اقترح المتطرف أفيجدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، اليوم الخميس، منح عفو لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الذي يواجه اتهامات رسمية بتهم فساد، مقابل اعتزاله الحياة السياسية بلا رجعة.

اقتراح ليبرمان يأتي بعد ساعات من قرار الكنيست حل نفسه والذهاب للانتخابات برلمانية في 2 مارس المقبل، ستكون الثالثة في غضون عام، دون تمكن الأحزاب الفائزة من الحصول على أغلبية 61 مقعدا بالكنيست (من أصل 120) لتشكيل الحكومة.

وقال ليبرمان في حديث لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبري تعليقاً على اتهام نتنياهو بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاث قضايا فساد،إنه لا يدعم منح نتنياهو حصانة برلمانية من المحاكمة، بل "تسوية مقابل تقاعد مشرف".

وأضاف زعيم "إسرائيل بيتنا" :"هناك شعور بالاشمئزاز من نتنياهو في الكنيست، لقد أصبح عبئاً".

وتابع "لا أحد، بما في ذلك أنا، يريد أن يرى نتنياهو في السجن. لا أحد يريد رؤية رئيس حكومة خلف القضبان. ولكنك تعرف، مثل كرة القدم تماما- كل لاعب حتى وإن كان جيدا عليه أن يعرف متى يعتزل".

ومضى ليبرمان بقوله :"كل ما سمعته أمس بالكنيست يقول إنه يجب إيجاد حل يسرح نتنياهو بشكل مشرف".

وشدد على أن نتنياهو لن يكون لديه أغلبية في الكنيست لمنحه الحصانة من المحاكمة، مضيفاً "كذلك في حزب الليكود لديه الكثير من المنتقدين".

ومن غير الواضح ما إن كان اقتراح ليبرمان بالعفو عن نتنياهو سيلقى تأييدا وسط الدوائر السياسية في إسرائيل والتي تتهمه بالتسبب في أكبر أزمة سياسية في تاريخ الدولة العبرية.

لكن منافسه بيني جانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" علق على مبادرة ليبرمان قائلا :"سندرس ذلك الاقتراح، لا نريد أن نرى رئيس وزراء جديد يزج به في السجن"
، في إشارة لرئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي سجن بقضايا فساد، قبل إطلاق سراحه لأسباب صحية.

وقال جانتس لنتنياهو معلقاً على حل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة :"وافقت على الذهاب نحوك في مناطق تشكل اختراقاً، لكنك حاولت وضع العراقيل في كل فرصة. أردتُ (حكومة) وحدة، وأنت أردت حصانة. لم تتنازل عن كتلة اليمين، وأردت حصانة. كانت هذه صفقتك الحقيقية التي وضعتها على الطاولة- وحدة مزيفة مقابل حصانة".

انتخابات بالليكود

وفي سياق تطور الأوضاع السياسية في إسرائيل، أعلن مركز حزب الليكود مساء اليوم الخميس، عن إجراء انتخابات تمهيدية لاختيار زعيم جديد للحزب الذي يتزعمه نتنياهو، وذلك للمرة الأولى منذ 2014.

ويعد جدعون ساعر أبرز المنافسين لنتنياهو على رئاسة الحزب في الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في 26 ديسمبر الجاري، وسط توقعات بظهور منافسين آخرين خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويرى مراقبون أن نتنياهو قد يخسر رئاسة الليكود الذي يواجه معارضة شديدة داخله على خلفية اتهامه رسمياً بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاث قضايا فساد.

حل الكنيست

وفجر اليوم الخميس، أعلن الكنيست الإسرائيلي عن حل نفسه والذهاب لانتخابات برلمانية جديدة في 2 مارس 2020 ستكون هي الثالثة في أقل من عام.

جاء ذلك بعد فشل نتنياهو ومنافسه بيني جانتس للمرة الثانية في الحصول على أغلبية 61 عضواً (من إجمالي 120 بالكنيست) لتشكيل الحكومة خلال مهلة 21 يوما، انتهت عند منتصف ليل أمس الأربعاء.