رئيس التحرير: عادل صبري 08:11 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«محللان إسرائيليان»: حماس ستحدد مستقبل المواجهة الحالية

«محللان إسرائيليان»: حماس ستحدد مستقبل المواجهة الحالية

صحافة أجنبية

الآلاف يشيعون جثمان الشهيد بهاء أبو العطا بقطاع غزة

«محللان إسرائيليان»: حماس ستحدد مستقبل المواجهة الحالية

معتز بالله محمد 12 نوفمبر 2019 21:17

للمرة الأولى منذ 28 عامًا أغلقت مؤسسات التعليم في تل أبيب ومحيطها أبوابها اليوم الثلاثاء، بتعليمات من جيش الاحتلال ليبقى نحو مليون تلميذ إسرائيلي في منازلهم، كما فتحت الملاجئ في مناطق واسعة من إسرائيل، واستدعى جيشها المئات من جنود الاحتياط، على خلفية التصعيد الجديد مع قطاع غزة.

 

وأطلقت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ الثلاثاء على المدن الإسرائيلية رداً على اغتيال الاحتلال "بهاء أبو العطا"، القيادي بالسرايا، بغارة استهدفت منزله شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده وزوجته.

 

وردت "إسرائيل" شن غارات على عدد من الأهداف التابعة للجهاد الاسلامي في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين.

 

وبشكل متزامن أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، استهداف "إسرائيل" منزل القيادي بالحركة أكرم العجوري بالعاصمة السورية دمشق، ما أدّى لاستشهاد نجله "أكرم" ومرافقه عبد الله يوسف حسن.

 

وأعلن وزير الدفاع الجديد  لدى دولة الاحتلال "نفتالي بينت" الذي تولى مهام منصبه اليوم حالة الطوارئ في مناطق تصل إلى نحو 80 كيلومترًا من قطاع غزة بما في ذلك تل أبيب والقدس.

 

وقالت صحيفة "هآرتس": إن تعليق التعليم في تل أبيب يأتي للمرة الأولى منذ حرب الخليج عندما أطلق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عشرات الصواريخ على إسرائيل عام 1991.

 

وأضافت أنه خلال جولات القتال في السنوات اللاحقة كانت المؤسسات التعليمية تعمل بشكل عادي، ما يشي بأن القيادة الإسرائيلية تتوقع الآن رد فعل قوي من قطاع غزة.

 

صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب

 

"عاموس هرئيل" محلل الشئون العسكرية بـ"هآرتس" قال: إن جولة القتال الحالية يمكن أن تكون محدودة وتستمر لبضعة أيام فقط، أو تتحول إلى مواجهة واسعة، مشيرًا إلى أن ذلك يرتبط بمتغيرين رئيسيين: موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والخسائر البشرية على الجانب الإسرائيلي.

 

 

وتابع "ما سيحدث، كما ذكرنا مرتبط بشكل كبير بتصرف حماس. يبدو أنه من المريح لقيادة الحركة بالقطاع العيش بدون الجهاد، التي أعاقت جهودها في تمديد التهدئة والحصول على تسهيلات إضافية من إسرائيل، بوساطة مصر وقطر".

 

صافرات الإنذار بمحطة القطار بتل أبيب

 

إلا أن "هرئيل" استدرك بقوله "في المقابل، تنصت حماس لنبض الشارع الغزي ولا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تظهر كأنها متعاونة مع إسرائيل".

 

لذلك- والكلام لمحلل "هآرتس"- سيكون من الصعب على حماس كبح زمام رد الجهاد، وربما ستطلق العنان أيضاً لبعض وحداتها، مضيفاً "سيكون من السهل في هذه الظروف فقدان السيطرة والذهاب إلى تصعيد أوسع بكثير".

 

صاروخ فلسطيني خلال سقوطه بمدينة "غان يافنيه" وسط إسرائيل

 

ومطلع أكتوبر الماضي عرض الجهاد الإسلامي صواريخ خلال مسيرة في غزة، قالت إنها قادرة على إصابة أهداف شمال تل أبيب.

 

وتعليقاً على ذلك قال "هرئيل":تمتلك الجهاد بالفعل الآلاف من الصواريخ معظمهم قصيرة المدى، لكنها تستطيع أيضاً، مثلما أثبتت هذا الصباح إطلاق صواريخ على جوش دان، وربما إلى الشمال أكثر، حتى منطقة الخضيرة.

 

مكسب سياسي لنتنياهو

ويذهب إلى أنه لا يمكن تجاهل السياق السياسي للتطورات العسكرية الأخيرة، متوقعاً أن يخدم التصعيد دفع الاتصالات السياسية لتشكيل حكومة في إسرائيل بعد فشل نتنياهو في تلك المهمة، وتكليف "بيني جانتس" زعيم حزب "أزرق أبيض" بذلك وإلا ستذهب إسرائيل لانتخابات هي الثالثة خلال العام الجاري، دون أن تقدر الأحزاب الفائزة على الحصول على الأغلبية اللازمة في الكنيست (61 من أصل 120 مقعداً) لتشكيل الحكومة.

 

ويوضح :"بالنسبة لنتنياهو، هذه حجة ممتازة لجر أزرق أبيض إلى حكومة وحدة. كل من يعرف بيني جانتس خلال سنوات خدمته في الجيش (كان رئيس أركان)، يمكنه أن يلاحظ دون صعوبة من لغة جسده (وقراءة ما بين السطور في تصريحاته)، رغبته العميقة في تقاسم المسؤولية في القيادة".

 

ويمضى "هرئيل" قائلاً "بقية المسؤولين في "قمرة قيادة" أزرق أبيض اعتقدوا خلاف ذلك. لكن عندما تطير الصواريخ (من غزة) ويهاجم ناشطو اليمين، في مسعى محسوب، رؤساء الحرب كما لو كانوا يساريين محبين للعرب، فإن فكرة حكومة أقلية بدعم خارجي من القائمة المشتركة (تحالف أحزاب عربية في إسرائيل حصل على 13 مقعداً في الانتخابات الأخيرة في سبتمبر الماضي) تبدو من الصعب تنفيذها على نحو متزايد".

 

"حماس" وقواعد اللعبة

في سياق متصل، قال "روني بن يشاي" محلل الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن حماس لم تقرر حتى الآن ما إن كانت ستخوض بكامل قوتها الجولة الحالية من المواجهة مع إسرائيل.

وذهب إلى أن انضمام حماس للمعركة قد يغير قواعد اللعبة، مضيفاً"لدى الجهاد الإسلامي بالفعل كمية كبيرة من الصواريخ تنخفض قليلاً عما لدى حماسن لكن ليس لدى الجهاد بنية إطلاق تحت أرضية وخفية كالتي لدى حماس. لذلك، وبعد أن أطلقت (الجهاد) "الجرعة الأولى" من الصواريخ -التي كانت في وضع الاستعداد حتى قبل اغتيال بهاء أبو العطا- ستحاول الحركة ضبط قاذفات الصواريخ والاستعداد لاستمرار القصف".

 

"من الواضح أن الجهاد لم تطلق كل ما لديها- فبحوزتها آلاف الصواريخ ولم تطلق غير المئات منها. وفق التقديرات، خلال ساعات النهار يتعذر على الحركة الاستعداد لإطلاق النار، وقد تفعل ذلك خلال الظلام. ومن الجولات الماضية يتضح أن الحركة تميل لإطلاق الصواريخ بالتزامن مع نشرة أخبار الساعة الثامنة لإحداث الحد الأقصى من التأثير في الوعي"، يتابع "بن يشاي".

 

ويضيف المحلل الإسرائيلي :"لكن الجيش الإسرائيلي استعد لذلك أيضاً، وهو يراقب ما يحدث على الأرض بقطاع غزة، بواسطة الطائرات والوسائل الاستخبارية ويستهدف من وقت لآخر فرق الإطلاق التابعة للجهاد الإسلامي وهم في طريقهم إلى الإطلاق أو نشر منصات الصواريخ. هذا هو السبب أن معدل إطلاق الصواريخ يقل كثيراً في الظهيرة. وتركز الجهاد على المستوطنات الملاصقة للسياج الحدودي وفي محيط غزة".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان