رئيس التحرير: عادل صبري 08:39 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الفرنسية: في ساحة التحرير ببغداد.. المتظاهرون يشكلون «دولة صغيرة»

الفرنسية: في ساحة التحرير ببغداد.. المتظاهرون يشكلون «دولة صغيرة»

صحافة أجنبية

المتظاهرون العراقيون يشكلون دولة صغيرة في ساحة التحرير

الفرنسية: في ساحة التحرير ببغداد.. المتظاهرون يشكلون «دولة صغيرة»

إسلام محمد 13 ديسمبر 2019 00:00

قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن ساحة التحرير المركزية في وسط بغداد تحولت إلى خلية نحل لا تهدأ، حراس، وعمال نظافة، ومستشفيات، بمهام وجداول مناوبات، نموذج ناجح لما عجزت الدولة عن القيام به خلال 16 عاماً.

 

ويقول العامل حيدر شاكر القادم من محافظة بابل جنوب بغداد إلى ساحة التحرير، "في غضون شهرين، حققنا ما لم تحققه الدولة خلال 16 عاماً".

 

بعد انتهاء زيارة أربعينية الإمام الحسين، حمل شاكر خيمة موكبه مع أدوات المطبخ التي يخصصها عادة للزوار المتجهين إلى كربلاء المقدسة لدى الشيعة، واتخذ من العاصمة وجهة له.

 

في بغداد، نصب شاكر خيمته، ومنذ ذلك الحين، يوزع ثلاث وجبات يومياً طهيت بمواد يرسلها إليه متبرعون، على المتظاهرين.

 

كل صباح، يتحدث إلى الناس في الخيم المحيطة، وبعد أن يتم تعداد أكياس الأرز والسكر والدقيق والتوابل الأخرى، يتم توزيع المهام على الخيم: طبق رئيسي، حلويات، شاي وقهوة، وسندويشات.

 

عند مدخل الساحة، يقف أبو الحسن حارساً مع عشرات آخرين من رجال ونساء، مهمتهم تفتيش الداخلين عند حواجز أقاموها بالحجارة.

 

وبحسب الوكالة يؤكد هذا الثلاثيني صاحب اللحية السوداء، والذي لم يعرف غير الحرب في بلاده منذ ولادته تقريباً "نحن العراقيين، منذ صغرنا نحتك بالعسكر، لذا اكتسبنا كيفية التعامل معهم".

 

ويضيف وعيناه تجولان في المكان يميناً ويساراً "لا نحتاج إلى تدريب لاكتشاف المندسين وردعهم، حتى لا يشوهوا سمعة المجتمع بأسره، وكي نكون قادرين على تقوية دولتنا".

 

مساء الجمعة، أطلق مسلحون لم تتمكن الدولة من تحديد هويتهم بعد، النار لساعات على متظاهرين في بغداد وهاجموا موقف سيارات يحتله المتظاهرون منذ أسابيع.

 

بعد "المذبحة" التي خلفت 24 قتيلاً، والتي يتهم المتظاهرون فصائل مسلحة بالوقوف وراءها، عزز المحتجون نقاط التفتيش في محيط ساحة التحرير وأغلقوا مبنى "المطعم التركي" المطلّ على الساحة.

 

ويؤكد المتظاهرون أنهم مع اللاعنف، ورجال شرطة واستخبارات اخترقوا صفوفهم، وأنهم وقعوا تحت رحمة مسلحين قادرين على عبور حواجز الشرطة والجيش في بغداد من دون عوائق قبل حادثة الجمعة.

 

في مواجهة الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تقوم بتعزيز نفوذها وترساناتها في العراق بينما يهاجمها المتظاهرون، يتحالف المحتجون من جهتهم مع أصحاب "القبعات الزرقاء" التابعة لـ"سرايا السلام"، الجناح العسكري لتيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

 

وكان مقتدى الصدر أعلن أنه أرسل أصحاب "القبعات الزرقاء" العزّل لحماية المتظاهرين.

 

ليلة الجمعة، لم يتوقف أحمد الحارثي وزملاؤه من الأطباء والمسعفين في ساحة التحرير عن العمل لتأمين لإضاءة في المكان، وتمكنوا من الاعتماد على وصلات كهربائية مدها المتظاهرون على خطوط التوتر العالي التابعة للبلدية، إلى جانب مولدات كهربائية صغيرة اشتروها كحل بديل عند انقطاع الكهرباء لساعات يومياً في العراق.

 

ومنذ أكتوبر، تخلى طبيب الأمراض النسائية والتوليد عن وظيفته، أولاً من أجل التظاهر، ثم لعلاج الجرحى في ثاني أكبر عاصمة عربية مأهولة بالسكان.

 

مع الوقت، تعلم الحارثي التنسيق مع المسعفين وسائقي الـ"توك توك"، لأن "نقابات الأطباء والصيادلة نظمت نفسها في التحرير"، وشكلت ما يشبه "وزارة صحة مصغرة".

 

ويساهم التنسيق في إدارة الأمور مع خلايا "الدعم اللوجستي" التي تخزن الأدوية والأمصال والضمادات الأخرى التي تقدم حسومات تعاطفاً مع التظاهرات، أو التي تأتي عبر تبرعات.

 

وأمام المستشفيات الميدانية، وبين عجلات الـ"توك توك" التي تمر بسرعة بين مجموعات المتظاهرين، يقوم عشرات الشباب، وغالبيتهم من الفتيات، بكنس وتنظيف الشارع يومياً.

 

الرابط الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان