رئيس التحرير: عادل صبري 08:34 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بين مطرقة الاحتجاجات وسندان الجنائية الدولية.. هل ينجو البشير؟

بين مطرقة الاحتجاجات وسندان الجنائية الدولية.. هل ينجو البشير؟

صحافة أجنبية

الرئيس السوداني عمر البشير

بين مطرقة الاحتجاجات وسندان الجنائية الدولية.. هل ينجو البشير؟

وائل عبد الحميد 27 يناير 2019 21:00

تساءلت وكالة أنباء رويترز عن إمكانية نجاة الرئيس السوداني عمر حسن البشير من المأزق الحرج الذي يواجهه حيث بات محاصرا داخليا وخارجيا بين مطرقة احتجاجات حاشدة تستهدف عزله وسندان مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.

 

وأشارت الوكالة البريطانية أن البشير يتمسك بالسلطة باعتبارها درعًا يحميه من مصير سفاح يوغوسلافيا السابق  سلوبودان ميلوسيفيتش الذي حوكم في جرائم حرب.

 

ولم يفلح الرئيس السوداني عمر البشير في إخفاء ازدرائه للشباب والنساء الذين يواصلون احتجاجات حاشدة ضده منذ أكثر من شهر مطالبين بوضع نهاية لحكمه المستمر على مدار ثلاثة عقود بحسب رويترز.

 

مخاطبًا العسكريين هذا الشهر، حذر البشير، ضابط المظلات السابق الذي استحوذ على السلطة في انقلاب غير دموي عام 1989 من أن "الفئران سوف تعود إلى جحورها"، مؤكدا أنه لن يتنحى عن منصبه إلا لرجل عسكري آخر أو من خلال صناديق الاقتراع.

 

وأضاف البشير مرتديًا بزته العسكرية في لقاء مع الجنود في قاعدة عسكرية بعطبرة شمال السودان، المدينة التي اشتعلت فيها شرارة الاحتجاجات: "لقد قالوا إنهم يريدون الجيش أن يتولى السلطة. لا مشكلة عندي في ذلك إذا تولى السلطة شخص ما مرتديًا الزي الكاكي".

 

واستطرد بلهجة محلية: "عندما يتحرك الجيش، لا يفعل ذلك في الفراغ، ولا يتحرك دعمًا للخونة بل يفعل ذلك لمساندة الوطن".

 

ووصفت رويترز البشير بأنه يملك تاريخًا طويلًا من إثارة الانقسام.

 

ومنذ أن تقلد البشير  السلطة في أكبر دولة أفريقية آنذاك، خاض الرئيس حربا أهلية ضارية مع المتمردين الجنوبيين انتهت بتنازله عن جنوب السودان عام 2011 وخسارة أكثر من 70% من الثروة النفطية لدولته.

 

وعانى السودان من فترات عزلة طويلة الأمد منذ عام 1993 عندما أضافت الولايات المتحدة حكومة البشير إلى قائمة رعاة الإرهاب لإيوائها متطرفين إسلاميين.

 

وبعد 4 سنوات، فرضت واشنطن عقوبات على السودان.

 

وعلاوة على ذلك، أدانت المحكمة الجنائية الدولية التي يقع مقرها بمدينة لاهاي الهولندية البشير لدوره في المذبحة الجماعية بإقليم دارفور أثناء حركة تمرد بدأت عام 2003.

 

والآن، يواجه البشير تحديًا داخليًا شبه يومي في كافة مدن وقرى السودان.

 

وما زالت الاحتجاجات تنتشر  بالرغم من عمليات الاعتقال الجماعية والقمع العنيف الذي تمارسه القوات الأمنية باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع والذخيرة الحية بحسب التقرير.

 

وقالت السلطات السودانية إن 30 شخصا على الأقل ماتوا خلال الاحتجاجات التي بدأت في 19 ديسمبر بعد أن حاولت الحكومة زيادة أسعار الخبز.

 

وبالمقابل قالت المنظمات الحقوقية ومعارضون سودانيون إن عدد القتلى بلغ 45 على الأقل علاوة على إصابة المئات واعتقال المئات.

 

 

ونقلت رويترز عن المحلل خالد التيجاني قوله: "الاحتجاجات الراهنة هي أكبر وأعمق تحد لقاعدة البشير لأنها تشير إلى أن الأزمة بلغت مستويا جديدا".

 

انهيار اقتصادي

 

يعمد منتقدو البشير إلى تحميله مسؤولية تهميش السودان والانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى صعود التضخم إلى 72% مع نهاية 2018 مما ترك الدولة غير قادرة على الدفع للصادرات الغذائية.

 

وتلقي السلطات اللوم على ما تصفه بمؤامرة غربية تستهدف تقويض الحكم الإسلامي في السودان.

 

كما رفض البشير اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بشأن دارفور معتبرا إياها جزءا من خطة استعمارية جديدة.

 

وحاولت الحكومة تقديم إصلاحات وتخفيض قيمة الجنيه السوداني وتخفيف بعض قيود الاستيراد لكن ذلك لم يحدث إلا القليل من التأثير.

 

وكانت الحكومة السودانية تأمل في الحصول على دعم مالي سريع من الدول الخليجية الثرية بعد إرسال قواتها  إلي اليمن للمشاركة في التحالف السعودي لقتال الحوثيين لكن المساعدات جاءت بوتيرة بطيئة.

 

وبعكس موجات الاضطرابات السابقة، انتشرت الاحتجاجات هذه المرة إلى أجزاء من السودان عادة ما كانت تدين بالولاء للبشير.

 

بداية متواضعة

 

ولد البشير في 1 يناير 1944 لعائلة مزارعين فقيرة في قرية صغيرة  تدعى حوش بنقا تتألف معظمها من مبان طينية وشوارع ترابية على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد حوالي 150 كم شمال الخرطوم.

 

ودائما ما يلعب البشير على نغمة بداياته المتواضعة حيث كرر في وقت سابق هذا الشهر قصة سبق أن تحدث عنها عام 2013 حول كيف كُسرت إحدى أسنانه أثناء حمله للخرسانة في موقع بناء كان يعمل فيه أثناء طفولته للصرف على تعليمه.

 

وأردف البشير أنه رفض زرع سن فضية بدلا من المكسورة لأنها يريد دائما أن يتذكر تلك القصة كلما نظر إلى المرآة.


 

وبعد تخرجه من الكلية الحربية بالسودان عام 1967، كان البشير ضمن الكتيبة السودانية التي أرسلت لمساعدة مصر في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل.
 

وانضم البشير وقتما كان ضابطا شابا في سلاح المظلات إلى الجبهة الإسلامية التي انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين وتحكم السودان منذ توليه الرئاسة.

 

وقام البشير بحل المجلس العسكري عام 1993 وحكم السودان بقبضة حديدية، حيث تتهمه الجماعات الحقوقية باستخدام العنف والتعذيب للتخلص من خصومه السياسيين وفقا لرويترز.

 

إرث دارفور

 

يواجه البشير مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية على خلفية مقتل ما يزيد عن 300 ألف شخص في دارفور.

 

وأدى ذلك إلى تشبث الرئيس السوداني بالسلطة باعتبارها درعا له يحميه من مصير مشابه للرئيس اليوغسلافي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش.

 

متحديا المحكمة الجنائية الدولية، يواصل البشير جولاته لدول صديقة في محاولة لإظهار عدم خشيته من مذكرة الاعتقال.

 

رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان