رئيس التحرير: عادل صبري 03:47 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا اعترف بن سلمان بالمسؤولية عن مقتل خاشقجي؟ محلل إسرائيلي يجيب

لماذا اعترف بن سلمان بالمسؤولية عن مقتل خاشقجي؟ محلل إسرائيلي يجيب

صحافة أجنبية

محمد بن سلمان في برنامج "60 دقيقة"

لماذا اعترف بن سلمان بالمسؤولية عن مقتل خاشقجي؟ محلل إسرائيلي يجيب

معتز بالله محمد 30 سبتمبر 2019 21:28

تطرق المحلل الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" في مقال نشره موقع " arabexper" لإعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الاثنين، لأول مرة أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

 

وفي وقت سابق، اليوم الإثنين أذاعت شبكة "سي بي إس" الأمريكية ضمن برنامج "60 دقيقة"، مقابلة مع بن سلمان نفى خلالها ما تردد حول أمره بقتل خاشقجي لكنه أكد أنه يتحمل "المسؤولية الكاملة كقائد في السعودية خاصة أنه (مقتل خاشقجي) حدث من جانب مسؤولين سعوديين".

 

وداخل قنصلية بلاده في إسطنبول، قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكارًا واسعًا مازال متواصلاً حتى اليوم، وصدرت تقارير أممية حملت السعودية مسؤولية قتله عمداً، مؤكدة وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم بن سلمان.

 

إلى نص المقال..

تبث قناة الجزيرة، الناطقة بلسان قطر عدوة السعودية منذ عدة أيام مقدمات عن برامج ستبثها بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

 

الصحفي السعودي الذي عمل لصالح صحيفة واشنطن بوست والذي كان منتمياً على ما يبدو لجماعة "الإخوان المسلمين"، كتب مقالات تنتقد النظام في السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، وقتل في 2 أكتوبر 2018 في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول على يد طاقم خاص جاء من السعودية.

 

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تتهمه تركيا والمخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والأمم المتحدة بأنه هو من أمر بعملية القتل، ظهر في قناة تلفزة أمريكية وللمرة الأولى تحمل المسؤولية المبدئية عن مقتل خاشقجي وقال "أتحمل المسؤولية كاملة عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي (..) لكنني لم أصدر أوامر بالقتل".

 

جاء الاعتراف الضمني لولي العهد السعودي في إطار مساعي السعودية لتنظيف اسمها من وصمة العار التي التصقت بها منذ مقتل خاشقجي والعودة للساحة الدولية، بعد أن أضعفت القضية موقفها الدولي، وقطعت شركات اقتصادية في العالم علاقاتها بها ورفضت إقامة مؤتمرات دولية داخل أراضيها، كذلك فإن قضية خاشقجي عملت على تأخير الاصلاحات التي قادها بن سلمان في المملكة.

 

أعلنت السعودية نهاية الأسبوع الماضي أنها وللمرة الأولى ستصدر تأشيرات سياحية إلى أراضيها، في إطار المساعي لتحسين صورتها في العالم.

 

خلال فترة العزلة هذه التي عاشتها السعودية حاول ولي العهد التقرب من دول امتنعت عن توجيه النقد لبلاده مثل الهند والصين ، دون نجاح كبير.

 

يرفض العالم العربي أن ينسى القضية، وجماعة "الإخوان المسلمين" لا تتوقف عن إثارتها، ووسائل الإعلام القطرية والتركية تصدرها باستمرار.

 

أغنيس كالامار، باحثة حقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة، التي أعدت تحقيقاً كاملاً حول القضية ذهبت إلى أن هناك "أدلة موثوقة" وأن "المسؤولية القانونية لمقتل خاشقجي يتحملها مسؤولو النظام السعودي وبينهم ولي العهد محمد بن سلمان".

 

وبحسب قانونيين فإن الاعتراف الأخير لمحمد لن سلمان يدينه.

 

 وتوقع كثيرون أن يطيح الملك سلمان بابنه من منصب ولي العهد ويحاكمه، على الأقل ظاهرياً، لكن ذلك لم يحدث بل إن بن سلمان رسخ منذ تفجرت القضية سيطرته على مؤسسات الجيش والأمن في المملكة.

 

تواجه السعودية ضغطاً، لاسيما بعد الهجوم الأخير من قبل إيران على منشآتها النفطية في منطقة بقيق، وتحاول كسب تعاطف العالم.

 

من ساعد السعودية كثيراً في محاولة العودة لأحضان المجتمع الدولي، ومازال يدفع بهذا الاتجاه، هو الرئيس (دونالد) ترامب، وذلك لاعتبارات تنطلق في الأساس من مصالح اقتصادية وكذلك من رغبة في استغلال نفوذها بالشرق الأوسط بما في ذلك من أجل دفع "صفقة القرن".

 

ظهر ولي العهد في يونيو 2019 في مؤتمر قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية إلى جانب الرئيس ترامب ورئيس وزراء اليابان وعقد سلسلة من الصفقات التجارية خلال المؤتمر.

 

يرفض الرئيس ترامب الانتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها حول دعمه لولي العهد السعودي ويتذرع بحاجة الاقتصاد الأمريكي للصفقات العملاقة مع السعودية وبالحاجة للاحتفاظ بالسعودية إلى جانب الولايات المتحدة وإلا ستنضم إلى روسيا أو الصين.

 

لا يتوقع أن تختفي قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي من جدول الأعمال العالمي، فحتى اليوم من غير المعروف ما حل بجثة الصحفي التي لم يُعثر عليها أبداً، كذلك فإن سعود القحطاني، مستشار بن سلمان الذي اتهم بأنه "العقل المدبر" لعملية القتل، اختفى ولا يُعرف مصيره.

 

يطالب الكثيرون في العالم العربي بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، مثلما حل بقضية اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005 على يد ناشطي تنظيم حزب الله.

 

ويدور الحديث عن شأن دولي كون خاشقجي قتل على أرض تركية على يد فريق اغتيالات جاء من السعودية.

 

رغم القضية، لم تغير السعودية الطريقة التي تتعامل بها مع المعارضة، هناك الكثير من التقارير حول استمرار الاعتقالات التي تطال ناشطي المعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان.

 

كذلك فإن الموقف من جماعة "الإخوان المسلمين" المصنفة في السعودية كـ "تنظيم إرهابي" لم يتغير، وتواصل عناصر الأمن في السعودية اعتقال كل من ينتمي لتلك الجماعة.

 

خلال الشهور الأخيرة، اعتقلت أجهزة الأمن السعودية نحو 60 ناشطاً من حركة حماس، التي تعد الحركة الابنة لـ "الإخوان المسلمين"، بضغط من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكان هؤلاء الناشطون بمثابة هيكل النظام المالي الذي جمع تمويلاً لنشاطات حماس بقطاع غزة، وحتى اليوم ليست هناك معلومات عن مصير المعتقلين.

 

يبدو أن البيت الملكي السعودي يبذل جهداً لتحسين الصورة التي تضررت للغاية في أعقاب مقتل جمال خاشقجي، ويقدر معلقون عرب أن ولي العهد اعترف بالمسؤولية الجزئية عن الواقعة من أجل مساعدة الرئيس ترامب في معركة الانتخابات الرئاسية، لكنه ليس مستعداً لتقديم تنازلات بشأن القضايا الأمنية والحفاظ على البيت الملكي السعودي، خاصة في ظل الخطر الإيراني المتزايد.

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان