كشفت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف عن وجهها العنصري عندما دعت إلى عدم انتخاب "البخاريين" لرئاسة حزب الليكود، قاصدة بذلك عضو الكنيست جدعون ساعر.

كلام ريجيف جاء خلال مؤتمر انتخابي عقده أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يخوض غدا الخميس منافسة شرسة ضد ساعر على رئاسة حزب الليكود في الانتخابات التمهيدية للحزب الذي يقوده نتنياهو منذ 10 سنوات.

تصريحات ريجيف أثارت الغضب بين اليهود من أصول بخارية داخل إسرائيل، وقالت مديرة جميعة "تحالف البخاريين" رونيت النثان ميرزيوف، إنها تشعر "بالصدمة وخيبة الأمل من الوزيرة الإسرائيلية"، مضيفة: "هل أصبحنا نمضي وفقا للطائفة ونختار الزعماء على أساس الطائفة؟".

يهود بخارى

والبخاريون أو يهود بخارى، هو اسم يطلق في إسرائيل على المهاجرين من آسيا الوسطى، وخاصة من طاجيكستان، وأوزبكستان حيث تتواجد مدينة بخارى، العاصمة السابقة لإمارة بخارى التي عاش داخلها تجمع كبير من اليهود.

والبخارية هي اللغة الأساسية لتلك الطائفة اليهودية وهي لهجة يهودية- فارسية قريبة من اللغة الطاجيكية.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي هاجر غالبية يهود بخارى إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويوجد أكبر تجمع للبخاريين في إسرائيل داخل مدينة القدس المحتلة، وبتاح تكفا، وحولون وبات يام، وأور يهودا وكريات ملاخي وعدد من الأحياء جنوبي تل أبيب.

وفي القدس المحتلة حالياً هناك "حي بخارى" الذي أقامه اليهود البخاريون ويعد من أرقى أحياء المدينة المقدسة.

ووفق شهادات عربية تواجدت هذه الطائفة من اليهود في مدينة بخارى عام 1240. فيما تشير الأدلة اليهودية إلى وجودهم في القرن الـ 17 بينما تشير الأدلة اللغوية والثقافية إلى وجود صلة بين يهود بخارى ويهود بلاد فارس. وهناك أدلة أخرى على أن يهود بخارى أتوا أصلا من حلب وسوريا وحتى أفغانستان.

ولم يبق في مدينة بخارى اليوم سوى نحو 200 يهوديا، بعدما هاجر إلى إسرائيل 200 ألف من سكانها و50 ألف آخرين شقوا طريقهم إلى الولايات المتحدة.

وفي حديث لصحيفة الجارديان البريطانية قال إسحاق غلايموف (83 عاما)، وهو جيولوجي متقاعد من سكان مدينة بخارى "جميع من بقوا هنا هم المسنون فمن بين أبنائي الـ5 هاجر 3 لإسرائيل والرابع لكازاخستان، وجميع أصدقائي هاجروا ولكني لا أزال لا أحب الذهاب لإسرائيل، ربما بسبب الصراع هناك، وربما لأنى لا أتحمل الرطوبة ولكن الأكيد أني أحب بخارى موطني".

وأضاف خلال جولة في معبد بخارى الذي يمتد عمره 4 قرون "هنا أفضل لي فأنا أعرف الجميع والجميع يعرفني. لا أعتقد أن من هاجر قد يعود فهم قد بنوا حياتهم هناك تقلدوا وظائفهم وأنشأوا بيوتهم فلماذا يرجعون".