أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "ذا صن" البريطانية أن الغالبية سوف يصوتون لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" في حال أعيد إجراء الاستفتاء.

وكان مجلس العموم البريطاني قد رفض يوم الثلاثاء بأغلبية الاتفاق الذي أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن قراءها لا يرغبون في إجراء استفتاء آخر على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ولكن في حال أجري مرة أخرى سيصون لصالح الانسحاب.

وأضاف التقرير:" بشكل لا يثير الاستغراب، فإن نحو الثلثين سيدعمون بريكست في استطلاع جديد، غالبا نحو نصف المشاركين في الاستطلاع لا يرغبون في الاتفاق".

ورأى أكثر من 61% أنه لا ينبغي أن يكون هناك استفتاء آخر على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الذي قال فيه 11% أنه من المحتمل ألا يكون هناك استطلاع للرأي، رأى 11% أنه ينبغي أن يكون هناك استفتاء.

وفي حال عقد الاستفتاء مرة أخرى على "المغادرة والبقاء" ستكون النتيجة "63/21"، بجانب 5% تعهدوا بعدم التصويت على الرغم من أن لديهم فيه.

وتوقع قراء صحيفة "ذا صن" هزيمة اتفاق تيريزا ماي في تصويت الثلاثاء الماضي، إلا أن ولكن 40% منهم قالوا إنهم يشعرون بالخيبة والضعف عقب هزيمة رئيسة الوزراء الساحقة.

وقال نحو ثلث القراء إنهم غاضبون بسبب النتيجة، وأعرب ثلث العدد عن شعورهم بالملل.

وردا على سؤال إذا ما كانوا يرغبون في إجراء اتفاق جديد، أعرب 46% عن عدم رغبتهم في ذلك، بينما يرغب أكثر من 18% في استمرار المفاوضات مع بروكسل حول الاتفاق.

ولم يصوت لصالح إجراء استفتاء ثان إلا 14% فقط، بينما انقسم الباقون حول اجراء اتفاق بديل لترك الاتحاد الأوروبي.

يأتي هذا بعد أيام من تصويت البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة بالرفض حول اتفاق "بريكست" الذي تفاوضت عليه ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ورفض النواب في مجلس العموم بغالبية 432 صوتا مقابل 202 الاتفاق بشأن البريكست. ومباشرة بعد التصويت، قالت ماي "إن المجلس قال كلمته والحكومة ستمتثل".

وتابعت رئيسة الوزراء "من الواضح أن المجلس لا يؤيد هذا الاتفاق لكن التصويت هذه الليلة لا يكشف ماذا يؤيد"، مضيفة أن التصويت لا يكشف "أي شيء حول الطريقة التي ينوي بها (المجلس) تطبيق قرار" الشعب البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، أو حتى ما إذا كان ينوي فعل ذلك.

وقد تزج الهزيمة التاريخية لماي البلاد في مأزق، بشأن عضويتها في أكبر تكتل تجاري في العالم، الذي شكل اقتصادها على مدى عقود.

وكانت ماي قد حثت نواب البرلمان الاثنين على إلقاء نظرة أخرى على الاتفاق، لكن البرلمان أكد على رفضه في جلسة التصويت الثلاثاء.

وقد يعني انتهاء هذا التصويت بنتيجة مهينة إجبار ماي على تأجيل خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي يوم 29 مارس، وربما يفتح المجال أمام خيارات أخرى تتراوح بين إجراء استفتاء آخر أو ترك الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.

وقال دومينيك راب، الذي استقال من منصب وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي احتجاجا على خطط ماي، إن الوقت قد حان للتحضير للخروج دون اتفاق، وهو ما يخشى العديد من أصحاب الأعمال أن يثير الفوضى في شركاتهم.

وفي اليوم التالي، نجت تيريزا ماي، من التصويت على حجب الثقة عن حكومتها بأغلبية 325 صوتا، مقابل 306صوتا، بعد إعلان نتيجة التصويت على مقترح زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن.

وقالت ماي في أول رد فعل بعد فوزها إنها "عازمة على المضي قدما للوفاء بالعهد الذي قطعناه للشعب بتقديم نتائج تتوافق مع خيارهم الذي انعكس في نتائج الاستفتاء الذي صوتوا فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي".

وحثت ماي قادة الأحزاب كافة لعقد اجتماعات أحادية معها لمناقشة المضي في مشروع بريكست لكنها دعتهم إلى التحلي "بروح بناءة" في طروحاتهم ومقاربتهم للقضية.

وأضافت "يجب أن نجد حلولا قابلة للتفاوض وتحظى بدعم كاف في هذا المجلس".

لكن زعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربين، قال ردا على دعوة ماي إنه قبل إجراء أي "مناقشات إيجابية"، ينبغي على رئيسة الوزراء أن تستبعد خيار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة.