في العقد السادس من القرن التاسع عشر، كان المصور وخبير الآثار الفرنسي الأمريكي جون بيسلي جريني في أوائل العشرينيات من عمره عندما توجه إلى مصر.
وجاب جريني أنحاء عديدة من مصر في الإسكندرية والقاهرة وغيرهما والتقط العديد من الصور.
وولد جريني في فرنسا عن أبوين ثريين وكان يزور مصر لمعاينة المواقع الأثرية، ومات في عمر مبكر إثر إصابته بمرض السل.
الملاحظ في صور جريني أنها كانت شبه خاوية من الناس وتركز بشكل كبير على الأرض والسماء وتتجاهل العنصر البشري.
جاء ذلك في سياق تقرير أوردته مجلة "أطلس أوبسكيور" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني.
ونوهت المجلة أن الأمر لم يكن متعلقا بصعوبة التقاط الأجسام المتحركة في ذلك الوقت والتي كانت تظهر بشكل معتم غير واضح.
وحتى في وجود أناس غير متحركين، دأب المصور الفرنسي على تجاهلهم وعدم منحهم بؤرة تركيزه.
بعض الخبراء المعاصرين رأوا أن المنظور الأوروبي في التقاط الصور دأب على محو السكان الأصليين للدول الأخرى.
وأضافوا أن تصوير كل هذه الأماكن الطبيعية الشاسعة بشكل يخلو تقريبا من البشر ارتبط بأجندة استعمارية مفادها أن هذه المناطق تنتظر الأوروبيين لشغرها وترك بصماتهم فيها.
من جانبها، قالت المؤرخة كريستينا ريجز أستاذة المصريات بجامعة دورهام: "صور على هذه الشاكلة ترتبط باتفاقيات التمثيل الفني في أماكن مختلفة من العالم، والشرق الأوسط على وجه الخصوص".
وتابعت ريجز، بحسب المجلة الأمريكية: "مناطق الشرق الأوسط كان يراد لها أن تظهر خاوية وكأنها دعوة للأوروبيين للذهاب هناك".
وحتى في تصويره لأحد منازل القاهرة، تجاهل المصور الفرنسي إبراز أي عنصر بشري.
وفيما يلي بعض صور جريني:
