"تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها باعتبارها عالمية وسلمية؛وفي صمت وسعت الدولة الغنية بشكل كبير نفوذها في المنطقة عسكريًا؛ مما يقود إلى  خطر تهميش دور جارتها الكبيرة المملكة العربية السعودية."

هذا ما استهلت صحيفة "بلوفاين" السويسرية، تقرير لها، موضحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة ليست فقط أكثر مهارة من المملكة العربية السعودية ، ولكن أيضًا تدخل في منافسة مباشرة مع جارتها الكبيرة.

وأشارت الصحيفة إلى وصف وزير الدولة للشئون الخارجية ، "أنور قرقاش"، الإمارات بأنها "قوة عظمى ناعمة" على الساحة العالمية.

ولكن لا يمكن أن يكون هناك أي حديث عن "الدور الناعم ": فعلى الرغم من امتلاك "الإمارات"  قوة مسلحة صغيرة نسبيًا تضم حوالي 50 ألف جندي ، فإن البلد متورط عسكريًا في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا وجزئيًا أيضًا في جنوب آسيا.

واستطردت الصحيفة: "لنأخذ اليمن ، على سبيل المثال: كانت الإمارات الشريك الرئيسي للمملكة العربية السعودية في الحرب ضد المتمردين الحوثيين. لكن عندما بدأت الرياض في محاربة الحوثيين في الشمال ، ركزت الإمارات على الجنوب للسيطرة على ميناء عدن من أجل المصلحة الذاتية الاقتصادية."

وبدلاً من الوقوف وراء حكومة اليمن مع الرياض ، عززت الإمارات الانفصاليين في الجنوب قبل أن تسحب أخيرًا قواتها البرية بالكامل تقريبًا.

 وتريد الإمارات أن توصل  رسالة مفادها  أنها دولة ذات نفوذ، وليست ملحقًا عسكريًا للسعوديين ، ولكنها تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.

وكذلك في الصراع مع إيران،  تضغط المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل "أقصى قدر من الضغط" ، لكن الإمارات تقدم الآن المزيد من الخطوات التصالحية.

 وقال وزير الدولة الإماراتي "قرقاش" في نوفمبر: "هناك مجال لنجاح الدبلوماسية ".

وتخشى الإمارات تبعات الحرب مع إيران التي من شأنها  أن تضر بشدة بسمعة واحدة من أقوى البلدان اقتصاديًا في الشرق الأوسط.

الإمارات تحافظ على صورتها

  في ليبيا ، زودت الإمارات الجنرال "خليفة حفتر"  بالأسلحة - في انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة. وكجزء من الحرب في اليمن والكفاح ضد المتطرفين ، أرسلت البلاد أيضًا قوات إلى جيبوتي وإريتريا والصومال.

  كانت هناك أيضا عمليات عسكرية إماراتية  في أفغانستان وسوريا إلى جانب الولايات المتحدة.

وكتب أحد المعلقين لصحيفة "جولف نيوز" اليومية : "دولة صغيرة ذات الأنا الكبيرة ".

ولكن عندما يتعلق الأمر بالجيران الأصغر مثل قطر وسلطنة عُمان ، فإن الإمارات تتفق مع المملكة العربية السعودية.

وفي الوقت نفسه ، تقدم الإمارات نفسها على أنها عالمية ومتسامحة وسلمية،  وكانت زيارة البابا فرانسيس في فبراير ، أول رئيس كاثوليكي في شبه الجزيرة العربية، دليل على ذلك.

  بالإضافة إلى ذلك، يجلب متحف اللوفر بأبو ظبي للفنون ثقافة المكانة الدولية إلى الدولة الصحراوية ، وفي عام 2020 ، تدعو دبي إلى زيارة المعرض العالمي.

وتعتبر الإمارات  وجهة سفر رائعة ، حيث يمكن التسوق وتناول الطعام والاسترخاء في نوادي شاطئية حصرية.

رابط النص الأصلي