رئيس التحرير: عادل صبري 08:02 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هأرتس: إسرائيل تهدد بضرب نظام الأسد إذا لم يبعد إيران عن حدودها

هأرتس: إسرائيل تهدد بضرب نظام الأسد إذا لم يبعد إيران عن حدودها

صحافة أجنبية

بشار الأسد

هأرتس: إسرائيل تهدد بضرب نظام الأسد إذا لم يبعد إيران عن حدودها

إسلام محمد 09 مارس 2019 23:30

حذرت صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية من ضربة إسرائيلية محتملة لنظام الرئيس بشار الاسد إذا لم تتدخل روسيا، لإبعاد التهديد الإيراني عن حدودها، خاصة مع ترسيخ أقدامه في سوريا عقب انتصار الاسد في الحرب الأهلية المشتعلة منذ 2011.

وقالت الصحيفة، إنزلاق سوريا إلى أتون الحرب الأهلية كان له عواقب مختلطة على إسرائيل، فقد تم تدمير القوات المسلحة السورية، التهديد الرئيسي الذي بني عليه الجيش الإسرائيلي تدريبه لعقود، ولم تعد تشكل تحدياً عسكرياً كبيراً لإسرائيل، باستثناء دفاعاتها الجوية.

وأضافت، مع تصديق مصر والأردن على اتفاقية السلام، لم تعد إسرائيل تواجه أي دولة مجاورة لديها القدرة أو الرغبة على شن حرب ضدها، وهو تحسن كبير في موقعها الاستراتيجي، لكن عندما تفككت سوريا، تحرك آخرون.

وتابعت، على مدار ثماني سنوات من الانفجار السوري، كانت هناك عدة سيناريوهات محتملة ذات تداعيات حاسمة على الأمن القومي لإسرائيل، أولها: سيطرت تنظيم الدولة الإسلامية، على الحدود الإسرائيلية، رغم قربها، إلا إن إسرائيل كانت أقل انزعاجاً من داعش أكثر من الدول العربية، في الواقع، كان التنظيم يركز على خصومه من السنة والغربيين، أكثر بكثير من التركيز على إسرائيل.

الثانية وهي خوف إسرائيل الأساسي، ويشمل إعادة توحيد سوريا، وهيمنت خصوم إسرائيل الأبرز عليها، إيران، وكذلك روسيا، ولكن إعادة تشكيل سوريا كدولة، من شأنه عدم خلق أرضية أكثر خصوبة لتورط إيران وحزب الله، دون أن يتمكن أحد من كبح جماحها.

ومن الواضح أن بشار الأسد لا يرغب أن تهيمن عليه روسيا أو إيران، ولكن ليس أمامه خيار سوى تهدئتهم، بينما يحاول الحفاظ على قدر من الاستقلال، ومنحت روسيا، عقودًا مدتها 50 عامًا لقواعدها الجوية والبحرية، لتزودها بالقدرة على نشر القوة في أنحاء شرق البحر المتوسط.

وأشارت الصحيفة، إلى أن إيران بسيطرتها على سوريا تحقق حلمها الطويل الأمد بـ"الهلال الشيعي"، الذي يمتد عبر العراق وسوريا ولبنان، إلى البحر المتوسط، وإقامة وجود بري وجو وبحري دائم على حدود إسرائيل، لقد تم إعاقة قدرة إيران على القيام بذلك حتى الآن فقط من جانب القوة الأمريكية الصغيرة والمتضائلة في شرق سوريا ومئات من الضربات الجوية الإسرائيلية التي نجحت حتى الآن في إحباط جهود إيران.

تستطيع إسرائيل مهاجمة الشحنات والقواعد العسكرية فقط مرات عديدة، حتى لو نجحت بنسبة 99٪ من الوقت غير واقعية، فإن إيران ستواصل بناء وجودها في سوريا بشكل تدريجي، مثلما استغرق الأمر عقودًا للوصول إلى ترسانة حزب الله المذهلة المكونة من 130 ألف صاروخ، ولا يمكن السماح لسوريا بأن تصبح لبنان الثاني وتمديد تلك الجبهة.

وبحسب الصحيفة،نجحت روسيا حتى الآن جزئياً في لعب دور معتدل، سواء بسبب حدود نفوذها مع سوريا وإيران، أو لأنها تفضل لعب الأطراف، بما فيها إسرائيل، بعيداً عن بعضها البعض.

حتى إسقاط الطائرة الروسية في سبتمبر الماضي، بدا أن موسكو تمنح إسرائيل اليد الحرة للعمل في سوريا ضد إيران وحزب الله، وقد يكون هذا الحادث مجرد ذريعة مصنعة ، لكنه بالتأكيد أثبت نقطة تحول.

ورغم إصرار إسرائيل على حقها في مواصلة الهجوم في سوريا، فإن القيد الروسي شديد، وكانت هجماته أقل بكثير، حتى قبل أن تطلق صواريخ S300 الجديدة التي زودتها روسيا لسوريا.

علاوة على ذلك، فشلت روسيا في الوفاء بالتزامها بإبقاء القوات الإيرانية، وقوات حزب الله على مسافة 60-80 كيلومترًا من حدود الجولان، ناهيك عن تلبية مطلب إسرائيل بانسحابها بالكامل، في الواقع ، تقوم إيران وحزب الله بدمج قواتهما في الجيش السوري والسيطرة على وحدات كاملة، وليس أمام إسرائيل من خيار سوى السعي للحصول على المساعدة الروسية، في محاولة لتجنب مواجهة.

وشددت الصحيفة على أنه إذا استمرت إيران في جهودها لتأسيس وجود عسكري كبير في سوريا، ومحاولات إسرائيل لمنعها غير كافية، فقد يكون من الضروري مهاجمة أهداف ذات قيمة عالية للنظام السوري، ويمكن أن يبدأ ذلك بالأهداف العسكرية، لإرسال رسالة، ولكن بعد ذلك تصعيدها إلى أهداف النظام نفسها، وإذا ثبت أن هذا أيضا غير كاف، فإن إسرائيل ستضطر إلى التفكير في شن هجمات على أهداف ذات قيمة عالية والنظام في إيران نفسها.

واستدركت الصحيفة قائلة، من الواضح أن هذا سيكون تصعيدًا خطيرًا، ولكن سيكون من الأفضل فعل ذلك الآن، عندما لا تزال الاتفاقية النووية تعرقل مساع إيران للحصول على سلاح نووي، وليس في المستقبل، عندما تكون قد تجاوزت الحد الأدنى.

لأن المجتمع الدولي، وخاصة الكرملين ، يعترف بأن إسرائيل تعتبر ترسيخاً إيرانياً على حدود إسرائيل خطرًا خطيرًا، يجب أن نأمل أن يؤدي تهديد إسرائيل بعمل عسكري إلى الضغط على سوريا وإيران.

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان