قال محلل عسكري إسرائيلي: إن الهجوم الأمريكي على معسكرات للحشد الشعبي في العراق يمكن أن يفتح الباب إلى واقع جديد في المنطقة ومواجهة واسعة النطاق، داعيًا إسرائيل إلى الاستعداد جيداً لكل السيناريوهات المحتملة.

جاء ذلك في تحليل لـ "روني دانيال" المحلل العسكري من أصل عراقي نشره موقع القناة 12 الإسرائيلية اليوم الاثنين تحت عنوان " على إسرائيل أن تستعد.. الهجوم في العراق قد يؤدي إلى مناوشات واسعة النطاق".

كانت الولايات المتحدة قد أعلنت الأحد، أنها شنت ضربات جوية على كتائب "حزب الله" العراقي، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية لإيران)، في محافظة الأنبار غربي العراق، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً من الكتائب وإصابة 51 آخرين بجروح.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان: إن هذه الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين، أحدثها هجوم استهدف قبل 3 أيام قاعدة "كي وان" في كركوك شمال البلاد ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.

واستهل "دانيال" المولود في بغداد عام 1947 تحليله بالقول: "تسبب إعلان الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب في ديسمبر 2018 بسحب القوات الأمريكية من سوريا في خلط للأوراق وأدخل المنطقة برمتها فيما يشبه الصدمة".

وتابع "أدرك الأكراد في البداية المغزى باعتبارهم الجهة الأضعف، لكن في وقت لاحق في 20 يونيو 2019 فهم الإيرانيون أيضاً الرسالة، ولم يترددوا في إسقطا طائرة أمريكية مسيرة كبيرة (تقريبا في حجم البوينج) ذات قدرات متعددة في جمع المعلومات الاستخبارية".

وذكر "دانيال" بالهجوم الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية شرقي المملكة في 14 سبتمبر 2019، دون أن تتمكن واشنطن من حماية السعودية أكبر حلفائها بالمنطقة، أو ترد على إيران المتهم الأول بشن الهجوم والتي اكتسبت مزيداً من الثقة.

وأضاف المحلل الإسرائيلي :"وفجأة، وكما لو كان الأمر خارج قواعد اللعبة المحددة، جاء هجوم أمريكي واسع على قواعد ومنشآت تابعة للمليشيات الشيعية- الإيرانية على الأراضي العراقية".

وقال إن الهجوم استهدف خمس قواعد، وشارك في تنفيذه نحو 20 طائرة F-15، فيما كانت القاعدة السادسة التي تم ضربها على مشارف العاصمة بغداد.

واعتبر أن الهجوم الأمريكي يمكن أن يدخل المنطقة إلى مناوشات أوسع، لافتا إلى أن المرشد الأعلى الإيراني أعطى تصريح صباح اليوم الإثنين بدأ وكأنه يطلق من خلاله الضوء الأخضر لاستهداف كل المواقع الأمريكية بالعراق، ما سيدفع الأمريكان إلى ردود عسكرية أخرى.

"يدور الحديث عن فصل جديد، مريح على ما يبدو بالنسبة لإسرائيل، كون الأمريكان ما زالت لديهم قوة نيران في العراق وسوريا على عكس إعلان ترامب. الأمر الذي دفع بما في ذلك رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي للقول الأسبوع الماضي إن إيران توسع تهديداتها بالشرق الأوسط وأن الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة محدودة أو أكثر مع إيران"، تابع المحلل الإسرائيلي.

وقال "دانيال":إن كان الهجوم الأمريكي عملية محددة وليس سياسة أمريكية وقتها يمكن أن يجلب الهدوء وأن تبقى إسرائيل وفق هذه المعطيات خارج الصورة. لكن إن كان الهجوم يبشر بنهج أمريكي آخر حيال ثقة إيران بنفسها الآخذة في التزايد فيمكن أن يؤدي لمناوشات كبيرة وواسعة يُعتقد بشدة أن إسرائيل لن تبقى خارجها".

الخبر من المصدر..