رئيس التحرير: عادل صبري 08:58 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

موقع عبري: البحرين عروس التطبيع مع إسرائيل بالخليج

موقع عبري: البحرين عروس التطبيع مع إسرائيل بالخليج

صحافة أجنبية

ملك البحرين ونتنياهو

موقع عبري: البحرين عروس التطبيع مع إسرائيل بالخليج

معتز بالله محمد 22 ديسمبر 2019 20:50

احتفى موقع "كيار هشبات" العبري المقرب من المستوطنين، بالعلاقة التي تربط إسرائيل بمملكة البحرين، مؤكداً أن المنامة باتت نموذجاً يحتذى في علاقتها الدافئة مع تل أبيب.

 

وقال الموقع في تحليل مفصل إن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ينتهج سياسة ثابتة للتعبير عن التضامن مع إسرائيل منذ سنوات، لافتاً إلى أن "البحرين تدعم خطا غير مسبوق من التقارب مع إسرائيل، تقبله الدول العربية المعارضة لإيران".

 

إلى نص المقال..

احتفلت مملكة البحرين الأسبوع الماضي بالذكرى الـ 48 للاستقلال عن بريطانيا. والذي يتزامن مع تاريخ تولي الملك الأول عيسى بن سلمان من أسرة آل خليفة الحاكمة عرش البلاد.

 

وبمناسبة هذا الحدث، أرسل وزير الخارجية الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" تهنئة رسمية لنظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، معرباً عن أمله في تعاون مثمر.

 

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قام الحاخام الأكبر للقدس (حاخام إسرائيل الأكبر سابقاً) شلومو عمار بزيارة رسمية للبحرين شارك خلالها في مؤتمر ضم رجال دين بارزين من أنحاء مختلفة بالعالم، بما في ذلك ممثلين عن قطر ولبنان ومصر والولايات المتحدة وروسيا والهند ودول أخرى.

 

وليست هذه هي المرة الأول التي تتصدر فيها البحرين الأخبار العالمية المرتبطة بإسرائيل والجالية اليهودية، بما في ذكر عبر الإعلام العربي.

 

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين (إسرائيل والبحرين)، فإن هناك ميلاً للتقارب بينهما منذ سنوات التسعينيات من القرن الماضي كنتيجة لعملية السلام التي دفعها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل يتسحاق رابين. ومنذ مطلع الألفية الثانية طفت على السطح الاتصالات بين الدولتين.

 

قبل عدة أيام، نشر موقع "العربي الجديد"، الذي أسسه عضو الكنيست السابق من حزب "التجمع الوطني الديمقراطي (قومي عربي)، عزمي بشارة، المقيم في الدوحة، مقالاً مفصلاً عن رغبة البحرين في إقامة علاقات قوية مع إسرائيل والخطوات التي اتخذت في هذا الاتجاه.

 

في عام 2018، وبعد تصاعد العنف في هضبة الجولان (السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967)، أعلن وزير الخارجية البحريني علانية بأن من حق إسرائيل الدفاع عن حدودها. وفي يونيو 2019 استضافت البحرين مؤتمراً دولياً خصص لدفع السلام وبحث صفقة القرن الأمريكية بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

في الواقع، هناك من القواسم المشتركة بين الدولتين أكثر مما يبدو من النظرة الأولى، ويحتل التهديد الإيراني هنا موقعاً أساسياً. فرغم أنه وفق مبدأ تصدير الثورة الإسلامية وبناء مجتمع العدالة، ترسخ إيران نفسها كمدافع عن الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتهم الأقليات الشيعية، إلا أنها تمثل بالنسبة للبحرين وإسرائيل على حد سواء تهديداً وجودياً.

 

البحرين، كغيرها من دول خليجية عدة، عضوة فاعلة في التحالف المناهض لإيران بقيادة السعودية. تقاتل وحدات عسكرية بحرينية إلى جانب الجيش السعودي ضد الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران.

