رئيس التحرير: عادل صبري 01:48 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة ألمانية: إظهار الضعف من مصر أو إثيوبيا «انتحار سياسي»

صحيفة ألمانية: إظهار الضعف من مصر أو إثيوبيا «انتحار سياسي»

صحافة أجنبية

رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد"

في مفاوضات سد النهضة

صحيفة ألمانية: إظهار الضعف من مصر أو إثيوبيا «انتحار سياسي»

احمد عبد الحميد 10 ديسمبر 2019 21:10

رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد" الذي نال مؤخرًا جائزة نوبل للسلام، يسد النيل لإنشاء أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، مما يجعل مصر تشعر بأنها مهددة، ويدرك الطرفان (مصر وأثيوبيا) جيدًا أنه سيكون من الانتحار السياسي إظهار الضعف، بحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية.

 

نقلت الصحيفة عن المزارع السوداني " صديق موسى" قوله:  "لقد كان النيل يفيض بالعاصمة السودانية الخرطوم، ويحول حقلي إلى بحيرة من الطين، بيد أن المنسوب انخفض  الآن لدرجة كبيرة"

المزارع السوداني " صديق موسى" 

 

وأضاف موسي : "لا أثق في وعود إثيوبيا"

 

وأوضح المزارع السوداني  أن مثل هذه الفيضانات ومستويات المياه غير العادية  كانت تهدد المحاصيل وكان الأمر كذلك دائمًا"

 

وفي إثيوبيا يقام  حاليا بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير ، ومن المقرر أن يبدأ الخزان العملاق عملياته بحلول نهاية عام 2020 .

 

 وبحلول الوقت الذي يصل فيه الخزان لطاقته الإنتاجية الكاملة في عام 2022 ، سيصبح أكبر مورد للطاقة الكهرمائية في إفريقيا ، بقدرة 6000 ميجاوات.

 

  بالنسبة للسودان ، فإن سد النهضة سيكون له مزايا ، بحسب  أديس أبابا ، ومن الأمثلة على ذلك : الكهرباء الرخيصة ومستويات المياه المنظمة بشكل أفضل في النيل.

 

لكن المزارع السوداني "موسى" البالغ من العمر 40 عامًا ، كان قلقًا أيضًا من الشائعات المنتشرة من "مصر" ، والتي يتدفق عبرها النيل أيضًا.

 

وبحسب "موسى"، يقول رجال السياسة في مصر  إن السد قد ينهار ويغرق أجزاء من السودان.

 

  وترى  مصر  أن السد سيؤدي إلى انخفاض مستويات المياه في مجرى النهر من خلال ملء إثيوبيا الخزان  لسنوات، ويعتبر  النيل  بالنسبة لمصر شريان الحياة على مدى آلاف السنين.

 

وفي حين حصل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام في أوسلو يوم الثلاثاء لمحاولاته المهزوزة للمصالحة مع إريتريا والجماعات العرقية المناهضة للحكومة في بلده ، ينشأ احتمال  للنزاع مع مصر حول السد.

 

 

 (مصر وإثيوبيا)تحت ضغط هائل

 

 

 بالنسبة للحكومة الإثيوبية ، فإن السد أكثر من مجرد مشروع مرموق ، ويعتبر شرطا مسبقا للانتعاش الاقتصادي.

 

نقلت الصحيفة الألمانية عن  وزير المياه المصري السابق"محمد علام" قوله: "يدور الأمر في إثيوبيا حول التنمية ، وفي مصر يعتبر مسألة  وجودية".

 

وأضاف "علام ": هذا لا يتعلق فقط بمزارعي بلدي ، الذين يشكلون حوالي نصف العمالة المصرية،  بل سوف تتأثر إمدادات مياه الشرب ، وكذلك قطاعات أخرى هامة، يضاف إلى ذلك انخفاض إنتاج محطات الطاقة الكهرومائية على نهر النيل ، عندما ينخفض المنسوب"

 

وأوضح " علام"  ، أستاذ  جامعة القاهرة، قائلا: "هذا البلد يعاني من عدم الاستقرار السياسي، ويمكن أن يشكل بناء هذا السد مشكلة خطيرة للأمن المصري".

 

وأردف:  "هناك الكثير من الفرص السلمية لحل تضارب المصالح ، لكن الحل الثنائي مستحيل"

 

ومع وجود  وسيط دولي ، مثل الولايات المتحدة ، ، تتعنت  إثيوبيا من ناحية أخرى"

 

ورأى "علام" أن المشكلة  الرئيسية تكمن في فترة ملء السد، كانت إثيوبيا تهدف في البداية لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات ، وفي الوقت نفسه ، تم منحها ضعف المدة.

 

يشار إلى أن مياه الشرب نادرة في مصر ، حيث تتوقع الأمم المتحدة ندرة المياه في عام 2025.

 

  وأعلنت الحكومة المصرية  عن خطط لإنفاق حوالي 50 مليار يورو لمكافحة "فقر المياه" بحلول عام 2037.

 

وفي نوفمبر، تدخل البيت الأبيض ونظم اجتماعًا لوزراء خارجية الدول الثلاث  سينعقد بحلول 15 (يناير) ، وبالتالي يجب أن يكون هناك اتفاق.

 

وفقًا لمصر ، وصلت  المفاوضات "إلى  طريق مسدود"، بعد تصريحات "أبي أحمد" في  أكتوبر. بأن لبلاده يمكنها حشد  ملايين الأشخاص.

 

وبحسب الصحيفة يعلم الطرفان جيدا  أنه سيكون من الانتحار السياسي إظهار الضعف في هذا الأمر.

 

كلف السد حوالي أربعة مليارات يورو ، بتمويل جزئي من ضريبة إلزامية لموظفي الخدمة المدنية الإثيوبية.

 

وصرح للصحيفة الألمانية  "كينيث سترزيبيك" ، أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج ، وأحد الخبراء البارزين في السد،  بأن هناك الآن حاجة إلى أفكار مبتكرة.

 

وقال "سترزيبيك" عبر الهاتف: "يمكن أن يكون أحد الحلول هو التأمين من المجتمع الدولي ، والذي يضمن التعويض المالي إذا قل مستوى النيل عن مستوى معين" ، ولا سيما أن  لا أحد يضمن هطول الأمطار بكميات كافية"

 

وأضاف "سترزيبيك" لأنه  لا يمكن أن يوجد اتفاق إلا بمشاركة السودان، ويمكن للدولة الواعدة بالزراعة ، أن توسع هذا القطاع الاقتصادي بشكل كبير وتستهلك المزيد من المياه"

 

 أوضح  الخبير البارز  أن السد يمكن أن يلعب دورًا مهمًا: "ففي غضون يملأ ، سيكون التأثير على السودان سلبيًا ، ولكن على المدى الطويل ، سيؤدي مستوى التدفق المستقر إلى زيادة الإنتاج الزراعي"

 

وبحسب "فيليب جان" ، رئيس مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في السودان، ترى الحكومة الانتقالية أن التصعيد بين مصر وإثيوبيا يشكل تهديدًا على ضفاف النيل في الخرطوم .

 

ويأمل المزارعون السودانيون  أن تلعب حكومتهم بسرعة دورًا أكثر نشاطًا في المفاوضات.

 

رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان