رئيس التحرير: عادل صبري 09:00 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

محلل إسرائيلي يكشف السبب.. هجمات «أرامكو» ترعب تل أبيب

محلل إسرائيلي يكشف السبب.. هجمات «أرامكو» ترعب تل أبيب

صحافة أجنبية

إحدى منشآت أرامكو السعودية بعد استهدافها فجر السبت الماضي

محلل إسرائيلي يكشف السبب.. هجمات «أرامكو» ترعب تل أبيب

معتز بالله محمد 20 سبتمبر 2019 19:05

مثل مهاجمة المنشآت النفطية السعودية حدثًا مهمًا في الشرق الأوسط. إيران التي ضاقت ذرعا بعبء العقوبات، أثبتت تفوقها جيداً في مجال "الروبوتية الطائرة"، وأن بإمكانها أن تفاجئ أيضاً. لم ترد الولايات المتحدة وتفقد قدرتها على الردع، وهو ما يجب أن يقلق إسرائيل.

 

كان هذا مخلص ماورد في تحليل مهم للكاتب الإسرائيلي "رون بن يشاي" محلل الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" حول انعكاسات هجمات أرامكو الأخيرة على إسرائيل.

 

وتحت عنوان " يمكن لإيران أن تفاجئنا أيضاً" كتب "بن يشاي" بتاريخ 20 سبتمبر 2019 يقول :"الهجوم على منشآت النفط السعودية قبل ستة أيام كان حدثاً مهما يؤثر بشكل مباشر على الشرق الأوسط وأيضاً على إسرائيل. يمكن القول إنه الحدث الأكثر أهمية الذي شهده الشرق الأوسط خلال العام الأخير".

 

وتابع "لم يؤد الهجوم إلى ارتفاع أسعار النفط بالسوق العالمي فحسب، بل أيضاً أثبت أن لدى إيران قدرات عسكرية متطورة جدا فاقت التقديرات، وأن دول المنطقة المعارضة لإيران يمكن أن تواجه تلك القدرات في وقت أسرع كثيراً مما توقعت".

 

وقال "بن يشاي" إن التفاصيل المتعلقة بمواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية وكيف أصابت أهدافها بدقة مدمرة لا تزال غير معروفة بشكل كامل.

 

وأضاف "لكن وفق ما تم نشره حتى الآن يمكن إعادة رسم الخطوط العامة للهجوم: بعد الساعة الثالثة فجراً في 14 سبتمبر، تم إطلاق بين 12 -20 صاروخ وطائرة مسيرة انتحارية من الساحل الجنوبي الغربي لإيران تجاه هدفين على الساحل الشرقي للسعودية: أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في بقيق وحقل النفط في خريص".

 

أصابت الصواريخ التي على ما يبدو كانت صواريخ كروز، والطائرات المسيرة أهدافها بدقة بالغة ونجحت في تقليص إنتاج النفط السعودي إلى النصف، وهو ما أدى على الفور لاستجابة هيستيرية تقريباً بسوق النفط العالمي الذي شهد ارتفاع الأسعار بشكل لم نره منذ سنوات طويلة.

 

عملياً، لا يجب أن يخشى العالم من أزمة طاقة، لأن هناك فائض في إنتاج السوق العالمي. فالولايات المتحدة مستقلة بقوة في هذا الخصوص ولديها احتياطات نفطية استراتيجية، إذا لزم الأمر ستبيع منها لحلفائها. كذلك لدى روسيا والعراق طاقة إنتاجية غير مستغلة بشكل كامل، لذلك فإن التأثير على سوق الطاقة العالمي ليس أخطر ما في الهجوم الإيراني، بحسب "بن يشاي".

 

ويضيف المحلل الإسرائيلي :"هناك جوانب أكثر خطورة، منها مثلاً، حقيقة أن إيران أثبتت أن لديها قدرة على إنتاج أسلحة متطورة وطويلة المدى قادرة على إصابة أهدافها بدقة أمتار، وربما حتى عشرات السنتيمترات من مسافة مئات الكليومترات. حتى إذا لم تصل بعض هذه الأسلحة إلى الهدف، وسقط بعضها، فإن معظمها أصاب الهدف بدقة تثير الدهشة".

 

يدور الحديث على ما يبدو عن مزيج من صواريخ كروز وطائرات بدون طيار انتحارية تنفجر على أهدافها، جميعها صناعة إيرانية. كانت مزودة بأنظمة توجيه متطورة للغاية وكانت الوحدة الإيرانية التي أطلقتها مزودة بمعلومات استخبارية دقيقة للغاية لولاها لم يكن للهجوم الإيراني كل هذا التأثير المدمر.

 

الإيرانيون ليسوا فقط قادرين على صناعة مثل هذه الأسلحة، بل أيضا تشغيلها بدقة فتاكة. في الواقع أثبتت إيران بهجومها على السعودية أنها متفوقة جداً في مجال "الروبوتية الطائرة"، المجال المستقبلي في ساحات القتال.

 

"الروبوتية الطائرة" هذه سمحت للإيرانيين بإطلاق صواريخ كروز حلقت على ارتفاع منخفض فوق سطح الأرض، وطائرات مسيرة يصعب اكتشافها هي الأخرى بواسطة الرادارات العادية، وإصابة أهدافها بدقة وفجأة مثيرين للإعجاب.

 

وبحسب "بن يشاي" فإن أية وسيلة كشف أمريكية أو سعودية أو بريطانية أو مصدر عسكري آخر موجود بالمنطقة لم يعلم مسبقاً بالهجوم، أم يحذر منه، وأيضاً لم ينجح في التنبيه عن الصواريخ والطائرات المسيرة عندما كانت في طريقها لهدفها.

 

ويضيف "المفاجأة هو إنجاز عسكري إيراني جديد علينا أن نشير إليه ونذكره، حتى عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. لكن ليس فقط المفاجأة، ولكن كل هذه القدرة العسكرية- إلى جانب عملية الخداع التي دفع خلالها الإيرانيون المتمردين الحوثيين باليمن لتحمل مسؤولية ذلك الهجوم، كرد فعل مشروع على عمليات القصف التي ينفذها الطيران السعودي في اليمن - جديرة بالإشارة".

ويقول المحلل الإسرائيلي إن فحص بقايا الصواريخ والطائرات المسيرة إضافة إلى اتجاهات الضربات تستبعد فرضية أن يكون الحوثيون هم من قاموا بالهجمات من اليمن.

 

على ما يبدو ستكتفي الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية إضافية على إيران وليس رداً عسكرياً، وهو ما يرى "بن يشاي" أنه يضع الولايات المتحدة وكذلك السعودية وإسرائيل بخطر كبير للغاية.

 

ويوضح أن إيران ترى أنها قادرة على ضرب السعودية فيما تخشى واشنطن الرد، وبذلك فقد المعسكر السني المعتدل وكذلك إسرائيل الردع القليل الذي كان لا يزال لديهم بالمنطقة ما يمثل إشارة سيئة لما هو آت.

 

ويتابع "إذا لم يرد الأمريكان، فيمكن الافتراض أن الإيرانيين اليائسين الذي يتعرض اقتصادهم للتدمير سوف ينفذون أعمال حرب أخرى من هذا النوع، واحدة منها يمكن أن توجه إلى إسرائيل، وهذا سبب إضافي يتطلب منا الانتباه".

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان