رئيس التحرير: عادل صبري 02:53 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

محلل إسرائيلي: صفقة القرن كشفت «التصدع العربي»

محلل إسرائيلي: صفقة القرن كشفت «التصدع العربي»

صحافة أجنبية

ترامب خلال إعلانه صفقة القرن بحضور نتنياهو

محلل إسرائيلي: صفقة القرن كشفت «التصدع العربي»

معتز بالله محمد 30 يناير 2020 12:20

قال "يارون فريدمان" محلل الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "صفقة القرن" الأمريكية المزعومة كشفت عن التصدعات العميقة في الموقف العربي.

 

واعتبر في مقال له بعنوان "ترامب يكشف التصدع بالعالم العربي" أن "صفقة القرن" أعادت القضية الفلسطينية بعد سنوات من تذيلها الأخبار، إلى صدارة العناوين على شبكات التواصل العربية.

 

ولفت إلى أن الردود في العالم العربي تشير إلى 3 مواقف من الخطة الأمريكية، هي الرفض المطلق، والتحفظ، والقبول الجزئي.

 

وأضاف "فريدمان" إن عدم وجود إجماع عربي على "صفقة القرن" يمكن رده إلى سببين رئيسيين: التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وضم جميع المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، إضافة إلى باقي البنود "التي يصعب هضمها"، ينظر إليها في العالم العربي كخيانة للشعب الفلسطيني.

 

لذلك فإن دعم علني لبنود الصفقة يمكن أن يزعزع شرعية الأنظمة العربية في عيون شعوبها، وفق قوله.

 

وتابع "ثانيا، إن مجرد التعبير عن الرضا يتناقض مع عقلية المفاوضات الشرق أوسطية".

 

فرصة نادرة لوحدة فلسطينية
 

واعتبر "فريدمان" أن خطة ترامب ينظر إليها في الجانب الفلسطيني كانسحاب من الاتفاقات السابقة وفي مقدمتها اتفاقات أوسلو، والمبادرة السعودية، وكلاهما تحدث عن انسحاب إسرائيل لحدود ما قبل الخامس من يونيو 1967 كأساس للتفاوض.

 

وأضاف "الموقف السلبي المشترك للسلطة الفلسطينية وحماس يخلق حاليا نافذة فرص نادرة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية".

 

وقال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) استغل الإعلان الأمريكي عن "صفقة القرن" لدعوة حماس إلى مناقشة الموقف معا وأعرب مسؤولو حماس عن تقديرهم لهذه الخطوة.

 

"لكن في هذه المرحلة، ما زال من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستستجيب للطلب. تطالب حماس السلطة الفلسطينية بإنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل وإلغاء اتفاقيات أوسلو بالكامل، لكن هذه الخطوات يمكن أن تُسقط السلطة وتؤدي إلى سيطرة حماس على الضفة الغربية. في المستقبل القريب، سنعرف ما إذا كان بإمكان أبو مازن الاستفادة من تهديد "صفقة القرن" لصالح المصالحة الفلسطينية الداخلية"، أضاف "فرديمان".

 

 

واستعرض المحلل الإسرائيلي المواقف العربية، وقال إن الموقف الأردني الرافض لـ "صفقة القرن" كان متوقعاً، فمعظم سكان الأردن من اللاجئين الفلسطينيين.

 

إلا أنه قال إن الموقف الأردني الرسمي جاء غامضا عن عمد عبر تأييده لـ "حل الدولتين" و"إنهاء الاحتلال".

 

ولفت فرديمان" إلى أن الرد الذي كان أكثر إثارة للدهشة جاء من ناحية قطر، التي تعد الراعي والموول الرئيسي لـ "حماس"، وتفتح أبوابها لبعض زعماء الحركة للإقامة بشكل دائم داخلها.

 

وأضاف "أعربت قطر عن تقديرها للجهود الأمريكية ولعملية السلام، لكنها أبدت تحفظاً أيضاً. وفق البيان القطري، على ضرورة أن يحترم أي اتفاق حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حق العودة وحدود 67. يكشف الرد القطري الحذر تعلق الدوحة بالولايات المتحدة الأمريكية ويرمز إلى أن الدولة الغنية ليست معنية مسبقاً بعرقلة الخيارات الاقتصادية التي ستنشأ بين إسرائيل ودول الخليج".

 

وكان الرد السعودي هو الأكثر صلابة بين دول "المحور السني المعتدل"، إذ أبدى الموقف الرسمي تقديره للمبادرة الأمريكية ودعا لتفاوض مباشر بين طرفي النزاع. من جهة أخرى اتصل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بأبو مازن وأبدى دعمه لموقفه.

 

تعتبر المملكة العربية السعودية نفسها قائدة عملية السلام، انطلاقا من المبادرة العربية التي وضعتها عام 2002 على طاولة جامعة الدول العربية: "السلام الشامل والشامل" جوهر الاقتراح السعودي هو تنازل إسرائيل عن جميع أراضي 67 مقابل التطبيع الكامل مع العالم العربي.

 

 الاقتراح السعودي مختلف تماما عن "صفقة القرن" ويشمل عودة جميع اللاجئين وتقاسم القدس واجتثاث المستوطنات وبنود أخرى مقبولة لدى السلطة الفلسطينية، بحسب "فرديمان".

 

وقال المحلل الإسرائيلي إن "تريد مصر إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من أجل دفع تقدم اقتصادي كبير في المنطقة، داعية الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى دراسة الاقتراح واستئناف المحادثات المباشرة بينهما على الفور".

 

وفي سياق متصل، اعتبر "فرديمان" أن حضور سفراء الإمارات والبحرين وعمان في حفل الإعلان عن "صفقة القرن" هو بمثابة الموافقة عليها ودعمها، لافتا إلى أبوظبي والمنامة اختارتا دعم المبادرة الأمريكية كونهما تضعان مصالحها الاقتصادية والأمنية ممثلة في التهديد الإيراني فوق كل اعتبار.

 

ومضى قائلاً "تلك الدولتان في موقف ضعف من ناحية أمنية وتعتمدان كليا على الحماية الأمريكية في مواجهة التهديد الإيراني بالخليج".

 

وذكر الكاتب بأن البحرين استضافت قبل عدة شهور المؤتمر الاقتصادي الدولي حول "صفقة القرن"، وبأنها الدولة العربية الرائدة في التطبيع مع إسرائيل، والدولة الوحيدة بالخليج التي يعيش بها يهود.

 

أما موقف عمان، فاعتبر "فرديمان" أنه غير مرتبط بالتهديد الإيراني فقط، وإنما بالسياسة التقليدية للسلطنة منذ عهد السلطان قابوس الذي رحل خلال الشهر الجاري، كدولة حيادية، تحاول التوسط بين الخصوم بالشرق الأوسط والإبقاء على علاقات جيدة مع جميع الدول بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة.

 

وختم محلل صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقاله بالقول :"من الردود المختلفة على الاقتراح الأمريكي، يمكن للمرء الوقوف على عمق الانقسام داخل العالم العربي. ومن خلالها يمكن أيضا تقييم الموقف المستقبلي لكل دولة عربية في المفاوضات المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين، إذا ما انطلقت مجددا".

 

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان