هاجم الحزب الديمقراطي الحر " FDP " وزير الخارجية الألماني"هيكو ماس"، بعد أن وجه عبر تويتر، انتقادات للعمل العسكري الأمريكي في العراق، والذي أسفر عن مقتل القائد الإيراني البارز "قاسم سليماني" بطائرة بدون طيار، يوم الجمعة المنصرم.
وبحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية،تعارض بقوة أحزاب المعارضة الألمانية الأخرى في البوندستاغ بشكل خاص نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يصعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الألماني "ماس" لنظيره الأمريكي "مايك بومبيو"، أنه الشرق الأوسط سيشتعل بعد مقتل "سليماني" بيد أمريكية.
نقلت صحيفة دي فيلت الألمانية عن مسؤول الحزب الديمقراطي الحر الألماني "ألكسندر جراف لامبسدورف" قوله: "العدوان والإرهاب ينبعان من إيران."
وأضاف "لامبسدورف" أن "سليماني" كان إرهابيًا ونظم هجمات على الولايات المتحدة وإسرائيل، حليفتي ألمانيا.
وأردف: "موقف وزير الخارجية غير الواضح يجعل ألمانيا غير قابلة للتصديق ، وغير فعالة كوسيط ، و ألعوبة في يد القوى العظمى"
وأعلن وزير الخارجية الألماني "ماس" عن محادثات مباشرة مع إيران، وقال سياسي الحزب الاشتراكي الديمقراطي لصحيفة "بيلد ام زونتاج": "في الأيام المقبلة ، سنفعل كل ما في وسعنا للعمل من أجل تهدئة الوضع وخلق حوار مع شركائنا في المنطقة ، وكذلك في حوار مع إيران".
وكان "ماس" على اتصال وثيق بكل من نظراءه من بريطانيا وفرنسا دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، منذ يوم الجمعة الماضي.
ودعت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" مع كل من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ورئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، إيران، بتوخي الحذر في النزاع مع الولايات المتحدة.
ووفقًا لمتحدث باسم الحكومة في برلين ، اتفق رؤساء الدول والحكومات الثلاثة على أن وقف التصعيد أصبح الآن أمرا ضروريا.
واتفقت الحكومات الثلاثة على بذل قصارى جهدهم للحد من التوترات في المنطقة.
بيد أن بعض الأحزاب الألمانية داخل البرلمان انتقدت وزير الخارجية الألماني، حيث قال المتحدث باسم السياسة الخارجية للتحالف ، "يورجن هاردت"، إن إيران هي وحدها المسؤولة عن الوضع في العراق ، وأن سعى الولايات المتحدة إلى إيجاد وسيلة لرد إيران، أمر شرعي.
لكنه رأى في نفس الوقت أن هجوم الطائرة بدون طيار كان خطأً، ولا سيما أن واشنطن لم تتمكن حتى الآن من إيجاد مبرر لمقتل سليماني.
وبحسب قوله، لا يمكن أن تنجح الاستراتيجية الأمريكية التي تعتمد على أقصى قدر من الضغط، فلن تستسلم سياسيا روسيا والصين وإيران.
ولهذا السبب لن تنجح تكتيكات ترامب، إلا بالتنسيق الإستراتيجي مع الأوروبيين.
