رئيس التحرير: عادل صبري 09:24 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هبة يزبك.. «وردة عربية» بين مخالب العنصرية بإسرائيل

هبة يزبك.. «وردة عربية» بين مخالب العنصرية بإسرائيل

صحافة أجنبية

النائبة العربية بالكنيست هبة يزبك

هبة يزبك.. «وردة عربية» بين مخالب العنصرية بإسرائيل

معتز بالله محمد 21 يناير 2020 22:45

رغم اختلافاتها الفكرية المعلنة، توافقت معظم الأحزاب اليهودية في إسرائيل من مختلف ألوان الطيف السياسي على استبعاد النائبة العربية بالكنيست هبة يزبك من السباق الانتخابي بدعوى وصفها للبناني سمير القنطار الذي اغتالته إسرائيل قبل أكثر من أربعة أعوام بالشهيد.

 

ويزبك هي سياسية فلسطينية من فلسطينيي 48 وعضو بالكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، المنضوي ضمن تحالف "القائمة العربية المشتركة"، انتخبت لأول مرة في الكنيست الـ 21 في أبريل 2019.

 

وبين عشية وضحاها وجدت يزبك نفسها فريسة بين مخالب الأحزاب اليهودية التي طالبت لجنة الانتخابات المركزية بشطبها من قوائم الترشح للانتخابات المقرر أن تجريها إسرائيل في 2 مارس المقبل.

 

وكشفت القناة "20" بالتلفزيون الإسرائيلي الناطقة بلسان اليمين المتشدد، اليوم الثلاثاء، أنه بعد تقديم حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التماس للجنة الانتخابات يطالب بشطب يزبك من السباق الانتخابي، تواجه النائبة العربية اتهاما جنائيا في الشرطة بتهمة "دعم الإرهاب".

 

وقالت إن عائلتي إسرائيليين قتلهما سمير القنطار تقدموا ببلاغ للشرطة ضد يزبك لفتح تحقيق ضدها على اعتبار أنها أبدت دعمها لقاتل ذويهما.

 

ومن المفترض أن تبت المحكمة العليا التي تعد أعلى هيئة قضائية في إسرائيل خلال الأيام القادمة في مسألة استبعاد يزبك من خوض الانتخابات.

 

ورغم أن مساعي شطب النائبة العربية أطلقها حزب الليكود إلا أن ذلك لم يمنع منافسه "أزرق أبيض" بقيادة رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس من الانضمام إليه فضلا عن تكتل "العمل- جيشر" الذي يصنف نفسه على أنه يمثل اليسار الإسرائيلي ويتزعمه عمير بيرتس، فضلا عن الأحزاب اليمينية المتشددة التي وجدت في ذلك فرصة للنيل من العرب الفلسطينيين.

 

ويستند هؤلاء إلى صورة التقطت ليزبك في 5 مايو 2019 مع أمير مخول الذي سجن في إسرائيل لتسع سنوات بتهمة التجسس لصالح "حزب الله" نشرتها على صفحتها بفيسبوك معلقة "بعد تسع سنوات في السجن أمير مخول بين أبناء شعبه".

 

وفي 20 ديسمبر 2015 غداة اغتيال إسرائيل للأسير اللبناني المحرر سمير القنطار، نشرت يزبك صورته وكتبت معلقة "سمير القنطار المحارب الشهيد".

 

والجمعة الماضية  كتبت يزبك على حسابها بفيسبوك "أصبح التيار السائد في إسرائيل راديكاليا وعنصريا للغاية. واليوم هناك شرعية كاملة لتكون قوميا ومتطرفا وعنصريا، وإذا كان هذا هو الإجماع، فمن الواضح أيضا أن موجة ستنطلق لاضطهاد المواطنين العرب".

 

تحريض وعنصرية

ويزعج تحالف "القائمة المشتركة" الأحزاب السياسية اليهودية في إسرائيل، بعد حصول التحالف الذي يضم 4 أحزاب عربية على 13 مقعدا من أصل 120 بالكنيست في الانتخابات الأخيرة التي جرت في سبتمبر الماضي، حيث أصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية، بإمكانه ترجيح كفة كتلة اليمين بقيادة نتنياهو أو "يسار الوسط" بقيادة جانتس والذي يشترط حصول أي منهما على أغلبية 61 مقعداً بالكنيست لتشكيل الحكومة.

 

إلا أن سهام العنصرية ليست موجهة فقط إلى يزبك بل لكل ما هو عربي في إسرائيل.

 

ومساء الإثنين دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، إلى استبعاد نواب عرب من خوض انتخابات الكنيست القادمة على خلفية زيارتهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في منزله.

 

والإثنين أجرى النواب منصور عباس، وأحمد الطيبي، وإمطانس شحادة، ووليد طه، وأسامة سعدي زيارة تضامنية إلى منزل الشيخ صبري في القدس.

 

وسلمت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، الشيخ صبري أمرا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، قابلة للتمديد بعد اتهامه بالتحريض، وهي التهمة التي نفاها الشيخ في تصريحات إعلامية.

واعتبر الوزير الإسرائيلي أن الشيخ صبري "محرض ودائم للإرهاب"، واعتبر زيارة النواب العرب من تحالف "القائمة العربية" لمنزله "دليلا جديداً على أنهم يمثلون ضررا لإسرائيل".

 

وأضاف أردان "يجب استبعاد معظمهم من الترشح للكنيست. سوف نستمر في تعزيز سيادتنا على جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) وإبعاد المحرضين منه".

 

الكيل بمكيالين

وفي مقابل التحريض على السياسيين العرب في إسرائيل، لارتباطهم بهويتهم وجذورهم القومية، لا يتم إدانة نظرائهم اليهود الذين كثيراً ما برروا سفك الدم الفلسطيني سواء على يد جيش الاحتلال أو متشددين يهود.

 

وبالبحث توصلت "مصر العربية" إلى لقاء تلفزيوني أجرته " دانا فايس" مقدمة البرامج الحوارية في قناة التلفزة الثانية، مع وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي الحالي وعضو المجلس الوزراي الأمني المصغر "بتسلال سموتريتش"، وكان وقتها ولا يزال عضوا بالكنيست عن حزب "البيت اليهودي" يحرض فيه علانية على حرق وقتل الفلسطينيين العزل.

 

وقال "سموتريتش" في اللقاء المؤرخ 2 يناير 2016 لدى سؤاله ما إن حرق مستوطنين عائلة فلسطينية في قرية دوما بمحافظة نابلس بالضفة الغربية يمثل عملاً إرهابياً :"أنا لست مع المقارنة بين الإرهاب العربي وتلك الأفعال اليهودية".

 

 

وأواخر يوليو 2016 أضرم مستوطنون النار في منزل عائلة الدوابشة في دوما وتوفي الرضيع علي وعمره 18 شهراً وأصيب والداه وأخاه أحمد (4 سنوات) بجروح خطيرة، وتوفي لاحقاً والد الطفل ورب العائلة سعد دوابشة، كما توفيت الأم ريهام حسين دوابشة في المستشفى.

 

ولم يكتف العنصري "سموتريتش" بذلك، بل اعتبر خلال اللقاء ذاته أن الإرهابي باروخ جولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي "ليس إرهابيا".

 

وفي 25 فبراير 1994 وبالتواطؤ مع عدد من المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال قام جولدشتاين وهو طبيب يهودي بإطلاق النار من سلاح آلي على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي بالخليل أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان