رئيس التحرير: عادل صبري 08:35 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مزقت معاهدة السلام مع مصر.. رحيل أول امرأة باليمين الإسرائيلي

مزقت معاهدة السلام مع مصر.. رحيل أول امرأة باليمين الإسرائيلي

صحافة أجنبية

جؤولا كوهين

مزقت معاهدة السلام مع مصر.. رحيل أول امرأة باليمين الإسرائيلي

معتز بالله محمد 19 ديسمبر 2019 23:38

قالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس: إن جؤولا كوهين النائبة السابقة بالكنيست الإسرائيلي توفيت أمس الأربعاء عن عمر ناهز 94 عامًا، بعد تاريخ طويل من كراهية العرب والسعي لإقامة "إسرائيل الكبرى" الممتدة من النيل إلى الفرات.

 

ونعى الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين، كوهين ووصف وفاتها بـ "يوم الحزن الوطني"، بحسب ما أوردته القناة "12" العبرية.

 

وقال ريفلين "الليلة خبت نيران جؤولا المتقدة، كانت مقاتلة من أجل حرية إسرائيل ومصدر إلهام لي ولنا جميعا. إلهام بالقوة والتضحية وحب أبناء بلدها. سنمضي قدما على ضوء تلك النيران في الطرق التي مهدتها وتلك التي شُقت بقوتها وبفضل عملها في الحركة السرية اليهودية، ونشاطها من أجل الاستيطان وكمشرعة وبرلمانية. فلترقدي بسلام يا جؤولا الغالية".

 

بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو :"لن يخفت صوت جؤولا كوهين. سنعتز دائما بذكرى عملها العظيم من أجل حرية إسرائيل وإخلاصها وحبها لإسرائيل. فهي تنتمي إلى جيل العمالقة وستبقى دائما قدوة لنا نحن الذين سنواصل مسيرتها".

 

العديد من السياسيين في إسرائيل نعوا "كوهين" أيضاً، بينهم رئيس حزب العمل "عمير بيرتس" والرجل الثاني في حزب "أزرق- أبيض" يئير لبيد، ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، والعديد من أعضاء الكنيست.

 

الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز وجؤولا كوهين

 

وفي  عام 1942 وعندما كان عمرها  17 عاماً انضمت كوهين، وهي ابنة لمهاجر من اليمن، للعمل في الحركة السرية اليهودية في فلسطين بتنظيم "إيتسل" (إرجون)، وهي منظمة صهيونية شبه عسكرية نشطت في الفترة السابقة لإعلان إسرائيل عندما كانت فلسطين خاضعة للانتداب البريطاني في الفترة بين 1931 و1948، وارتكبت العديد من المجازر ضد الفلسطينيين.

 

وفي العام التالي انتقلت "كوهين" من "إيتسل" إلى تنظيم "ليحي" وهو اختصار لـ "لوحامي حيروت يسرائيل "، ويعني "المقاتلون من أجل حرية إسرائيل"، وعرفت لاحقاً باسم عصابة شتيرن وكانت من أكثر الميليشيات الصهيونية شراسة وشهرة.

 

كانت "شتيرن" تفضل التحالف مع ألمانيا النازية بدلاً من بريطانيا، لذلك قاتلت الميليشيا وضد الانتداب البريطاني بهدف طرده من فلسطين وإعلان الدولة.

 

عملت "كوهين" كقارئة أخبار في إذاعة "ليحي"، إلا أن اعتقلها الجيش البريطاني عام 1946 وحكم عليها بالسجن لمدة 9 سنوات سجن، حتى هروبها عام 1947 بعدما تنكرت في هيئة امرأة عربية.

 

 

وفور الإعلان عن قيام إسرائيل دخلت "جؤولا كوهين" الحياة السياسية وأصبحت عام 1972 نائبة بالكنيست عن حزب "حيروت"، ويعني الحرية والذي تأسس عام 1948 وأوقف نشاطه عام 1988.

 

وفي الكنيست كانت "كوهين" أبرز رموز اليمين الصهيوني، وبعد وصول حزب الليكود للحكم، وانضمامها إليه، حدث الخلاف بينهم، على خلفية معاهدة السلام مع مصر.

 

وبحسب القناة "12" كانت "كوهين" أبرز أعضاء الكنيست المعارضين للسلام مع مصر، حيث مزقت معاهدة كامب ديفيد داخل الكنيست.

 

 

وبعد التصديق على المعاهدة، استقالت "كوهين" من الليكود وأقامت حزب جديد باسم "هتحياه" ويعني "البعث"، وحاول الحزب وقف الانسحاب الإسرائيلي من سيناء دون جدوى، رغم تحصنها شخصياً في مستوطنة "يميت" بسيناء.

 

وصل حزبها ذروة إنجازه بفوزه في انتخابات الكنيست عام 1984 بأربعة مقاعد (من أصل 120)، لكنها تقول إن إنجازها الأكبر كان في مبادرتها لقانون أساس: القدس عاصمة إسرائيل الذي نص على أن "القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل".

 

وخلال سنواته في الكنيست، سواء كان ممثلا في الحكومة أو لا، عمل "هتحياه" من أجل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، والاستمرار في عدم الاعتراف الإسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية. ومع عقد مؤتمر مدريد للسلام في 1991 استقالت "كوهين" من حكومة إسحاق شامير، ما أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة في 1992.

 

إلا أن خوض العديد من أحزاب اليمين الانتخابات منفردة دون تحالف بينها، إضافة إلى رفع نسبة الحسم (المقاعد التي يحتاجها أي حزب سياسي ليكون ممثلاً بالكنيست)، قذف بـ"كوهين" وحزبها خارج أسوار الكنيست.

 

في الفترة التي تلت خروجها من الكنيست بعد 19 عاماً كانت فيها نائبة به، واصلت "حؤولا كوهين" مواقفها المتشددة، إذ عارضت بشدة اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين خلال حكم إسحاق رابين، واتفاق واري ريفر عام 1986 الذي قادته حكومة نتنياهو.

 

ودعت "كوهين" إلى طرد الفلسطينيين من عرب 48 إلى الأردن، كذلك عارضت لاحقا خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة التي نفذها بشكل أحادي رئيس الحكومة الأسبق آرئيل شارون، وظلت تتحدث خلال اللقاءات الإعلامية عن "أرض إسرائيل الكبرى".


الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان