رأت وكالة أنباء فرانس برس أن مؤتمر برلين فشل في التوصل إلى "حوار جاد" بين الأطراف المتحاربة في ليبيا وهما الجنرال خليفة حفتر وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
وعلاوة على ذلك، فشلت القمة في دفع الطرفين للتوقيع على هدنة دائمة.
وتعهد زعماء العالم اليوم الأحد بإنهاء كافة أشكال التدخل الأجنبي في الحرب الليبية وحظر الأسلحة كجزء من خطة أوسع نطاقا لوقف الصراع مترامي الأطراف.
واستطرد التقرير: وقع الزعماء المشاركون في القمة على خطة لوقف التدخل في الحرب سواء عن طريق الأسلحة والقوات والتمويل".
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "لدينا وضع يائس جدا في ليبيا".
ونوهت ميركل إلى صعوبة ضمان وقف إطلاق النار في الدولة الشمال أفريقية، واستدركت: "لكني آمل أن نعتبر هذا المؤتمر فرصة لترسيخ الهدنة".
ومزقت الحرب الأهلية ليبيا منذ عام 2011 عندما أطاحت الثورة المدعومة من الناتو بنظام القذافي.
ومنذ أبريل الماضي، تقبع حكومة السراج تحت حصار هجمات شنتها قوات خليفة حفتر.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 280 مدنيا و2000 مقاتل وتشريد مئات الآلاف حتى تم التوصل لاتفاق هش لوقف إطلاق النار بدعم من أنقرة وموسكو يوم 12 يناير الجاري.
وبالرغم من أن حكومة السراج معترف بها دوليا، لكن لاعبين من ذوي النفوذ يدعمون حفتر مما حول الصراع الداخلي إلى ما يصفه البعض بحرب وكالة تسعى فيه الأطراف الدولية لتأمين مصالحها الخاصة بحسب التقرير.
وزاد القلق الدولي في الأسابيع الأخيرة بعد أن أمرت تركيا قواتها بدعم حكومة السراج.
ومن وجهة نظر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، فإن الصراع الليبي بلغ مستويات خطيرة في الفترة الأخيرة.
وقال المسؤول الأممي: "حتى الآن، نشهد تصعيدا للصراع الليبي مع بعض التدخل الأجنبي، ونوجه مخاطر تصعيد إقليمي حقيقي".
ولفت الأمين العام إلى أن القوى العالمية في مؤتمر برلين تعهدت بوقف هذه الدوامة المحفوفة بالمخاطر.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى بعض النقاط الإيجابية في قمة برلين لكنه اعترف بفشلها في التوصل إلى محادثات بين السراج وحفتر.
وتابع الدبلوماسي الروسي المخضرم في تصريحات أعقبت القمة "من الواضح أننا لم نجح في إطلاق حوار جاد ومستقر بينهما".
ونوه التقرير إلى أن حفتر أشعل الموقف عشية القمة حينما منعت قواته صادرت النفط في المؤانئ الليبية الرئيسية مما يقوض مصدرا رئيسيا لدخل الدولة الشمال أفريقية.
وفعل حفتر ذلك احتجاجا على قرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة السراج.
وقبيل القمة، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجنرال حفتر مطالبا إياه بوقف ما وصفه بـ "التوجه العدائي".
وألمحت الوكالة الفرنسية إلى أن قطر وتركيا هما الداعمتان الرئيسيتان لحكومة السراج بينما يحظى حفتر بتأييد روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة وفقا لفرانس برس.
وعلاوة على ذلك، وُجهت بعض الاتهامات لروسيا بإرسال عناصر مرتزقة لمساعدة حفتر في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لزيادة تأثيرها لكن الأخيرة تنفي صحة الاتهامات.
وبالنسبة لتركيا، فإن سقوط حكومة السراج يلحق الضرر باتفاقية حدود بحرية وقعها الطرفان تمنح أنقرة سيطرة واسعة النطاق شرق البحر المتوسط وسط صراع حول مصادر الطاقة.
