أسوشيتد برس: توترات إدلب تهدد بتدمير التعاون الروسي التركي

الصراع يتصاعد بين قوات الأسد والقوات التركية في إدلب

حذرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية من أن تصاعد التوتر بين القوات التركية وقوات النظام السوري، في إدلب شمال غربي سوريا، قد يؤدي إلى تدمير التعاون الروسي التركي في البلد العربي الذي مزقته الحرب.  

 

جاء هذا عقب إعلان، وزارة الدفاع التركية عن مقتل جنديين وإصابة خمسة أخرين في هجوم نفذته قوات سورية استهدف الخميس، قواتها في إدلب، ليرتفع عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا في سوريا هذا الشهر إلى 15 جنديا على الأقل.

 

وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني إن : هذا الهجوم يهدد بتدمير التعاون الهش بين أنقرة وموسكو، اللتان تدعمان طرفين متعارضين في الحرب السورية، مشيرة إلى دعم روسيا لقوات الأسد، ودعم تركيا لقوات المعارضة.

 

وأضافت الوكالة:" حتى الآن، فشلت المحادثات بين مسئولين أتراك وروس في الوصول لاتفاقات تخفف التوتر هناك".

 

ونقلت الوكالة عن المحللة السياسية منى يعقوبيان قولها في تحليل لمعهد الولايات المتحدة من أجل السلام:" في حين تسعى كلا من روسيا وتركيا للحفاظ على التعاون بينهما في جميع أنحاء سوريا بشكل أوسع، يهدد تصاعد التوترات في إدلب بخروج هذا التعاون عن مساره".

 

وردا على هجوم قوات الأسد الخميس، قالت وزارة الدفاع التركية: "إن القوات التركية ردت على الهجوم ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 عنصرا من الجيش السوري الحكومي وتدمير خمس دبابات ومدرعتين".

 

واعتبرت الوكالة أن الهجوم المتبادل يوم الخميس يمثل تصعيدا خطيرا يهدد بالتحول إلى صراع كامل بين تركيا وسوريا.

 

 

وقبل يومين وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرا للنظام السوري من التقدم في إدلب، حيث قال في وقت سابق:" وجهنا التحذيرات النهائية للحكومة السورية بشأن إدلب، والعملية العسكرية التركية أصبحت مسألة وقت".

 

وأضاف الرئيس التركي في خطاب ألقاه في أنقرة: "أكملنا استعداداتنا العسكرية في إدلب وعمليتنا هناك مسألة وقت وقد نأتيكم بغتة"، مضيفا أن أنقرة عازمة على جعل إدلب السورية منطقة آمنة حتى مع استمرار المحادثات مع روسيا.

 

وفي أول تعليق من جانب الكرملين على التحذيرات التركية، قال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن "هذا سيكون أسوأ سيناريو"، مؤكدا أن موسكو عازمة على مواصلة الاتصالات مع أنقرة "حتى لا تسمح بانزلاق الوضع وتأجيج الموقف أكثر".

 

كما تطرق بيسكوف إلى قول أردوغان إن بلاده ليست راضية عن نتائج المحادثات مع موسكو بشأن إدلب، مشيرا إلى أن روسيا لم تعد راضية عن خطوات تنفيذ اتفاق سوتشي، بعد هجمات المسلحين في إدلب.

 

ونوه المتحدث إلى أنه لا توجد خطط حاليا لإجراء محادثة هاتفية بين الرئيسين، لكنه لم يستبعد ذلك تماما، قائلا: "يمكننا ترتيب ذلك سريعا إذا دعت الحاجة".

 

ولم تفلح جهود أنقرة في إقناع روسيا بممارسة ضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لسحب جيشه من إدلب الذي بدأ عمليات عسكرية لاستعادتها من فصائل مدعومة من تركيا.

 

وتنفذ قوات النظام السوري التي تدعمها حملة جوية روسية هجوما في أجزاء من محافظة إدلب بالقرب من تركيا، الأمر الذي دفع آلاف المدنيين للنزوح ودفع تركيا للمطالبة بوقف إطلاق النار.

 

 

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الاثنين، أن المواجهات في شمال غرب سوريا "بلغت مستوى مرعبا"، وأدت إلى فرار 900 ألف شخص منذ بدء هجوم الجيش السوري في ديسمبر الماضي.

 

النص الأصلي

مقالات متعلقة