تحت عنوان "ألمانيا لم تستوعب الدرس من عام 2015"، وصفت صحيفة بيلد الألمانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالماكر ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بالغادر، في إشارة إلى أن كلا الرئيسين يهددان ألمانيا بأزمة لاجئين جديدة.
ورأت صحيفة "بيلد" أنّ المعارك التي يخوضها بوتين في شمال سوريا، قد تغرق ألمانيا بموجة لاجئين جديدة لا تقل عن موجة 2015، واعتبرت "أردوغان" بمثابة المحرك الأساسي للهجرة إلى أوروبا، ويستغل الأزمة بشكل متكرر كأداة ضغط ضد الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة قول الرئيس التركي البالغ من العمر 65 عاما، موجهًا كلامه لزعماء أوروبا: "لا تعتقدوا أن الأسلاك الفولاذية ستحمي حدودكم".
وأوضحت أن ألمانيا لم تستوعب درس 2015 وتقف عاجزة أمام مجازر الرئيس الروسي بوتين في إدلب.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة "بيلد" مع أرمين شوستر، قال السياسي الألماني البارز إن المخاوف المتعلقة بقدوم أزمة لاجئين ثانية إلى ألمانيا مثل عام 2015 لها مبرراتها.
وأضاف شوستر، المسؤول بلجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني البوندستاج: "أوروبا لم تتفق على نظام لجوء جديد، وهذا ينعكس بالسلب على ألمانيا".
ونقلت الصحيفة عن شتيفان ماير، سكرتير الدولة لشئون وزارة الداخلية الاتحادية، قوله: "إذا لم نحمِ الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل أفضل، وإذا لم يكن هناك سلام في شمال سوريا، فإننا سنواجه حتما أزمة لاجئين تفوق التي وقعت عام 2015".
وفي مقابلة عبر الهاتف، نقلت الصحيفة الألمانية عن مؤسس منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، قوله: " الهجمات الوحشية التي تشنها طائرات بوتين ، هى المسؤولة عن الكارثة هنا. يتم قصف مدننا منذ عام 2015 ، ولذلك تتعاقب موجات اللاجئين واحدة تلو الأخرى."
ووفقًا لاتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية UOSSM ، استهدفت الطائرات الروسية أكثر من 50 منشأة طبية منذ بدء الهجوم.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة ، قتلت هجمات بوتين والأسد حوالي 1500 مدنيا ، من بينهم 400 طفلا ، منذ أن بدأ الهجوم في إدلب.
وقال أحد السوريين المتواجدين في إدلب لـصحيفة بيلد: "نتعرض يوميا لمحرقة من قبل نظام الأسد وبوتين وإيران تضاهي محرقة الهولوكوست"
وأضاف السوري المحاصر على الحدود التركية: "يتم قصف منازلنا وأسواقنا ومستشفياتنا، ولذلك نضطر للهروب"
ولفت التقرير إلى أن طلبات اللجوء في ألمانيا بلغت في عام 2019. 162 ألف طلبا.
ويتكدس حاليًا على حدود تركيا أكثر من 4.2 مليون لاجئا، وقد يفرون إلى ألمانيا ودول أوروبا الأخري جراء هجمات بوتين العنيفة.
وحذر وزير الداخلية هورست سيهوفر، قائلا: "سنواجه أزمة ثانية مثل التي وقعت عام 2015 إذا لم نساعد الدول الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي على مواجهة الهجرة"
وفي أوائل شهر فبراير الجاري، تظاهر مئات السوريين على الحدود التركية تحت شعار "من إدلب إلى برلين"
