يحبس الإسرائيليون أنفسهم قبل بضع ساعات من الإعلان عن حل الكنيست (البرلمان) والتوجه إلى انتخابات برلمانية ستكون الثالثة في غضون عام، وسط حديث عن محاولة الساعات الأخيرة لتشكيل حكومة وحدة بين رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، وبيني جانتس زعيم حزب "أزرق- أبيض"، شريطة تنازل الأول عن طلب الحصانة من محاكمته بقضايا فساد.

 وفشل كل من نتنياهو وجانتس في الحصول على أغلبية 61 مؤيداً بالكنيست من أصل 120 لتشكيل حكومة، بعد الانتخابات الأخيرة في سبتمبر.

وكان بالإمكان تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وجانتس، يتناوب كل منهما على رئاستها، لكن الأخير يشترط على نتنياهو عدم تقديم طلب للحصول على حصانة برلمانية من محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 قضايا فساد.

في المقابل، كان يمكن لأفيجدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ترجيح الكفة لجانتس أو نتنياهو، لكن انضمامه للأول قد يعني دخوله في حكومة مع "القائمة المشتركة" وهي تحالف لـ 4 أحزاب عربية بإسرائيل، وهو ما يرفضه ليبرمان الذي سبق واتهم "القائمة" بأنها طابور خامس.

فيما حال دون ترجيح ليبرمان كفة نتنياهو وتشكيل حكومة يمين، مطالبته بفضل الدين عن الدولة، في قضايا من بينها التجنيد، وهو ما ترفضه أحزاب دينية ضمن كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو.

وعند منتصف ليل اليوم الأربعاء، تنتهي آخر مهلة حددها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين للكنيست لاختيار مرشح لتشكيل الحكومة، بعد فشل نتنياهو وجانتس على التوالي في مهلتين سابقتين في المهمة.

وفي وقت سابق الأربعاء، صادق الكنيست بالقراءة التمهيدية ،على مشروع قانون يحلّ بموجبه نفسه، ويعلن التوجه إلى انتخابات جديدة.

ووفقا للقانون الإسرائيلي يجب التصويت على مشروع القانون بثلاث قراءات، وهو ما يجب أن يحدث قبل منتصف ليل الأربعاء.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" استبق نتنياهو التصويت في الكنيست واتهم جانتس في تسجيل مصور بالإصرار على دفع إسرائيل لانتخابات ثالثة وتجاهل تشكيل حكومة وحدة موسعة.

وأضاف "في أزرق أبيض يحاولون إخفاء أنهم فعلوا كل شيء للامتناع عن تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة كانت ستضم غور الأردن".

وتابع نتنياهو متهما حزب جانتس "بذلوا قصارى جهدهم لإقامة حكومة أقلية مع مؤيدي الإرهاب أيمن عودة (رئيس القائمة المشتركة) وأحمد الطيبي (العضو بالعربي بالكنيست) لكنها فشلوا في ذلك أيضاً".

ومضى نتنياهو "في أزرق أبيض فرضوا علينا انتخابات جديدة، ومن أجل منع تكرار الأمر يتعين علينا الفوز (فيها) باكتساح".

من جانبه، قال يائير لابيد الرجل الثاني في "أزرق أبيض" :"أبعدوا الأطفال من أمام التلفاز، هناك انتخابات، يتوقع أن تكون مهرجاناً للكراهية والعنف، لذلك لا يجب أن يجلس الأطفال بجوار التلفاز".

وتابع "لهذه الانتخابات ثلاثة أسباب: الرشوة والاحتال وخيانة الأمانة"، في إشارة لتمسك نتنياهو بالسلطة لمآرب شخصية تتمثل في الحصول على الحصانة من محاكمته.

في المقابل، تطرق رئيس كتلة الليكود البرلمانية، عضو الكنيست "ميكي زوهر" لتقرير أفاد بأن نتنياهو أجرى مشاورات حول إمكانية تنازله عن طلب الحصانة مقابل تشكيل حكومة وحدة مع جانتس خلال اللحظات الأخيرة وتجنيب إسرائيل تبعات الذهاب لانتخابات ثالثة، تقول استطلاعات رأي إن نتائجها لن تكون مختلفة عن سابقاتها.

وقال "زوهر" بحسب "يديعوت أحرونوت":أخبرت رئيس الوزراء (نتنياهو) بألا يقدم على مثل هذه الخطوة، فسوف يمنح بذلك لأزرق أبيض هدية يحاولون الحصول عليها لأنفسهم".

وتابع "الحصانة ليست عفواً، إذ تقضي بشكل عام بدء المحاكمة بعد نهاية الولاية (فترة رئاسة الحكومة). أعرف أن كارهي نتنياهو حريصون على رؤية أنفسهم مكانه في الحكم، ويتجاهلون الاعتبارات الأخرى".

الخبر من المصدر..