رئيس التحرير: عادل صبري 01:58 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

جارديان: مؤتمر المنامة.. مسرحية غاب نجومها

جارديان: مؤتمر المنامة.. مسرحية غاب نجومها

صحافة أجنبية

جانب من مؤتمر المنامة

جارديان: مؤتمر المنامة.. مسرحية غاب نجومها

بسيوني الوكيل 26 يونيو 2019 10:39

سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على "مؤتمر المنامة"، ودلالة غياب الأطراف الرئيسية للنزاع في الأراضي الفلسطينية (الفلسطينيون - الإسرائيليون)، عن المشاركة في المؤتمر.

 

وانطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة البحرينية ورشة عمل برعاية الولايات المتحدة بشأن التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، ضمن مبادرة أمريكية أوسع لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي نشرتها على موقعها الإليكتروني إن:" بعض العروض السياسية توضح القضية، وهناك عروض أخرى مثل تمثيلية هذا الأسبوع في البحرين تهدف إلى إخفائها".

 

وأضافت :" بعد كل هذا الحديث لإدارة ترامب عن صفقة القرن في الشرق الأوسط جاء انطلاق أول جانب اقتصادي لها سخيفا وغير منطقي"، مشيرة إلى أن رفض الفلسطينيين الحضور كان يعني أيضا غياب إسرائيل عن المؤتمر.

 

ويهدف المؤتمر -الذي ينعقد تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" لمدة يومين- إلى جمع استثمارات بخمسين مليار دولار على مدى عشرة أعوام، ويعد المؤتمر الشق الاقتصادي للخطة الأمريكية لسلام الشرق الأوسط بقيادة جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات.

 

 ووصف الصحيفة المؤتمر بأنه :" مسرحية غاب نجومها ونصف الممثلين أيضا: و الدول العربية أرسلت بمسئولين في مستوى تمثيل أقل، وحتى القائم عليه كوشنر، تحدث عن ورشة عمل بدلا من مؤتمر ورؤية بدلا من خطة".

 

وانطلاق أعمال "مؤتمر المنامة"، هو أول إجراء عملي لـ"صفقة القرن" التي يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين، مقابل استثمارات اقتصادية.

 

وقد أثار هذا المؤتمر الجدل في الأوساط العربية، ورفضت بعض الدول المشاركة فيه خوفا من تطبيق ما يسمى بـ"صفقة القرن" على أرض الواقع.

 

وتحاول الولايات المتحدة إقناع الطرف الفلسطيني والأطراف العربية الأخرى بجدوى الخطة، التي تطرحها، حيث تركز في مرحلة أولى على الجانب الاقتصادي الذي ستخصص له 50 مليار دولار، تساهم فيه دول الخليج، الجزء الأكبر منه ينفق في الاستثمار بالأراضي الفلسطينية، والجزء الآخر بالبلدان المجاورة التي تستضيف لاجئين فلسطينيين كلبنان والأردن.

 

لكن القيادة الفلسطينية ترفض هكذا خطة، وتعتبر أن الحل يبدأ بما هو سياسي بالدرجة الأولى.

 

 وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريح بهذا الخصوص: "مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة إلى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا."

ورغم الضغوط الممارسة على الحكومات العربية من قبل الشارع الذي ينظر بعين سلبية إلى هذا المؤتمر، معتبرا إياه لا يخدم القضية الفلسطينية، لا سيما وأن المعنيين بها أنفسهم قرروا مقاطعته، تشارك مجموعة من الدول العربية في مؤتمر البحرين.

 

وجاء في مقدمة الدول التي تشارك في المؤتمر، السعودية، حيث كانت من البلدان الأولى التي تبنت الخطة الأمريكية، رغم تأكيدها على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير أنها لا تقرر محل الفلسطينيين.

وقال الجبير في مقابلة مع فرانس24 إن الفلسطينيين "هم أصحاب القرار الأخير، لأنها قضيتهم، وما يقبلونه يقبله الجميع".

وبرر الجبير المشاركة في المؤتمر أنه من باب الترحيب بكل ما يمكن أن يحسن المستوى الاقتصادي للفلسطينيين.

"أعتقد أن كل ما يحسن ظروف معيشة الفلسطينيين ينبغي الترحيب به، ولكن العملية السياسية بالغة الأهمية" يشدد الوزير السعودي. كما أكدت الرياض أن مشاركتها "استمرارا لمواقفها الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني، ولما يحقق له الاستقرار والنمو والعيش الكريم، ويحقق آماله وطموحاته".

 

على غرار السعودية، كانت الإمارات من البلدان العربية التي عبرت عن ترحيبها بالمشاركة في المؤتمر. واعتبرت أنها تأتي بناء على "موقفها السياسي بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

 

وكانت أبوظبي أكدت في بيان لها أن "الإمارات وإذ ترحب بورشة السلام من أجل الازدهار، لتؤكد موقفها السياسي بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية"، في تبرير منها لمشاركتها في مؤتمر المنامة، موضحة أن "ورشة العمل –في المنامة- تهدف إلى رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني وتمكينه من العيش والاستقرار والعمل لمستقبل مزدهر"، بحسب تعبيرها.

 

 

جاء إعلان مصر مشاركتها في المؤتمر متأخرا. وفي تعليل من القاهرة لهذه المشاركة، قال وزير الخارجية سامح شكري: "إن منتدى البحرين يأتي في إطار طرح من الولايات المتحدة للجهود المبذولة للتوصل لحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونتوقع أن يصدر بعده المكون السياسي".

 

ويحضر الأردن بدوره لهذا المؤتمر ممثلا بأمين عام وزارة المالية، عبد الحكيم الشبلي رغم الانتقادات الداخلية لهذه المشاركة.

 

أما المغرب، فقد أعلن مشاركته في مؤتمر المنامة في وقت متأخر من يوم الاثنين. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي قال في وقت سابق، أن "موقف المغرب من المشاركة في ورشة المنامة، سيتم التعبير عنه في الوقت المناسب".

 

وشهد المغرب مظاهرات شعبية رافضة للمشاركة في المؤتمر، نظمت إحداها في الرباط الأحد، وشاركت فيها حشود كبيرة من المتظاهرين، الرافضين للمشاركة المغربية والعربية عموما في "صفقة القرن".

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان