رئيس التحرير: عادل صبري 01:58 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

قتلة ومخربون.. تعرف على الوحدة السرية الروسية «29155»

قتلة ومخربون.. تعرف على الوحدة السرية الروسية «29155»

صحافة أجنبية

موقع تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكربيال في بريطانيا

قتلة ومخربون.. تعرف على الوحدة السرية الروسية «29155»

معتز بالله محمد 24 ديسمبر 2019 22:01

في البداية وقعت حوادث متفرقة بينها تسميم في بريطانيا، ومحاولة اغتيال في بلغاريا، ومخطط لتنفيذ انقلاب عسكري في الجبل الأسود، لكن عندما بدأت أجهزة الاستخبارات في أنحاء أوروبا ربط الخيوط ببعضها البعض اكتشفوا أن الحديث يدور عن وحدة سرية روسية تحاول توسيع النفوذ الروسي بالعالم.

 

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ألقت خلاله بالضوء على "الوحدة 29155" الروسية المكلفة بتنفيذ عمليات اغتيال وعمليات خاصة.

 

تقول الصحيفة :"عندما دخل رجل يدعى سيرجي بيودوتوف بلغاريا في أحد هذه الأيام في عام 2015، لم يعتبر أحد ذلك مهما للغاية. ولا حتى عندما أخذ غرفة فندق في العاصمة صوفيا. لم يلحظ أحد أنه لم يأت بمفرده، بل وصل معه شخصان آخران لم يختار الثلاثة موقعا عشوائيا، وهو الفندق الذي كانوا يقيمون فيه بالقرب من مكتب إيمليان جيبريف، وهو مورد أسلحة محلية باع الذخيرة إلى أوكرانيا.

 

 

بعد أيام التقى جيبريف شركاءه التجاريين في أحد المطاعم على سطح مبنى. وفي مرحلة ما بدأ يهلوس، ثم أخذ يتقيأ. تم نقله إلى المستشفى لأكثر من شهر بسبب التسمم.

 

 في البداية اعتقد الأطباء أن هذا كان بسبب أوراق الجرجير الفاسدة. ما حدث بعد ذلك أيضا لم يدفع السلطات للاعتقاد أن الأمر يتعدى ذلك: عانى كل من ابنه وأحد مديري شركته من أعراض مماثلة. بعد أن خرج جيبريف من المستشفى ذهب هو وابنه إلى منزلهما الصيفي على ساحل البحر الأسود. هناك تسمموا مرة أخرى.

 

جيبريف الذي يبلغ اليوم 65 عاماً نجا من محاولة الاغتيال الثانية هو وابنه. لكن ماذا بشأن التشخيص الطبي؟ بعد المحاولة الثانية، كانت هنالك شكوك لدى عائلته، لكنها لم تؤد إلى تطور كبير ولم تتمكن النيابة العامة البلغارية، التي حققت في القضية، من العثور على أدلة فتم إغلاقها. لكن الآن أصبح من الواضح أنهم لم يكونوا على صواب.

 

 تغير الكثير في السنوات الأربع التي مرت منذ ذلك الحين، حيث اتضح لأجهزة المخابرات والأمن في الغرب، أن هذه القصة، التي مرت عليهم مرور الكرام في البداية، لم تحدث بشكل عرضي، وأن عملية التسميم نفذتها يد كان هناك من يوجهها عن بعد في الكرملين.

 

يقول مسؤول أمني أوروبي رفيع إن حالات التسمم في بلغاريا كانت إشارة حيوية ساعدت في كشف أنشطة موسكو وشبكتها الاستخباراتية الواسعة النطاق التي تهدف إلى القضاء على أعداء روسيا في الخارج وتقويض الغرب.

 

إلا أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها الجبل الأسود عام 2016 كانت الحدث الرئيسي الذي قاد للكشف عن ملامح الشبكة الروسية، حيث تضمنت المحاولة هذه مؤامرة قام بها اثنان من ضباط الوحدة لقتل رئيس وزراء البلاد والاستيلاء على مبنى البرلمان.

 

لكن وبحسب نيويورك تايمز لم يتم تحديد الأجندة التخريبية للوحدة بشكل واضح سوى بعد تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري البريطانيّة عام 2018، باستخدام غاز الأعصاب "نوفيتشوك" الذي تم تطويره خلال الحقبة السوفياتية.

 

 ونجا سكربيال وابنته من الموت بعد علاج طويل، في الهجوم الذي يعد الأول في أوروبا الذي ينفذ بأسلحة كيماوية منذ الحرب العالمية الثانية، ما أثار غضبا دوليا وأدى إلى طرد دبلوماسيين روس من دول غربية.

 

كل ما سبق ذكره له سياق أوسع، فبينما يدخل العقد الثالث في السلطة، يبذل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهودا هائلة لإعادة بلاده إلى موقعها كقوة عالمية.

 

وإلى جانب مشاركة الروس المعروفة في القتال في سوريا ، يشارك المرتزقة الروس أيضا في المعارك المتوصلة ليس هناك فقط، بل في ليبيا وأوكرانيا أيضا على سبيل المثال، بحسب الصحيفة الأمريكية.

 

وتقول نيويورك تايمز "ميدان المعركة الآخر هو الواقع الافتراضي، حيث ينشر القراصنة الروس معلومات كاذبة في محاولة لتقويض الأنظمة والإضرار بالانتخابات".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان