رئيس التحرير: عادل صبري 04:10 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«أوشفيتز».. معسكر الموت يشعل أزمة بين موسكو ووارسو

«أوشفيتز».. معسكر الموت يشعل أزمة بين موسكو ووارسو

صحافة أجنبية

نتنياهو وبوتين

«أوشفيتز».. معسكر الموت يشعل أزمة بين موسكو ووارسو

معتز بالله محمد 23 يناير 2020 21:05

تتصاعد الأزمة بين روسيا وبولندا، في ظل اتهامات وجهتها موسكو لوارسو بمساعدة النازيين في إبادة اليهود في معسكر "أوشفيتز" إبان الحرب العالمية الثانية.

 

يأتي ذلك وفي وقت تشهد فيه القدس الغربية منتدى إسرائيلي حول المحرقة النازية (الهولوكوست)، بمشاركة أكثر من 40 رئيس ورئيس وزراء ووزير وملك من أنحاء العالم.

 

وقاطع الرئيس البولندي أندريه دودا، مؤتمر الهولوكوست العالمي الذي انطلق اليوم الخميس في إسرائيل، بعدما تقرر عدم منحه فرصة إلقاء خطاب خلال المؤتمر، مقابل السماح لبوتين بالحديث.

 

ويقول مراقبون إن السماح لبوتين بإلقاء كلمة وعدم السماح للرئيس البولندي بذلك يمكن أن يبدو دعما ضمنيا لرواية بوتين على حساب "دودا".

 

وقبل أيام، شن "دودا" هجوما كاسحا على وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بعد أن صرح بأن البولنديين "رضعوا معاداة السامية من حليب أمهاتهم".

 

وقال الرئيس البولندي إنه لا ينوي "مقابلة رجل أدلى بمثل هذا التصريح حتى يعتذر، مضيفاً "بعض اليهود ممن ولدوا في بولندا قبل الحرب العالمية الثانية، ونجوا من الهولوكوست، يعتقدون أن بولندا والبولنديين، يستحقون الاعتذار بعد هذه التصريحات، ليس لدي أدنى شك، في أن هذه الكلمات كانت مسيئة لنا للغاية، نحن البولنديين ولبلدنا".

 

وتنوى بولندا التي انتقدت إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتز في القدس وليس أوشفيتز نفسها، تنظيم احتفالين في اليوم العالمي للهولوكوست الإثنين المقبل، في خطوة اعتبرها البعض في إسرائيل "منافسة" لمؤتمر القدس، وتعزيز للرواية البولندية فيما يخص الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

 

ويتوقع مراقبون في وارسو أن يخيم على الاحتفالين بذكرى الهولوكوست الصراع بين بولندا التي أقام فيها المحتل النازي الألماني معسكر "أوشفيتز" ومعسكرات إبادة أخرى وفق روايات تاريخية، وبين روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي.

 

صحيح أن القوات السوفيتية كانت هي من حررت "أوشفيتز" في 27 يناير 1945، لكن الاتحاد السوفيتي كان أيضا من وقع على اتفاقية عدم اعتداء مع النازيين قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية (1 سبتمبر 1939 – 2 سبتمبر 1945)، عرفت باسم معاهدة مولوتوف-ريبنتروب التي وقعت  في العاصمة السوفيتية موسكو في 23 أغسطس 1939، وهو العام الذي شهد اجتياح بولندا على يد النازيين والسوفيت.

 

واشتملت تلك المعاهدة على ملحق سري يحدد كيف ستتقاسم ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي نفوذهما في أوروبا الشرقية. بعد ذلك بعامين، انتهكت ألمانيا الاتفاقية، وغزت الاتحاد السوفيتي وسحبت السوفيات إلى الحرب إلى جانب الحلفاء. وقُتل ملايين من جنود الجيش الأحمر حتى استسلمت ألمانيا.

 

ويحاول الرئيس الروسي بوتين منذ سنوات تحويل اللوم على الحرب تجاه بولندا. في موسكو، يشعرون بالغضب لأن الغرب، في ذاكرته التاريخية، بدأ يركز أكثر على الدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي أثناء اندلاع الحرب، وبدرجة أقل على إخضاعه ألمانيا.

 

بولندا، من جانبها، تعتقد أن خطوات بوتين لتعزيز الرواية الروسية تهدف إلى تقليص نفوذ وارسو في الاتحاد الأوروبي.

 

 وبولندا هي واحدة من أكثر المؤيدين بحماسة لاستمرار العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو بعد ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، كما أنها تخوض معركة ضد خط أنابيب غاز روسي.

 

رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي اتهم مؤخراً بوتين بالكذب عامدا في محاولة لصرف الانتباه عن إخفاقاته، ومن بينها على سبيل المثال حرمان روسيا بسبب المنشطات من المشاركة في أولمبياد طوكيو ومونديال 2022، على خلفية التلاعب في نتائج اختبارات منشطات.

 

وتقول وارسو إن الحكومة البولندية التي شكلت في المنفى بعد اجتياح بلادها حاولت إنقاذ اليهود من الإبادة وأن الكثير من البولانديين خاطروا بحياتهم وأخفوا يهودا من أيدي النازيين، وأن أضراراً بالغة لحقت بالبلاد بعد احتلالها على يد الروس والألمان.

 

في المقابل، تواجه بولندا انتقادات لما اعتبره البعض محاولة حكومتها التقليل من المساعدات التي قدمها البولنديون للنازيين لقتل اليهود.

                                 

إلا أن بوتين وكبار رموز نظامه الذين زعموا علانية أن بولندا- التي اجتاحتها قوات ألمانية وسوفيتية عام 1939- يحاولون طمس حقيقة أن الاتحاد السوفيتي كان مسؤولا بشكل رئيس على اندلاع الحرب.

 

ويرى مؤرخون في الغرب أن مزاعم موسكو هي محاولة مثيرة للسخرية من قبلها لتقليل مسؤوليتها عن الحرب، في الوقت الذي تحاول فيه خلق هالة من البطولة حول تصرفاتها في الحرب وتعزيز صورة أكثر إيجابية عن عهد الديكتاتور جوزيف ستالين، والذي شمل القتل الجماعي للمعارضين ومعاناة أوروبا الشرقية تحت الحكم الشيوعي.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان