توقع خبراء ومحللون سياسيون أن يوجه عاهل عمان الجديد السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، بعض التحديات المتعلقة بالشئون الداخلية والمحيط الإقليمي.

وأدى اليوم هيثم بن طارق آل سعيد اليمين الدستورية سلطانا جديدا لعمان خلفا للسلطان الراحل، قابوس بن سعيد، الذي توفي عن 79 عاما في ساعة مبكرة من صباح السبت.

ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن جاري جرابو السفير الأمريكي السابق في عمان قوله:" هيثم ربما يجد نفسه تحت بعض الضغوط خاصة من السعودية والإمارات تتعلق بالتوترات مع إيران".

وتِأتي وفاة السلطان قابوس في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متزايدا بين إيران من جهة والولايات المتحدة والسعودية والإمارات من جهة أخرى.

وعقب تأديته اليمين تعهد السلطان هيثم بمواصلة ذات النهج الذي اتبعته عمان في سياستها الخارجية التي وصفها بأنها تقوم على التعايش السلمي والحفاظ على العلاقات الودية مع كل الدول.

ورأى جرابو أن أكبر عقبة سوف تواجه السلطان هيثم هي أنه "لن يكون قابوس".

ونجح السلطان قابوس في تحويل عمان من بلد معزول في الشرق الأوسط تمزقه الحرب الأهلية إلى دولة مستقرة مصدرة للنفط.

وأضاف جرابو:" باستثناء لي كوان يو في سنغافورة، من الصعب أن نتخيل أن هناك قائد آخر له تأثير في دولته أكبر من السلطان قابوس في عمان، فدوره لا يقدر بثمن".

وكوان يو هو أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة التي حكمها لمدة ثلاث عقود متتالية، اشتهر بصفته مؤسس الدولة وناقلها من العالم الثالث إلى الأول خلال أقل من جيل.

من جانبه، قال مارك فاليري الخبير في الشأن العماني بجامعة إكستر في المملكة المتحدة، إن الاقتصاد سيكون في قمة قائمة التحديات التي تواجه هيثم.

وأضاف في رسالة بعث بها للوكالة عبر البريد الإليكتروني أن "التحركات نحو تنويع مصادر الدخل للدولة كانت بطيئة للغاية، على أقل تقدير، وتعاني عمان من تباينات اجتماعية بالغة، وبطالة مزمنة".

ووفقا لشخص عمل مع هيثم وطلب عدم ذكر اسمه فإن السلطان الجديد ربما يغير النهج الاقتصادي للحكومة، حيث أنه يميل أكثر نحو الخصخصة.

وهيثم بن طارق آل سعيد هو ابن عم السلطان الراحل وأحد الأعضاء البارزين في العائلة الحاكمة.

وجاء تنصيب السلطان الجديد في انتقال سلس للسلطة بعد الكشف عن أن السلطان قابوس قد أوصى بأن تكون خلافته له .

وولد السلطان هيثم عام 1954 في مسقط، عاصمة عمان. وتخرج من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1979.

وتقلد مناصب عدة في الدولة العمانية، كان آخرها منصب وزير التراث والثقافة منذ عام 2002 وحتى تنصيبه سلطانا.

ومن المناصب الأخرى التي شغلها في التسعينيات منصب الأمين العام لوزارة الخارجية ووكيل الوزارة للشؤون السياسية، كما عمل مبعوثا خاصا للسلطان قابوس.

ورأس لجنة الرؤى المستقبلية التي أشرفت على التخطيط لمستقبل عمان حتى عام 2040.

عرف بحبه للرياضة وكرة القدم وتولى رئاسة اتحاد كرة القدم العماني للفترة من 1983 إلى 1986.

ويعد قابوس الذي حكم سلطنة عمان منذ عام 1970 إثر انقلاب على والده السلطان السابق سعيد بن تيمور، من أطول الحكام العرب بقاءً في السلطة في العصر الحديث.

وبات السلطان هيثم السلطان التاسع من أسرة آل بوسعيد التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1741 مؤسس الدول البو سعيدية، وتعد من أقدم الأسر الحاكمة في العالم العربي.

النص الأصلي