رئيس التحرير: عادل صبري 04:29 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تسفي مزئيل: إسرائيل تخشى هجومًا تركيًا مرتقبًا شمالي سوريا

تسفي مزئيل: إسرائيل تخشى هجومًا تركيًا مرتقبًا شمالي سوريا

صحافة أجنبية

أردوغان وترامب

تسفي مزئيل: إسرائيل تخشى هجومًا تركيًا مرتقبًا شمالي سوريا

معتز بالله محمد 08 أكتوبر 2019 20:44

"انسحاب الولايات المتحدة من شمال سوريا ودخول مرتقب للقوات التركية جنباً إلى جنب مع شعور إيران بأنها تتحكم في أجندة الشرق الأوسط يقود إسرائيل لوضع جديد عليها أن تتعامل معه".

 

كانت هذه مقدمة تحليل للدبلوماسي الإسرائيلي السابق "تسفي مزئيل" نشره "معهد القدس للشؤون العامة والسياسية".

 

وتناول  "مزئيل" المخاوف الإسرائيلية من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من شمال سوريا، بالتزامن مع إعلان تركيا شن عملية عسكرية مرتقبة هناك ضد التنظيمات الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية، فضلا عن ترسيخ كل من إيران وروسيا نفوذهما في سوريا.

 

وقال الدبلوماسي الذي سبق وعمل سفيراً لتل أبيب لدى القاهرة (1996- 2001) :"إلإجلاء السريع لعدد قليل من القوات الأمريكية من قواعدهم في شمال شرق سوريا والتخلي عن الأكراد يتزامن مع عدم استجابة الولايات المتحدة لهجمات إيران على ناقلات النفط في خليج هرمز والمنشآت النفطية السعودية، ويمثل خطوة استراتيجية تعني "في الواقع نحن نغادر الشرق الأوسط".

وأمس الإثنين، أعلن الرئيس الأمريكي ، انسحاب 50 جنديا أمريكيا من المنطقة التي من المحتمل أن تنفذ فيها تركيا عملية عسكرية شمالي سوريا.

 

واعتبر "مزئيل" أن خطوة ترامب تأتي استمراراً لعملية بدأها سابقه باراك أوباما، عندما أخلف وعده بالعمل ضد قوات الأسد إذا استخدم أسلحة كيميائية.

 

وتابع "إيران، التي بدأت بالفعل بمساعدة الأسد، أدركت أن بإمكانها توسيع تدخلها في سوريا. انتهز (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، الذي لم يحلم بالعودة إلى وجود كبير بالشرق الأوسط، الفرصة لتوقيع اتفاق مع سوريا وأرسل قوات عسكرية كبيرة لمساعدة الأسد وأقام قواعد بحرية في طرطوس وأخرى جوية في حميميم".

 

ومضى قائلاً "وبشكل مواز، رأت الجارة من الشمال، تركيا، في الوضع الجديد فرصة لإعادة التغلغل بالشرق الأوسط من خلال البوابة السورية".

 

هدف أنقرة- بحسب "مزئيل"- هو إلحاق الضرر بالأكراد، الذين يعتبرهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إرهابيين"، وفصلهم عن تنظيم PKK (حزب العمال الكردستاني) الذي "يكافح" من أجل الاستقلال داخل تركيا.

 

واتهم الكاتب الإسرائيلي أردوغان بمساعدة المليشيات الإسلامية السورية ودعمها بالمشورة والسلاح.

 

وتابع "بعد إسقاط الطائرة الروسية في سماء سوريا (24 نوفمبر 2015) أدرك أردوغان أنه أخطأ وتصالح مع بوتين وانضم إلى منتدى أستانا (عاصمة كازاخستان)، التي تهدف روسيا وإيران من خلاله إلى رسم خارطة سوريا بعد الحرب".

 

"تزايدت جرأة أردوغان، بالتزامن مع ضعف موقف الولايات المتحدة. صحيح أن الأخيرة ساعدت في إنشاء قوات كردية كبيرة (قوات سوريا الديمقراطية)، وساعدتها بالمشورة والسلاح ونجحت هذه القوة فعلياً في هزيمة داعش في جميع معاقله بشمال شرق سوريا، لكن ظلت القوات الأمريكية قليلة نحو 2000 جندي هناك، على خلفية عدم رغبة ترامب في التورط بحرب برية ترسل التوابيت الخشبية لواشنطن"، أضاف "مزئيل".

 

وتطرق المحلل الإسرائيلي لما وصفه فشل سياسة الرئيس الأمريكي بالشرق الأوسط قائلاً "بعدما أظهر ترامب في بداية ولايته عضلات بإلقائه في أبريل 2017 قنبلة أعماق على معقل داعش بأفغانستان وهجومه في أبريل 2018 بصواريخ كروز على أهداف لإنتاج سلاح كيميائي بسوريا، انتقل إلى "دبلوماسية الصفقات" إلا أنها فشلت".

 

وأكد أن ترامب لم يتمكن من التوصل لاتفاق، سواء مع رئيس كوريا الشمالية، أو مع روسيا فيما يتعلق بالشرق الأوسط وقضايا إستراتيجية أخرى أو في ردع إيران.

 

وأضاف "حتى أردوغان رئيس الدولة العضو في الناتو، ظن أن الولايات المتحدة ستفضل تجاهل استفزازاته على خلفية عدم رغبتها في استخدام القوة. فاحتل عفرين، وهي منطقة كردية قريبة من حدود تركيا مأهولة بالسكان شمال غرب سوريا، ما تسبب في الكثير من الدمار وهجرة 150 ألف مواطن، كما اشترى منظومة إس- 400 الروسية المضادة للصواريخ والتي تشكل خطراً استخبارياً على الناتو".

 

واعتبر "مزئيل" أن المعركة الأخيرة لما سماه "سيناريو أردوغان" كانت من خلال إعلانه عن عزمه إقامة منطقة عازلة داخل سوريا على طول الحدود مع تركيا المأهولة بالأكراد بعمق 32 كم "في انتهاك لمعاهدة الأمم المتحدة والقانون الدولي".

 

وأضاف في هذا الصدد "صحيح أن الأسد أعرب فوراً عن اعتراضه، لكن في حالته كمدعوم من إيران وروسيا، ليس لتحذيراته أي تأثير. حاولت الولايات المتحدة ثني أردوغان عن تنفيذ نواياه، واقترحت عليه بدلاً من ذلك تسيير دوريات مشتركة لجنودها مع الجنود الأتراك في تلك المنطقة. لكن هذا الاقتراح لم يلب رغبة أردوغان، الذي واصل التهديد باحتلال شمال سوريا شرق نهر الفرات حتى إن كان ذلك يعني خوض حرب مع "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً".

 

وخلال الأيام الأخيرة، صعد أردوغان تهديداته وقال إن الهجوم بات وشيكاً. وحيال تلك التهديدات أعلن ترامب أنه لن يتدخل في خطوات تركيا "وترك القوات الكردية التي تعاونت معها واشنطن بنجاح كبير منذ أكتوبر 2015 وحيدة".

 

"خلال ساعات تم إجلاء القوات الأمريكية من مواقعها في تل أبيض وفي رأس العين ما يفتح الباب أمام الجيش التركي والمليشيات الإسلامية الموالية له. وغرد ترامب أن بلاده دفعت الكثير من الأموال للأكراد والآن بات عليهم إيجاد حل مع روسيا وتركيا وأن الولايات المتحدة أنهت مهمتها"، زاد "مزئيل".

 

 

ومضى الكاتب الإسرائيلي قائلاً "في ضوء هذه التحركات، دعا أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين إلى إجراء تقدير آخر للموقف، كون الوضع ينطوي على رسالة إشكالية مفادها أنه لا يمكن الوثوق في الولايات المتحدة".

 

وأضاف "تراقب إيران بسرور بالغ التطورات، وتدرك أن ترامب لن يرد بالقوة على أفعالها أيضاً، وهو الذي امتنع بالفعل عن الرد على استفزازاتها خلال الشهور الأخيرة".

 

وخلص "مزئيل" إلى أن "الدلالات العميقة لتلك التطورات هي فقدان التوزان بالشرق الأوسط وتسليم السيطرة لعناصر غير ديمقراطية كروسيا وإيران وتركيا وكذلك جعل الوضع الاستراتيجي لإسرائيل أكثر خطورة".

 

وأوضح في هذا السياق أن "الوجود الأمريكي (في سوريا) كان (بالنسبة لإسرائيل) نوعاً من الدرع النفسي، وبالطبع ينطوي على أهمية عسكرية. الآن يتساءل الجميع هل ستساعد الولايات المتحدة إسرائيل إذا تعرضت لهجوم مباشر".

 

وزاد "سؤال آخر هو ماذا سيفعل ترامب إذا تعرضت مواقع أمريكية للهجوم في العراق وماذا سيقرر حيال القوات الأمريكية في أفغانستان. لقد سبق وألمح مرات برغبته في إجلاء قواته لكنه مازال يتردد على خلفية ضغوط من البنتاجون وأجهزة المخابرات التي تخشى من خلق فوضى لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة عندما يعود داعش ويصبح أكثر قوة من جهة، وتعزز إيران وروسيا من تدخلهما من جهة أخرى ما سيترك حلفاء الولايات المتحدة كالسعودية ودول الخليج مكشوفين".

 

وختم السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة تحليله بالقول "كل هذا يتطلب من إسرائيل إعادة التفكير وتكثيف التعاون مع دول الخليج".

 

الخبر من المصدر..

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان