تحت عنوان "الأكاذيب حول إسقاط الطائرة الأوكرانية تهز ثقة إيران بحكامها".. سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على المظاهرات التي تشهدها إيران حاليًا احتجاجًا على إسقاط إيران للطائرة بصاروخ عن طريق الخطأ.
وأوضحت أن إسقاط الطائرة بصاروخ إيران واعتراف قادتها بذلك بعد أيام من النفي، يمحو المكاسب المحلية للقادة الإيرانيين في أسبوع الصاخب الذي بدأ باغتيال أمريكا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقالت الصحيفة في غضون نحو أسبوع، تحول الشعور العام في إيران من الدعم القوي للنظام في وجه العدوان الأمريكي، إلى الغضب وعدم الثقة بعدما كذب القادة في البلاد بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وأضافت، بعد اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني في العراق، تجمع ملايين الإيرانيين لتكريم الجندي، وأثار الإقبال الكبير على الجنازة دهشة الزعماء السياسيين والعسكريين، الذين واجهوا قبل شهرين فقط أكثر الاحتجاجات عنفا ضد الحكومة منذ الثورة.
وفسر السياسيون الإيرانيون القومية التي أثارها موت سليماني كدليل على استمرار الدعم الشعبي لسياساتهم الإقليمية والدفاعية المثيرة للجدل، رغم التأثير المنهك للعقوبات الأمريكية.
واعترفت إيران السبت بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية الأربعاء الماضي، بعد فترة وجيزة من إقلاعها من طهران عن طريق الخطأ.
وأوضحت الصحيفة، أن المواقف العامة تغيرت بين عشية وضحاها عندما تدفق الإيرانيون على الشوارع في طهران وغيرها من المدن حدادا على الضحايا وتحدي النظام، ولقد ولت الشعارات التي سمعت خلال جنازة سليماني "الموت للولايات المتحدة" و "الموت لإسرائيل". بدلاً من ذلك هتف المتظاهرون "الحرس ؛ أنت الدكتاتور أنت داعشنا "عار عليك يا حراس. اترك البلد وحده ".
ونقلت الصحيفة عن سعيد ليلاز، محلل سياسي إيراني قوله:" إن قرار البعض في القيادة العسكرية والسياسية بتضليل الآخرين بسبب المأساة هز ثقة الجمهور في النظام".
وقارنها بقرار القادة السوفييت بإخفاء الحقائق عن الكارثة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية عام 1986 ، وهو إجراء من شأنه اسهم في نهاية المطاف بتفكك الاتحاد السوفيتي.
وقال "جزء كبير من العقيدة العامة التي اكتسبها الحراس وفوزها العسكري الكبير مهاجمة القوات الأمريكية تضرر بين عشية وضحاها في ما يعادل إيران لكارثة تشيرنوبيل، لقد أدى ذلك إلى انشقاقات هائلة داخل النظام الحاكم.
وقال الحرس الثوري إنهم لم يحاولوا إخفاء المسؤولية عن الحادث، لكنهم كانوا يدرسون أسباب إطلاق النار غير المقصود.
وتقول إيران إن الولايات المتحدة تشارك اللوم في المأساة لأنها بدأت فترة العدوان العسكري عندما قتلت سليماني، يصر السياسيون أيضًا على أن المصداقية الداخلية المتزايدة التي اكتسبها الحرس الثوري بعد وفاة سليماني وانتقام إيران من القوات الأمريكية في العراق لا تزال قائمة.
لكن العديد من الإيرانيين غاضبون، مع المحاولة الواضحة لإخفاء الحقيقة والقرار السابق الذي اتخذته السلطات بعدم وقف الرحلات الجوية المدنية عندما زاد خطر الحرب مع الولايات المتحدة.
