وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أعمال العنف التي أندلعت السبت واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، في شوارع بيروت، وخلفت 40 جريحا، بأنها "الأعنف وتخللها أحداث غير مسبوقة وتشير لتطور عنيف في الاحتجاجات التي اندلعت قبل شهرين.

وقالت الصحيفة، إن قوات الأمن اللبنانية استخدمت الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة من وسط بيروت، حيث كان العنف الذي بدأ السبت أسوأ أعمال عنف شهدتها البلاد منذ بدء المظاهرات.

وأصيب أكثر من 40 محتجا ، وأدت المواجهات إلى توقف وسط المدينة لأكثر من ثماني ساعات حيث أطلقت قوات الأمن مجموعة من قنابل الغاز المسيل للدموع على مئات المحتجين ، الذين أشعلوا النيران، مرددين شعارات ضد قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين، ورشقوا الشرطة بالحجارة في مشاهد لم تشهدها العاصمة منذ بدء المظاهرات في 17 أكتوبر.

وأضافت الصحيفة، أن الاشتباكات وصلت إلى مقر أحد الأحزاب السياسية اللبنانية الرئيسية، وهي "الكتائب"، حيث كان العديد من المحتجين يختبئون، وظهر رئيس الحزب "سامي الجميل" خلال محاولته فصل المحتجين عن قوات الأمن.

يواجه لبنان واحدة من أسوأ أزماته الاقتصادية منذ عقود، ويتهم المحتجون الطبقة السياسية الحاكمة القائمة منذ ثلاثة عقود بسوء الإدارة والفساد.

ويأتي العنف قبل يومين فقط من إجراء الرئيس محادثات مع الكتل البرلمانية المختلفة لتعيين رئيس وزراء جديد.

واستقالت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في 29 أكتوبر بعد أسبوعين من بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد، لم تتمكن المجموعات السياسية من الاتفاق على مرشح جديد بينما كان المحتجون يدعون إلى حكومة غير تابعة لأحزاب سياسية قائمة.

وقال الصليب الأحمر وقوة الدفاع المدني اللبنانية إن 46 شخصًا على الأقل أصيبوا ونقلوا إلى المستشفيات، ومن المتوقع حدوث مزيد من الاحتجاجات في وقت لاحق يوم الاحد.

بدأت المشكلة السبت عندما قام العشرات من الرجال، بعضهم يرتدون أقنعة، بإلقاء الحجارة والألعاب النارية على قوات الأمن على حافة أحد المعسكرات بوسط بيروت، وكانوا من مؤيدي حزب الله وجماعات أمل، الغاضبين من انتقاد قادتهم.

كانت هذه هي المرة الثانية التي تحاول فيها الجماعات مهاجمة معسكر الاحتجاج هذا الأسبوع، وقالت وكالة الأنباء الوطنية إن أحد أفراد قوات الأمن أصيب.

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الرصاص المطاطي لأول مرة أثناء مطاردتهم للمتظاهرين بعيدا عن المنطقة.

وامتدت المصادمات إلى الشوارع المحيطة بمعسكر الاحتجاج، حيث غمرت المنطقة وسط دخان أبيض كثيف ورائحة الغاز المسيل للدموع، وطاردت قوات الأمن المتظاهرين حول وسط بيروت، وأطلق بعضهم الرصاص المطاطي.