 

تستخدم سفن البحرية الأمريكية خدمات الشحن البحرينية وفي محيط  العاصمة المنامة تقع القاعدة الرئيسية العملياتية التابعة للأسطول الخامس الأمريكي الذي أنشئ في عام 1995 بهدف معارضة صدام حسين في العراق.

 

مع ذلك، وبخلاف المصالح الإستراتيجية العسكرية، فإن إيران مهتمة بـ "العدالة التاريخية"، وهدفها إلغاء الاتفاقات العسكرية التي تعترف بسيادة البحرين، التي كانت في الماضي جزءأً من إيران لوقت طويل.

 

15٪ من الشيعة البحرينيين هم من العرق الفارسي. حتى خلال فترة حكم بيت بهلوي، لم تتخل إيران عن مطالبها الإقليمية والثقافية. في عام 1957، تم اتخاذ قرار بموجبه أعلنت البحرين المحافظة الرابعة عشرة لإيران.

 

عززت الثورة الإسلامية وتسييس الإسلام من هذا التوجه، وفي الأوساط الفكرية الإيرانية لا تزال هناك أفكار حول كيفية استعادة البحرين العظمى. بالنسبة إليهم  يُنظر إلى أسرة آل خليفة الحاكمة على أنهم أجانب احتلوا البحرين واستولوا على السلطة.

 

من المعروف أن البحرين تعاني من توتر خطير بين الأقلية السنية الحاكمة والأغلبية الشيعية. ورغم حقيقة أن القرآن يشجع المؤمنين على الوحدة، إلا أنهم في الواقع لم يلتزموا أبدًا بمفهوم ديني واحد، ونشأت مشكلة العلاقات بين السنة والشيعة في فجر الإسلام.

 

الجغرافيا الإقليمية للسنة والشيعة اليوم هي في الأساس نتاج السياسات الإمبريالية التي سبقت الحرب العالمية الأولى. لقد سقطت تركيا ومعظم الدول الناطقة بالعربية تحت حكم الإمبراطورية العثمانية السنية وبقيت إلى حد كبير سنية حتى يومنا هذا. إيران، من ناحية أخرى، كانت تحكمها سلالات شيعية مختلفة ولا تزال شيعية في الغالب.

 

وهكذا، يوجد اليوم الشيعة العرب في المناطق الجبلية في شمال اليمن وجنوب لبنان، وكذلك على طول الحدود العثمانية الإيرانية القديمة في جنوب العراق. يوجد بالمملكة العربية السعودية الغنية بالنفط أكثر من مليوني شيعي، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف شيعي في البحرين، مما يسهم في التنافس الجيوسياسي بين الوهابيين السنة من المملكة العربية السعودية وإيران الشيعية. هناك أيضًا مجتمعات شيعية مهمة في الكويت والإمارات العربية المتحدة.

 

لقد رأى القادة السعوديون، من جانبهم، الصلة بين الوضع في البحرين والوضع في منطقتهم الشرقية، حيث يتركز إنتاج النفط الرئيسي. هناك أيضًا مجتمع شيعي كبير له علاقات عائلية وتجارية في البحرين. من هذا المنظور، دخلت إسرائيل الساحة وأبدت ميلها إلى تقوية علاقاتها مع دول الخليج.

 

 

ينتهج ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة سياسة ثابتة للتعبير عن التضامن مع إسرائيل منذ سنوات عديدة وقد أدلى بتصريحات علنية حول هذه المسألة. على سبيل المثال، في إحدى فعاليات مركز سيمون ويزنتال في لوس أنجلوس، أدان علناً مبادرات المقاطعة ضد إسرائيل، وبحسب المركز فإن الفعالية كانت مبادرة شخصية للملك.

 

وبالتالي، على الرغم من أن تفاصيل التعاون الإسرائيلي البحريني ظلت سراً ولا يتطرق إليها السياسيون الإسرائيليون علانية، فمن الواضح أن المملكة تدعم خطا غير مسبوق من التقارب مع إسرائيل، تقبله الدول العربية المعارضة لإيران.

 

تجلى ذلك في وضع الجالية اليهودية المحلية. ورغم أنه وفق التقديرات انتقل أكثر من 1500 يهودي من مواليد العراق للعيش بالبحرين في الماضي، فإن عددهم الآن  ليس كبيراً، أكثر من 30، بعضهم يعمل في تجارة المنسوجات، وآخرون في القطاع المصرفي، فيما تعد عائلة خضوري هي المستورد الرائد لمفارش المائدة وأغطية الفراش.

 

تجدر الإشارة إلى أن مستوى دعم الدولة المقدم للجالية اليهودية دفع بعض الزعماء الشيعة إلى إعلان أن السلطات أكثر تسامحًا مع اليهود - من أقليتهم. على عكس السعودية التي تنكر وجود اليهود في المنطقة في الماضي، ولا تسعى إلى ذكره، يتعامل حكام البحرين بجدية مع التراث الثقافي ويمثلون اليهود في الهياكل الحكومية.

 

 

على سبيل المثال أصبحت هدي عزرا نونو أول يهودية في دول الخليج يتم تعيينها سفيرة بالولايات المتحدة. خلال زيارته للندن، دعا الملك اليهود الذين غادروا البحرين إلى العودة للبلاد. وتحدثت وسائل إعلام دولية قبل عدة سنوات عن مراسم إشعال شموع عيد الحانوكا في البحرين، والذي شارك فيها الملك شخصياً.

 

علاوة على ذلك، هناك تمثيل يهودي في البرلمان. وتضم البحرين أيضاً معبداً يهودياً، ورغم أنه ظل لسنوات مهجوراً، فإن السلطات لم توافق على استخدامه لأغراض تجارية.

 

بالطبع، هذا المستوى من الدعم لا يمكن أن يرحب به خصوم إسرائيل السياسيون. على سبيل المثال  قاطعت السلطة الفلسطينية المؤتمر (الخاصة بصفقة القرن) في المنامة، وانتقد إبراهيم شريف، الرئيس السابق لحزب المعارضة في البحرين، زيارة قام بها الوفد البحريني في إسرائيل، ووصفها بأنها خيانة للشعب الفلسطيني.

 

من ناحية أخرى، يشكل نموذج البحرين حافزاً لدول خليجية أخرى فيما يتعلق بسياساتها تجاه اليهود وإسرائيل. مثال على ذلك الإمارات العربية المتحدة: مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، الذي من المقرر أن يكتمل في عام 2022، هو مجمع واسع النطاق في أبو ظبي، ويضم معبداً ومسجداً وكنيسة، يجسد سياسة التسامح والتعايش المتناغم بين الأديان في إطار "عام التسامح" في الامارات.

 

ورغم الخطر الواضح الذي تمثله إيران، فقد أصبحت عاملا موحدا بالنسبة للبلدان التي ربما لم تكن ستتمكن في ظروف أخرى من إيجاد منصة للتعاون. تسمح المشاريع والتحالفات المشتركة المحتملة في مجال الأمن القومي والأعمال والتكنولوجيا الفائقة (هاي تك) والثقافة باتخاذ خطوات جادة للقضاء على التناقضات الأيديولوجية والسياسية بين إسرائيل ومعارضيها، ومكافحة معاداة الصهيونية ومعاداة السامية بنجاح  ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في جميع أنحاء العالم.

 

من جهة أخرى، فإن السياسات الطائفية لدول الخليج، والتي ليست دائما متوازنة بما فيه الكفاية وبعيدة عن المثل العليا للديمقراطية في العديد من المجالات، ورؤية القادة العرب غير الكافية حول موازنة القوى بين السكان، تخلق مخاطر معينة لعودة السيناريوهات السلبية للعراق وسوريا، والتي لا تعرض مستقبل الجاليات اليهودية بالخليج فقط للخطر، بل أيضاً الاستقرار العام في الشرق الأوسط.

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان