قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إنّ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في الجابون للإطاحة بالرئيس الغائب "علي بونغو" الاثنين، لن تكون الأخيرة.
وأضافت، بعد ساعات فقط من سيطرة الجنود في الجابون على الإذاعة الوطنية صباح الاثنين، وإعلانهم خلعوا زعيم البلاد الغائب "لاستعادة الديمقراطية"، تمكنت الحكومة من إفشال المحاولة، وتحدثت وكالات الأنباء عن أن اثنين من الضباط المشتبه بهم في المؤامرة قُتِلوا، وسبعة آخرين اعتقلوا.
وبعد إصابته بجلطة دماغية في أكتوبر، سافر رئيس الجابون علي بونغو، للعلاج في السعودية ثم إلى المغرب، في أول بيان علني منذ مرضه، اعترف الرئيس بأنه كان "يمر بفترة صعبة" ووعد بالعودة قريبًا.
إلا أن الجنرال "كيلي أوندو أوبيانج" قائد المحاولة الانقلابية، قال في كلمته: إن خطاب العام الجديد لبونغو عزز الشكوك حول قدرة الرئيس على الاستمرار في الاضطلاع بمسؤوليات مكتبه، ولذلك هناك قائد جديد للبلاد.
لكن بعد ساعات بدا أن محاولة الانقلاب باءت بالفشل، وقال المتحدث باسم الحكومة "جي برتران مابانغو": إن الوضع تحت السيطرة وإطلاق النار في وقت سابق كان يهدف فقط للسيطرة على حشد من الناس".
وقال مسؤول مقرب من مكتب الرئيس: إنَّ النقاط الاستراتيجية في البلاد تخضع لسيطرة الحكومة، بما في ذلك محطة الراديو، والجيش يسعى لحل الموقف دون عنف.
وتخلل محاولة الانقلاب قطع خدمة الإنترنت في العاصمة، والكهرباء عن لمناطق كثيرة، لكن التقارير الواردة من وكالات الأنباء تشير إلى أن تلك الخدمات كانت تعود بسرعة، ويرى البعض أن تلك المحاولة الانقلابية لن تكون الأخيرة خاصة مع تردّي الأوضاع في البلاد الواقع في وسط إفريقيا.
وفي كلمته بالإذاعة الرسمية، قال أوبيانج: إنَّ القيادة العليا للجيش فشلت في مهمته للدفاع عن البلاد، ودعا الجنود المتقاعدين إلى "السيطرة على جميع وسائل النقل وقواعد الجيش ومراكز الأمن والمستودعات".
وفي الأسبوع الماضي، نشرت الولايات المتحدة 80 جنديًا في الجابون لإجلاء الأمريكيين من الكونغو المجاورة في حال تحولت الانتخابات المتنازع عليها هناك إلى أعمال عنف.
وتولى بونجو السلطة عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونجو الذي حكم البلاد لمدة 42 عامًا، وشهدت فترة انتقالاته الضيقة في عام 2016 أعمال عنف واتهامات بالاحتيال.
