رئيس التحرير: عادل صبري 04:24 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«مجمع بنبان» لإنتاج الكهرباء.. هل يحول مصر للاعتماد على الطاقة الشمسية كليًا؟

«مجمع بنبان» لإنتاج الكهرباء.. هل يحول مصر للاعتماد على الطاقة الشمسية كليًا؟

صحافة أجنبية

مجمع بنبان لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية

رويترز تجيب:

«مجمع بنبان» لإنتاج الكهرباء.. هل يحول مصر للاعتماد على الطاقة الشمسية كليًا؟

محمد عمر 18 ديسمبر 2019 16:22

أفردت وكالة رويترز للأنباء، تقريرا مطولا، للحديث عن مجمع بنبان لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في أسوان، وقالت، إنه أصبح أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم بعد أن اكتملت الشهر الماضي المرحلة الثانية من المشروع الذي تقدر استثماراته بمبلغ 2.1 مليار دولار. 

 

وأوضح أيدان لويس كاتب التقرير، أن 30 شركة من 12 دولة تتولى تطوير واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم التي تنتج ما يقرب من 1.5 جيجاوات من الكهرباء النظيفة.

 

وسلط لويس في مقالته الضوء على الجهود الهائلة التي حولت انقطاع التيار الكهربائي في عام 2013 إلى طاقة بقدرة 50 جيجاوات، ذلك بالإضافة إلى خطة زيادة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 20% بحلول عام 2022 و42% بحلول عام 2035.

 

كما ألقى لويس ألقى الضوء على "المواجهة" بين المستثمرين والحكومة على فاتورة البنية التحتية الإضافية التي بلغت قيمتها 1.9 مليار جنيه.

 

هذا المشروع مُصمم لترسيخ قطاع الطاقة المتجددة من خلال جذب مطورين من القطاع الخاص الأجانب والمحليين والداعمين الماليين. ويوفر حاليا ما يقرب من 1.5 جيجاوات من الكهرباء للشبكة الوطنية في مصر وأدى لخفض سعر الطاقة الشمسية في وقت تقلص فيه الحكومة دعم الكهرباء.

 

وعانت مصر من تكرار انقطاع التيار الكهربائي في عام 2013 بسبب نقص الطاقة بالمحطات القديمة لتوليد الكهرباء. وتحوّل العجز إلى فائض بفضل ثلاث محطات عملاقة تعمل بالغاز بطاقة 14.4 جيجاوات، تم شراؤها من شركة سيمنس في عام 2015.

 

وتقدر الطاقة الوطنية لإنتاج الكهرباء في مصر حاليا بنحو 50 جيجاوات، وتهدف البلاد لزيادة حصة الكهرباء التي تتوفر من مصادر طاقة متجددة من نسبة بسيطة حاليا إلى 20 في المئة بحلول عام 2022 و42 في المئة بحلول 2035.

 

وقال كريستوفر كانتلمي، المسؤول في مؤسسة التمويل الدولية وهي داعم رئيسي للمشروع مع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير "لديهم خطط للطاقة المتجددة، باستثمارات القطاع الخاص، بالرياح في منطقة البحر الأحمر وبالطاقة الشمسية في جميع أنحاء الصحاري".

 

ويضم مشروع مزرعة بنبان للطاقة الشمسية 32 محطة طورتها أكثر من 30 شركة من 12 دولة بينها أكسيونا الإسبانية وشركة الكازار للطاقة، ومقرها الإمارات، وإينيراي الإيطالية وتوتال إنرين وإي.دي.إف الفرنسيتان وشنت سولار الصينية وسكاتيك سولار النرويجية. ويضمن المطورون للمشروع، الذي يقع على بعد نحو 40 كيلومترا شمال غربي أسوان، سعرا تفضيليا لمدة 25 عاما.

 

وقال كانتلمي "كان المشروع في الواقع مدخلا لكثير منها إلى مصر للمرة الأولى في تمويل المشروعات وتمويل البنية الأساسية".

 

وقد تضيف مرحلة ثالثة للمجمع أكثر من 300 ميجاوات، مع أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها بعد في حين تقرر إنشاء مشروع كبير للطاقة الشمسية في منطقة كوم أمبو على بعد 45 كيلومترا شمالي أسوان.

 

وتجاهد مصر لجذب استثمارات أجنبية خارج قطاع النفط والغاز على الرغم من إشادة صندوق النقد الدولي ببرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه منذ عام 2016.

 

وفي بنبان أثارت الشركات المطورة أثناء زيارة فريق من مؤسسة التمويل الدولية الشهر الماضي مسألة خلاف على مطلب من حكومة بأن تسدد الشركات معا مبلغ 1.9 مليار جنيه مصري (118 مليون دولار) قيمة تكاليف البنية التحتية.

 

كما حدث تقليص للإمدادات إلى الشبكة الوطنية حيث اضطرت الشركات لانتظار إضافة خطوط جديدة لنقل الكهرباء.

 

ويقول مطورون للمشروع إن معدل سطوع الشمس جيد بشكل استثنائي في بنبان وتكاليف التشغيل منخفضة. وتقتصر أعمال الصيانة إلى حد كبير على مجرد إزالة غبار الصحراء عن الألواح الشمسية لزيادة امتصاصها لأشعة الشمس.

 

وقال محمد أسامة، المسؤول بشركة طاقة عربية المصرية، والتي تملك محطة تنتج 50 ميجاوات في بنبان "لا تحتاج (المحطة) لكثير من الأيدي العاملة، تحتاج معدات تنظيف فقط. يشغلها العاملون في بنبان. وعمال آخرون للصيانة فقط، هذا كل ما في الأمر، وعددهم ليس كبيرا".

 

وقال محمد عرابي أستاذ إلكترونيات القوى بجامعة أسوان إن مشروع بنبان خفض سعر الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وجذب العشرات من الشركات ومنح منطقة الصعيد في مصر دفعة اقتصادية.

 

وأضاف أنه على الرغم من ذلك تحتاج المحطة لنظام تخزين، لا يزال يمثل تحديا تقنيا رئيسيا للطاقة الشمسية التي ترتفع خلال النهار، من أجل تثبيت الإمدادات لشبكة الكهرباء العامة. 

 

وفي العام الماضي، أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن بوسع مصر أن تزيد طموحاتها في أهدافها المتعلقة بالطاقة الخضراء وتهدف إلى توفير 53 في المئة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

 

لكنه قال إن الإجراءات الإدارية المعقدة يمكن أن تحبط المطورين وحث مصر على مراجعة إطار عمل السوق وتطوير القدرات التصنيعية المحلية للطاقة المتجددة.

 

وقالت جيسيكا عبيد خبيرة الطاقة في تشاتام هاوس إن "المشروع يبرز جدية مصر في مجال الطاقة المتجددة لا‭ ‬سيما وأن معظم الدول في المنطقة تتباطأ في هذا المجال باستثناء الأردن والمغرب".

 

وأضافت "في المراحل المقبلة للاستقرار السياسي واستقرار السياسات أهميته وسيتطلب الأمر بشدة خفض الإجراءات البيروقراطية المعقدة وتكليفات واضحة لتفويضات المؤسسات وتسهيل العملية". 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان