قالت صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية، إنَّ الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي يتسترون على الأخطاء التي يرتكبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لأنهم يخشون أن يفضحهم بتغريداته "القبيحة" في حال عدم انتخابه لولاية ثانية.

 

واستدلت الصحيفة على ذلك بترحيب الجمهوريين المبالغ فيه خلال خطاب ترامب حول وضع الولايات المتحدة، وأشارت إلى التواطؤ الواضح من مجلس الشيوخ مع الرئيس الأمريكي ترامب في قضية "العزل"، واعتبرته بمثابة كارثة في واشنطن.

 

وأضافت الصحيفة، أنّ السياسيين الجمهوريين ما هم إلا ستار واقٍ للرئيس الأمريكي، ورأت أنّ ترامب يستحق العزل لأسباب عديدة، منها طلبه بعد وقت قصير من توليه منصبه من رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، وقف التحقيقات ضد مستشار الأمن القومي  مايكل فلين، الذي وعد الروس وقتذاك بأنَّ إدارة ترامب سترفع العقوبات التي فرضها سلفه الرئيس باراك أوباما.

 

وعندما قاوم كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، محاولة التأثير على التحقيقات عزله ترامب على الفور من منصبه.

 

وبحسب الصحيفة، كان طرد كومي بداية لسلسلة فضائح ترامب، والتي كان أشهرها عزل جيف سيشنز ، وزير العدل المخلص، الذي كان يتمتع بقدر من احترام النظام القانوني ، حين رفع يده عن  مسؤولية التحقيقات بشأن التأثير الروسي في الانتخابات.

 

وأضافت الصحيفة الألمانية: "فعل ترامب كل ما هو ممكن لعرقلة التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن تأثير روسيا على الانتخابات الأمريكية"

 

واستطردت: "عين ترامب وزيرًا للعدل يعمل كمحامي خاص له  دون مراعاة الدستور أوسيادة القانون."

 

وعن تبرئة مجلس الشيوخ لترامب في قضية العزل، نعتت الصحيفة أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالجبناء و بضعاف الشخصية.

 

ووفقا للتقرير، تعتبر محاولة الرئيس الأمريكي في العام الماضي إجبار الرئيس الأوكراني سيلينسكيج على إمداده بمعلومات تخص منافسه المحلي جو بايدن، كافية لعزله، ولا سيما أن ترامب أراد أن يدفع لأوكرانيا ما يقرب من 400 مليون دولاركمساعدة عسكرية.

 

بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ بالتفصيل عن إساءة استخدام ترامب للسلطة من قبل العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين في الكونجرس، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي هو الذي قلدهم وظائفهم.

 

وبعد تحقيق مجلس النواب، كان من الواضح للجميع أن ترامب قد ارتكب بالفعل جريمة خطيرة.

 

علاوة على ذلك، تسربت مقاطع من كتاب للمستشار السابق للأمن القومي جون بولتون، حين أكد الجمهوري المحافظ الادعاءات ضد الرئيس.

 

وبحسب الصحيفة، كان ينبغي على مجلس الشيوخ الأمريكي أن يصدر حكما حياديا يضاهي إساءة استخدام السلطة وعرقلة ترامب للكونجرس.

 

ومضت الصحيفة تقول: "لقد حجب مجلس الشيوخ الوثائق ذات الصلة بالقضية دون مبرر قانوني وحظر على جميع الموظفين السابقين الإدلاء بشهاداتهم، وهم حفنة من موظفي الخدمة المدنية الشرفاء."

 

وزادت الصحيفة قائلة: "كان يمكن أن يثبت الجمهوريون إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونجرس، وكان على مجلس الشيوخ أن يستمع إلى الشهود مرة أخرى ويقيم الأدلة ثم يصدر حكمه بطريقة عادلة غير متحيزة، مثلما حدث في إجراءات عزل الرئيس بيل كلينتون."

 

وبشكل أكثر تحديداً ، ووفقا للصحيفة، تخلى الجمهوريون منذ زمن طويل عن المبادئ الشفافة ، وبفضل أغلبيتهم ، باتوا  وحدهم يحددون قواعد المحاكمة بناءً على إصرار ترامب، الذي مارس ضغوطا عليهم لعدم السماح بأي شهود آخرين أو أدلة أخرى."

 

لكن الأسوأ من ذلك هو أن الجمهوريين تخلوا أيضا عن مبدأ الفصل بين السلطات، والكلام للصحيفة الألمانية.

 

 

رابط النص الأصلي