"كيف يمكن أن يؤثر الصراع في الخليج على أسواق السلع"..
تحت هذا العنوان نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية تقريرا حول التداعيات المحتملة في حال اندلعت الحرب في الخليج العربي على أسواق النفط والاقتصاد العالمي.
وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني:" في حال تحول اعتراض إيران لناقلتي نفط تابعتين لبريطانيا إلى حرب مباشرة، فإن ذلك سيتبعه بشكل سريع، ارتفاع في أسعار النفط والغاز وتكاليف التأمين الباهظة، وهجمات على البنية التحتية للطاقة والمصارف".
ورأت الوكالة ان الصراع الطويل في الخليج العربي يمكن أن يُدخل الاقتصادات العالمية في حالة ركود ويسرع من تخلي العالم عن الوقود الأحفوري.
ونقلت الوكالة عن إيان بريمر رئيس ومؤسس مجموعة "أوراسيا" وهي شركة أبحاث واستشارات في المخاطر السياسية قوله:" في حال وقعت مواجهة محدودة فإن تدفق النفط وباقي السلع ينبغي أن يستمر عبر المضيق، مع التحذير من أن إيران يمكن أن تستهدف بعض ناقلات النفط".
من جانبها قالت أولي سلوث هانسين رئيس قسم استراتيجية السلع في بنك ساكسو ستكون هناك جهود متضافرة للبقاء على المضيق مفتوحا، وقبل بدء أي ضربة عسكرية، سيتم تنفيذ خطة لحماية السفن بمشاركة الدول الإقليمية مثل السعودية.
كما أن تكلفة التأمين على السفن سوف ترتفع، أو لن يكون هناك أي غطاء تأميني على الإطلاق، ومع عدم وجود أي غطاء ربما يحجم أصحاب السفن عن المخاطرة بسفنهم، بحسب الوكالة .
ورأى فريدون فيشاركي رئيس مجلس إدارة شركة " FGE" المتخصصة في مجال صناعة الطاقة ومستشار الحكومة الإيرانية في السبعينات أن فكرة إغلاق مضيق هرمز" كلام فارغ".
وفي حال غرقت سفينة في المضيق ربما يُغلق لمدة أسبوعين ولكن بعد ذلك الحركة ستستأنف مرة أخرى.
وأدانت بريطانيا السبت احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في الخليج ووصفته بأنه ”عمل عدائي“.
وبث الحرس الثوري الإيراني شريطا مصورا على الإنترنت يظهر زوارق سريعة وهي تتوقف بجوار الناقلة ستينا إمبيرو وكان اسمها ظاهرا بوضوح في الشريط المصور.
كما أظهرت اللقطات أفرادا ملثمين من الحرس الثوري يحملون مدافع رشاشة وهم ينزلون على سطحها من طائرة هليكوبتر وهو ذات الأسلوب الذي استخدمه مشاة البحرية الملكية البريطانية أثناء احتجاز ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق قبل أسبوعين.
ويرى الغرب احتجاز الحرس الثوري الإيراني للناقلة في أهم ممر ملاحي في العالم لتجارة النفط على أنه تصعيد عسكري بعد ثلاثة أشهر من المواجهات التي دفعت بالفعل الولايات المتحدة وإيران إلى شفا الحرب.
وجاء ذلك بعد أن هددت طهران بالرد على احتجاز ناقلتها جريس1 المتهمة بانتهاك عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا.
ووصفت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت الواقعة بأنها ”عمل عدائي“.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إنه تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وعبر له عن ”خيبة أمله البالغة“. كما استدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني لعقد اجتماع عاجل في لندن.
ومضيق هرمز هو الممر الوحيد لأغلب صادرات النفط من الشرق الأوسط وتسبب احتجاز الناقلة في ارتفاع حاد في أسعار النفط.
وحذرت الولايات المتحدة، التي شددت العقوبات المفروضة على إيران في مايو بهدف وقف صادراتها النفطية بالكامل، من التهديد الإيراني للملاحة عبر المضيق لأشهر.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية يوم السبت عن بيان نشرته شركة سوناطراك النفطية أن الناقلة مصدر، التي تمتلكها الشركة وشهدت أيضا صعود جنود إيرانيين على متنها يوم الجمعة، أجبرت على تحويل مسارها صوب إيران لكن سمح لها بعد ذلك باستئناف رحلتها عبر المضيق.
وشهدت الشهور الثلاثة الماضية تصعيدا دفع بالولايات المتحدة وإيران أقرب من أي وقت مضى من المواجهة العسكرية المباشرة. وفي يونيو أسقطت طهران طائرة مسيرة أمريكية وأمر ترامب بشن هجمات جوية ردا على ذلك ثم ألغاها قبل دقائق فقط من شنها.
ووجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في سلسلة هجمات على الشحن حول مضيق هرمز منذ منتصف مايو. وترفض طهران الاتهامات.
وقالت واشنطن أيضا إنها أسقطت الأسبوع الماضي طائرة إيرانية مسيرة بالقرب من موقع احتجاز الناقلة ستينا إمبيرو. ونفت طهران يوم الجمعة التأكيد الأمريكي.