أمطرت المقاومة الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة بالصواريخ، ردا على قتل جيش الاحتلال لمقاوم فلسطيني من حركة "الجهاد الإسلامي" والتنكيل بجثته.
ودوت صافرات الإنذار في عسقلان وسديروت وفي أشكول وشعار هنجيف، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقالت الصحيفة: إن رئيس بلدية عسقلان "تومر جلام"، أصدر أوامر بفتح الملاجئ العامة في أنحاء المدينة، ووجه بإلغاء كل النشاطات والمناسبات في المراكز المجتمعية والمركز الثقافي بعسقلان.
فيما قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية: إن عدد الصواريخ الفلسطينية وصل إلى 21 صاروخا، فيما لم يتم التبليغ عن إصابات حتى اللحظة.
وفي وقت سابق اليوم وثق الفلسطينيون بقطاع غزة جريمة بشعة ارتكبها جيش الاحتلال الذي قام بجر جثة فلسطيني قتله داخل القطاع بواسطة جرافة.
ويظهر في الفيديو فلسطينيون خلال مواجهة قوة إسرائيلية شرق خان يونس بقطاع غزة.
والشهيد هو محمد علي الناعم من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، وكان قد ارتقى صباح اليوم برصاص الاحتلال الذي زعم أن الناعم ومقاوم آخر كانا يزرعان عبوة ناسفة على السياج الحدودي.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" مصعب البريم لراديو القدس الذي يبث من غزة: إن الحركة ستثأر لاستشهاد الناعم".
فيما قال أبو حمزة الناطق باسم "سرايا القدس"، عبر حسابه في موقع "تويتر" إن "اختراق وتوغل آليات العدو الصهيوني واستهدافها لأحد مجاهدينا داخل حدود قطاع غزة بشكل وحشي ومجرم، عدوان واضح يجب على العدو أن يتحمل نتائجه".
وقال شهود عيان: إن جيش الاحتلال أطلق النار، على فلسطينيَين اثنين، صباح الأحد، قرب السياج الأمني، شرق بلدة عبسان في غزة فقتل أحدهما، وأصاب الآخر.
وأفاد الشهود بأن القوات الإسرائيلية منعت نقل الشهيد والمصاب من المكان، وأطلقت النار على شبان فلسطينيين اقتربوا من السياج لسحبهم، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم بالرصاص في أقدامهم.
وأكدوا أن جرافة إسرائيلية، نقلت جثمان الشهيد، بطريقة "مُهينة"، إلى الجانب الآخر من الحدود، فيما تمكن الشبان من سحب المصاب الثاني، والذي تم نقله إلى المستشفى الأوروبي، جنوبي القطاع.
وفيما انتقد بعض ناشطي اليسار الإسرائيلي التنكيل بجثة الشهيد الفلسطيني، رد وزير دفاع الاحتلال نفتالي بينت قائلا : "هكذا ينبغي وهكذا سنفعل، وسنعمل بقوة ضد المخربين".
وأضاف "بينيت" في تغريدة له على تويتر ": وأضاف: "سئمنا الانتقادات المنافقة لليسار (الإسرائيلي) ضد "انعدام الإنسانية" باستخدام جرافة من أجل إحضار جثة المخرب إلينا"، على حد وصفه.
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، التنكيل بجثمان الشهيد الفلسطيني بأنه فعل "همجي ووحشي يجسد تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية".
وأضافت في بيان "فاشية الاحتلال وانحطاطه الأخلاقي يظهران مجددا في التنكيل بجثمان الشهيد محمد الناعم، في منظر تقشعر له الأبدان".
ولفتت الخارجية الفلسطينية إلى أن بعض قيادات وأنصار اليمين الإسرائيلي المتطرف شاركوا لقطات التنكيل بالشهيد الفلسطيني عبر حساباتهم على مواقع التواصل، ومنهم عضو الكنيست عن حزب "اليمين الجديد"، متان كهانا.
وشددت على أن "تلك الجرائم تكذب زيف ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن أخلاقيات جيش الاحتلال، وتؤكد السقوط الأخلاقي لهذا الجيش المتطرف".
والدة الشهيد محمد علي الناعم