.

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان