قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الحرب الدائرة في ليبيا لن تتوقف مالم تتوقف التدخلات الخارجية، والتي تغذي الحرب الدائرة بين الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني، بزعامة فايز السراج.
وأضافت الصحيفة الجنرال خليفة حفتر استولى على سرت مؤخرا في خرق للهدنة الهشة في حرب طويلة الأمد المستعرة منذ بدأ الهجوم على العاصمة الليبية طرابلس.
قام حفتر بغزو طرابلس بعد سنوات من الحرب في شرق ليبيا، وهاجم حكومة الوفاق الوطني الضعيفة المعترف بها دولياً في العاصمة، وادعى أنه سيوحد البلاد ويضع حداً للميليشيات، ومن المؤكد أن الجيش الشعبي الوطني لم يحظى بشعبية بسبب عدم كفاءته الإدارية واحترامها للميليشيات الفاسدة، لكن عملية واعدة برعاية الأمم المتحدة كانت جارية لتحل محل تلك الحكومة ومعالجة تهديد الميليشيات قبل أن يهاجمها حفتر.
وأوضحت الصحيفة، أن الحرب التي شنها في طرابلس تسببت في إثارة مخاوف بين مؤيديه، وبعيداً عن النصر السريع الذي وعد به، فقد كان بمثابة ضربة مطولة خلفت أكثر من 2000 قتيل، بمن فيهم مئات المدنيين، ونزحت مئات الآلاف، الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي، خاصة أن الصراع جذب القوى الخارجية.
وشددت الصحيفة على أنه لتجنب هذه الكارثة يتطلب دورًا أكبر من القوة التي قد تكون قادرة على كبح جماح حفتر،. وهي واشنطن التي تحتاج للتخلي عن دعمها الضمني والصريح أحيانًا لحفتر، والذي تجسد في مكالمة هاتفية أبريل 2019 من قبل دونالد ترامب إلى الجنرال مؤيدًا لهجومه على طرابلس.
في حين أن الحماس قد برد إلى حد ما بسبب تحالف حفتر مع الروس، لا يزال هناك الكثير الذي يمكن للولايات المتحدة فعله، لا سيما في المناطق التي تتمتع فيها واشنطن بنفوذ، وتشمل هذه الجهود وقف جهود حفتر لبيع النفط في السوق العالمية، ودعم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الذي يتضمن أحكاماً قوية ضد منتهكي الحظر.
واختتمت الصحيفةتقريرها بالقول، إن الليبيين هم الذين يعانون، من الخوف المستمر ، وانقطاع التيار الكهربائي لمدة 16 ساعة، والشعور بأن مصائرهم يتم تقريرها من الخارج والتي دفعت البعض لوصف ليبيا بأنها مثل "الكعكة.. الكل يريد قطعة".
