في مقال بمجلة "دير شبيجل" الألمانية، قال الكاتب الألمانى "دومينيك بيترز" إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيبدو "ضيفا ثقيلا" في قمة مجموعة العشرين التي تنطلق الجمعة المقبل في بوينس آيرس.
وتابع: "قبل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان ولد العهد متيقنا من الترحيب الشديد والأذرع المفتوحة التي يلقاها في جولاته المتعددة لكن هذه المرة هو "ضيف ثقيل".
ونوه المقال إلىى الحفاوة الشديدة التي قوبل بها ولي العهد في مارس الماضي في جولة شملت العديد من دول العالم.
ودفع "بن سلمان"، مليارات الدولارات للمشاريع التجارية والدفاعية ، وزار نخبة التكنولوجيا، وشرب القهوة في نيويورك فى مكتب رئيس البلدية السابق "مايكل بلومبرج".
الآن، وقد ترك مملكته مرة أخرى، لكن هذه المرة ، كل شيء مختلف، بحسب المقال.
قبل شهرين ، قُتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" على يد فريق سعودى في القنصلية السعودية باسطنبول ، وتم تقطيع جسده ، وفقًا لوزير الخارجية التركي "ميفلوت كافوس أوغلو".
على مدار الأيام القليلة الماضية ، زار بن سلمان الحلفاء والتابعين، الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وتونس ، وسيتجه إلى الأرجنتين في وقت لاحق.
أوضح الكاتب أن رحلة ولى العهد السعودى عبر العالم العربي هي محاولة لإظهار للعالم أنه لا يزال لديه العديد من الحلفاء.
اختار ولي الهد الإمارات العربية المتحدة كبلد مناسب للبدء، لضمان الترحيب الحار.
وتقاتل الرياض وأبو ظبي معًا ضد الميليشيات الشيعية الحوثية المدعومة من قبل العدو اللدود لهما "إيران"، كما يعتمد البيت الملكي السني في البحرين بشكل كبير على المملكة العربية السعودية لسياسته الأمنية.
ولفت المقال إلى أن الاحتجاجات داخل شوارع تونس ضد زيارة بن سلمان ترجع إلى أن البلد الشمال إفريقية لديها مجتمع مدني فعال.
ومع ذلك ، فإن الاختبار الحقيقي لا يزال ينتظره ولي العهد، ففي الأرجنتين ، سيمثل ولى العهد السعودى في قمة مجموعة العشرين في "بوينس آيرس"، في نهاية هذا الأسبوع، وسيجتمع مع رؤساء الدول والحكومات.
تقدمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان بشكوى ضد ولي العهد السعودي أمام محكمة فدرالية في العاصمة الأرجنتينية،لكن من المؤكد أنه سيتم تجاهل الشكوى، لأنه ما زال يحظى بدعم الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، رغم أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تفترض الآن أنه أمر بقتل خاشقجي.
لكن لقاء بن سلمان مع زعماء دول الاتحاد الأوروبي سيكونالأكثر صعوبة حيث لن يهتم أحد بمحادثة صغيرة ودية معه أو مصافحته أمام كاميرات الجمهور العالمي بحسب الكاتب.
أردف الكاتب الألمانى، أنه يمكن تفسير رحلته على أنها اختبار، و الهدف منها، إظهار أنه ما زال فى دائرة الأقوياء أمام العالم بعد مقتل خاشقجي، و أنه سيتم استقباله كشريك.
وعلى هامش سباق الفورمولا واحد في أبو ظبي ، التقى "بن سلمان" ب"خوان كارلوس الأول" ، الملك الأسباني السابق ، وأخذت وكالة الأنباء السعودية المملوكة للدولة على الفور صورة لهما.
وفي وقت لاحق وصفت صحيفة "الموندو" الأسبانية الصورة بأنها "صورة للعار" ، وكانت هناك انتقادات حادة للحزب .
وذكر الكاتب أن بن سلمان سيسعى في بوينس آيرس إلى لقاء الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الذى وضعه تحت ضغط دولى كبير بعد مقتل خاشقجي بتركيا.
وكتب "أردوغان"، بصحيفة الواشنطن بوست ، في أوائل شهر نوفمبر، أن أمر قتل خاشقجي جتء أعلى المستويات في الحكومة السعودية.
وفي مقابلة مع صحيفة "زوددويتشه تسايتونج" الألمانية، قال وزير الخارجية التركي "أوغلو"، بأن "بن سلمان"، طلب مقابلة "أردوغان"، في "بوينس آيرس"، وكان رد الرئيس التركي: "لنرى".
وبالمقابل، تنفي السعودية أي تورط لولي العهد السعودي في قتل خاشقجي وتتعهد بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكك في تقرير "سي آي إيه" بشأن إمكانية تورط بن سلمان في إصدار أمر قتل الصحفي السعودي مؤكدا على عمق العلاقة بين واشنطن والرياض.
