قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن تلميح السودان لإمكانية تسليم الدكتاتور السابق البشير" target="_blank">عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، انتصار للضحايا.

وأضافت الصحيفة، أن القرار يمثل تحولًا كبيرًا في الموقف الرسمي السابق للحكام الجدد، رغم أن المراقبين حذروا من أنه لا يزال يتعين التغلب على العديد من العقبات قبل إيصال البشير إلى قاعة المحكمة.

التفاصيل الدقيقة لكيفية وتوقيت تسليم الرئيس السابق غير واضحة، وتعتمد على ما يبدو على اتفاق سلام شامل بين السلطات والمتمردين، وهناك أيضا شكوك حول دعم الجيش السوداني القوي لمثل هذه الخطوة.

والبشير محتجز في الخرطوم منذ إجباره على التنحي عن السلطة في أبريل الماضي، وحُكم عليه بالسجن في ديسمبر الماضي لمدة عامين في مؤسسة إصلاحية للفساد، وهو حكم قوبل بالرفض من ضحايا حكمه الوحشي الذي دام 29 عاماً.

ومنذ أغسطس، يحكم السودان مجلس حكومي ومكون من 11 عضوًا، ويضم ناشطين مؤيدين للديمقراطية، ومن المقرر أن تحتفظ السلطات الانتقالية بالسلطة لأكثر من ثلاث سنوات حتى إجراء الانتخابات.

قرار إرسال "أولئك الذين يواجهون أوامر اعتقال" - عدد صغير من الجناة المزعومين بمن فيهم البشير إلى لاهاي جاء خلال محادثات السلام بين الخرطوم وجماعات المتمردين في دارفور، والتي عقدت في جوبا عاصمة جنوب السودان.

وقال وزير الإعلام فيصل صالح: إن ممثلي المجلس السوداني السيادي وافقوا على مطلب وفد دارفور بتقديم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.

لقد شجع بعض المراقبين حقيقة أن وفد الخرطوم إلى جوبا ضم جنودًا ومدنيين رغم عدم تسمية البشير بالفعل خلال المفاوضات.

البشير ينفي كل المزاعم ضده، وقال أحد محاميه: إن البشير سيرفض التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية لأنها "محكمة سياسية"، والقضاء السوداني يمكنه التعامل مع أي قضية ضده.

وتتهم المحكمة الجنائية الدولية الديكتاتور المخلوع بالمسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية بعد قتل وتشويه وتعذيب مئات الآلاف من الأشخاص في دارفور من عام 2003 إلى العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن "ينس ديفيد أوهلين" خبير القانون الجنائي الدولي بجامعة كورنيل قوله: "نقل البشير إلى لاهاي سيعني الخلاص لمحكمة جنائية تكافح من أجل تحقيق طموحات المظلومين.

وأضاف: "رغم أن المحكمة الجنائية الدولية خلقت سوابق قانونية مهمة، إلا أنها كانت لديها عدد قليل من القضايا المهمة التي تم الحكم عليها، وهذا يوم تاريخي للعدالة ".

الرابط الأصلي