أعربت قطر عن خيبة أملها لتجاهل جميع دول الخليج دعوتها لحضور حفل توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة في الدوحة السبت، معتبرة أن عدم الحضور يعبر عن "غياب الحكمة" بين دول مجلس التعاون الخليجي.
ووقعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وحركة طالبان اتفاقا "تاريخيا" في الدوحة، ينص على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهرا، والأمر الذي يساعد في إنهاء الحرب الأطول في تاريخ واشنطن.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع "أسوشيتد برس" اليوم الأحد " إن: حضور مسئولين من السعودية والبحرين والإمارات في حدث السبت بالدوحة، كان من الممكن أن يصبح فرصة للإشارة إلى الوحدة في ظل أزمة مستمرة منذ 3 سنوات بين دول الخليج تركت قطر معزولة.
وأضاف آل ثاني:" كنا نأمل أن إخواننا في مجلس التعاون الخليجي وجيراننا يشاركوننا في احتفال أمس. لقد دعوناهم للاحتفال ولكن للأسف لم يحضروا".
ووقع مبعوث أمريكا إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، ونائب الشؤون السياسية لحركة طالبان، ملا عبد الغني بارادار، الاتفاق، بحضور وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.
واعتبر أن غيابهم أظهر استمرار "غياب الحكمة" بين جيران قطر، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط خاصة مع إيران. وكانت سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون التي بعثت وزير خارجيتها لحضور الحفل.
وأضاف وزير الخارجية القطري:" كنا نأمل أن نراهم يشاركون معنا، لأننا نعتقد أن هذا توجه تعاوني بين كافة المجموعات الصديقة لأفغانستان".
ويمثل استضافة قطر وتسهيلها محادثات حاسمة بين طالبان والولايات المتحدة انقلابا دبلوماسيا لدولة قطر المعزولة إقليميا، حيث يساعد هذا في تعزيز أهمية الدولة الاستراتيجية، ليس فقط كمُصدر للغاز، ومضيف لقاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، ولكن كحليف للولايات المتحدة والدول الأوروبية يستطيع أن يتواصل مع مجموعة من اللاعبين مثل حركة طالبان.
من جانبها، رحبت السعودية في بيان بتوقيع الاتفاق، وقالت إنه يساعد على استعادة الاستقرار في أفغانستان ويفيد أمن المنطقة، ولكن دون ذكر لدور قطر.
وأعرب مسؤولون أمريكيون عن أملهم في أن لو شاركت جميع دول الخليج في الحفل الذي وقعت فيه الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء حربا دامت 18 عاما، بحسب الوكالة التي ذكرت أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لمح إلى أزمة الخليج في اجتماع منفصل مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة يوم السبت.
وتقاطع السعودية والبحرين والإمارات ومصر، قطر منذ عام 2017، حيث تتهم الدوحة بالتدخل في شئونها الداخلية ودعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الإمارة الخليجية الصغيرة.
