توقعت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن يمدد رئيس توغو حكم عائلته المستمر منذ أكثر من نصف قرن خلال الانتخابات التي جرت اليوم السبت، مع الاحتفاظ بسيطرته على السلطة في بلد أصبح مركزًا اقتصاديًا لغرب إفريقيا.
وقالت الصحيفة، إن فوريه جناسينجبي يحكم البلاد التي يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة منذ 2005، بعد وفاة والده، الذي تولى السلطة لمدة 38 عامًا بعدما قاد انقلابًا عام 1967.
وفي مايو الماضي أدخل الرئيس جناسينبي تغييرات في الدستور، تسمح له بالاحتفاظ بالسلطة حتى عام 2030، ولا يوجد أدنى شك بين المراقبين بأنه سيفوز بولاية رابعة.
ونقلت الصحيفة عن جيفري سميث، مدير مؤسس حقوقية تدعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أفريقيا قوله: "ليس من العدل وصف العملية الانتخابية التي تجري في توغو بأنها انتخابات، إنها تتويجا يتم إدارته بعناية، وهي عملية تسعى من خلالها الأسرة إلى الحصول على شرعية لم تكسبها، ولا تستحقها."
وقالت الحكومة إنها نشرت 10 آلاف جندي لتأمين الانتخابات، وهو ما وصفته الناشطة السياسية في توغو "فريدة نابوريما" بأنها "ترقى إلى درجة التخويف".
وقالت: "شعب توغو يريد التغيير، بعد 54 سنة من الديكتاتورية، من الطبيعي أن نرغب في تجربة شيء آخر، لكن كيف ندافع عن أصواتنا ونضمن الشفافية مع هذا النظام المدجج بالسلاح؟".
وسيكون مراقبو الانتخابات من الأمم المتحدة والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في البلد، الذين تعد ميولهم المعادية للديمقراطية استثناءً في غرب إفريقيا، التي تضم بعض أكثر ديمقراطيات القارة حيوية.
ولكن في وقت سابق من هذا الأسبوع، ألغت الحكومة أوراق اعتماد مراقب الانتخابات لأكبر منظمة مجتمع مدني مستقلة، بعد حظرها في السابق لمراقبي الكنيسة الكاثوليكية من المشاركة، والخميس، قال المعهد الوطني الديمقراطي، والذي دعم الانتخابات في عشرات البلدان على مدى عقود، إن موظفيه طُردوا فجأة من توغو بعدما ألغت السلطات اعتمادهم "دون سابق إنذار".
وقالت نابوريما إن الحكومة منعت الوصول إلى موقع وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت بعدما قال مسؤول أمريكي كبير في إفريقيا إنه "شعر بالفزع" بسبب طرد موظفي المعهد الوطني الديمقراطي.
حاول جناسينجبي تحويل عاصمة توغو، لومي إلى مركز اقتصادي لغرب إفريقيا، ونجح في بعض النواحي ، مستفيدًا من الركود الاقتصادي والفوضى في البنية التحتية لجارتها الضخمة نيجيريا.
في عام 2018 ، تفوقت لومي على لاجوس كميناء رئيسي للحاويات في غرب إفريقيا بعدما نفذت الحكومة إصلاحات "سهولة ممارسة الأعمال التجارية" وصبّت الأموال في البنية التحتية.
أعلن الجيش جناسينغبي رئيسًا عام 2005، بعد وفاة والده، في انتهاك للدستور، وأجبر الغضب الدولي الحكومة على إجراء ما يعتبر على نطاق واسع انتخابات مزيفة عام 2005 ، والتي قتل فيها مئات الأشخاص في حملة عنيفة ضد الاحتجاجات.
وقوبلت موجة جديدة من الاحتجاجات ضد حكمه في عامي 2017 و 2018 أيضًا بالقوة،
ويواجه جناسينجبي ستة منافسين من المعارضة المقسمة، والتي تتسم بالضعف بشكل تاريخي من بينهم جان بيير فابر الصحفي السابق والنشط في مجال حقوق الإنسان، وجاء فابر في المركز الثاني في الانتخابات التي جرت عامي 2010 و2015 .
ويجب أن يحصل المرشح الفائز اليوم السبت على أغلبية الأصوات لتفادي خوض جولة إعادة الشهر المقبل، ويقول مرشحو المعارضة إن النظام المركزي لإحصاء الأصوات سيساعد جناسينجبي على التزوير وهو اتهام تنفيه حكومته.
