قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه في الذكرى الأولى لمظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، تراجع الزخم الذي كان الدافع القوى للحركة، لكن الغضب لايزال مستمرا، وظهر بوضوح في الاشتباكات التي وقعت السبت بين الشرطة والمتظاهرين الذي يحتجون على عدم المساواة الاجتماعية.

وأضافت الصحيفة، إن أعضاء بالحركة تعهدوا بإعادة تنشيط المظاهرات التي اجتاحت البلاد العام الماضي، ولكنها تضاءلت في الأشهر الأخيرة، فقد جلبت الذكرى السنوية دفعة قوية لشوارع باريس، لكن أعداد المتظاهرين كانت أقل من العام الماضي، والمقاطعات، التي كانت تعتبر ذات يوم روح الحركة، هادئة نسبيا.

وتابعت الصحيفة، إن الاسباب التي ادت لظهور السترات الصفراء وهي اللامساواة الاجتماعية والتي كانت قضية السياسة الداخلية المركزية مستمرة، فقد بدأت "السترات الصفراء" بسبب ارتفاع مقترح على ضرائب الوقود، وكان معظم غضب المحتجين موجهًا إلى ماكرون.

وأوضحت ان المتظاهرين هاجموا ماكرون بقوة، ودعوه إلى استقالته، مما دفع الرئيس الفرنسي لإطلاق حورا مجتمعي، حيث أجرى جولة استماع لمدة شهرين، و "نقاشًا كبيرًا"، وعقبها أطلقت باريس حزمة مساعدات وإجراءات لتهدئة الغضب.  

في ذروة الاحتجاجات العام الماضي، ظهر المتظاهرون في شوارع باريس الكبرى، وحطموا نوافذ المتاجر ونهبوا الآثار الوطنية، وفي جهودهم للسيطرة على الحشود، اتهمت الشرطة الفرنسية بالذهاب بعيداً، حيث أطلقت الرصاص المطاطي على المشاركين.

ولكن بينما أبطأت السترات الصفراء بعض أجندة ماكرون، فإنها لم تردعه، حيث يواصل سعيه لإصلاح قطاعات دولة الرفاهية السخية الشهيرة في فرنسا، وهذا يعد بإحداث مزيد من الاشتباكات.

والخميس، تظاهر عدة مئات من العاملين في المستشفيات في باريس، وشجبوا التخفيضات في الميزانية التي يقولون إنها حالت دون قدرتهم على توفير رعاية جيدة، لا سيما في غرف الطوارئ.

وبعد عام يقول محللون سياسيون إن الحركة رمزية إلى حد كبير، لم يكن لها تأثير يذكر على المشهد الانتخابي الذي لا يزال يهيمن عليه حزب ماكرون.

وحظي مرشحو السترات الصفراء بأداء ضعيف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية مايو الماضي، ويناقش عدد قليل منهم احتمال الحصول على تذكرة صفراء في الانتخابات البلدية في فرنسا في مارس 2020.

ونقلت الصحيفة عن جيروم فوركيه، المحلل السياسي قوله: "أظهرت  السترات الصفراء أن الكسور الموجودة في المجتمع الفرنسي، وبطريقة رمزية، يمكننا القول إنها جلبت شكلاً من أشكال العودة إلى الصراع الطبقي في فرنسا".

الرابط الأصلي